باريس تؤيد تعليق التمويل الخارجي لبناء المساجد في فرنسا
قال رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس يوم الجمعة 29 يوليو/تموز، إنه يؤيد فكرة التعليق المؤقت للتمويل الخارجي لبناء المساجد في فرنسا .
وصرح فالس في مقابلة مع صحيفة "لوموند": "علينا العودة إلى البداية وبناء علاقة جديدة مع مسلمي فرنسا"، وأعرب عن "تأييده لوقف التمويل الخارجي لبناء المساجد لفترة من الزمن"، داعيا إلى "إعداد أئمة المساجد في فرنسا وليس في مكان آخر".
وقال "إن الحرب ضد الإرهاب التي تخوضها فرنسا ستكون طويلة، وسنشهد هجمات أخرى، لكننا سننتصر في هذه الحرب، لأن فرنسا تملك استراتيجية تسمح لها بالانتصار على العدو، المتمثل في الإسلام الشمولي".
وأكد فالس أن الإسلام الشمولي يمثل العدو الحقيقي الأول، وفرنسا تشن حربا ضده في العراق وسوريا وعلى أرضها".
ورأى رئيس الوزراء الفرنسي أن قرار القضاء المعني بمكافحة الإرهاب والذي أكده قرار تمييزي بالإفراج، في مارس/آذار الماضي عن أحد منفذي الاعتداء في كنيسة سانت إتيان دو روفريه (شمال غرب) هو "إخفاق، علينا الإقرار بذلك".
وتابع فالس قائلا: "يجب أن يحمل ذلك القضاة على اعتماد مقاربة مختلفة تتناول كل ملف على حدة وتأخذ في الاعتبار الوسائل المتقدمة التي يعتمدها الجهاديون لإخفاء نواياهم"، لكنه رفض في الوقت نفسه أن "يتجاهل التوازن بين السلطات ويحمل هؤلاء القضاة مسؤولية هذا العمل الإرهابي".
هذا وكان البرلمان المحلي في كورسيكا قد أصدر يوم الخميس الماضي قرارا طالب فيه السلطات الفرنسية بغلق أماكن العبادة التي "تشكل بؤر تطرف إسلامي في الجزيرة"، بعد ساعات من تحذير وجهته حركة كورسيكية قومية سرية للمتطرفين الاسلاميين في كورسيكا.
وحصل القرار على شبه اجماع حيث صوت لصالحه نواب الأغلبية القومية الذين استمالوا اليهم زملاءهم من اليمين واليسار، باستثناء ثلاثة نواب شيوعيين لم يشاركوا في التصويت.
وطالب القرار بـ"الغلق الفوري في كورسيكا "لأماكن العبادة أو الاجتماعات التي تشكل بؤر تطرف مؤكد، أو التي تلقى فيها خطابات كراهية تخلق مناخا مؤاتيا للعنف".
كما دعا البرلمان المحلي إلى تعزيز الأمن في أهم الأماكن التي يرتادها السياح في الجزيرة.
وكانت الحركة القومية الكورسيكية السرية هذه حذرت في وقت سابق "الإسلاميين المتطرفين في كورسيكا" من أن أي أعتداء يمكن أن ينفذوه في الجزيرة سيؤدي إلى "رد حازم لا رحمة فيه". وهذه الحركة التي تدعى "جبهة التحرير الوطني لكورسيكا" نشرت تحذيرها في بيان على صحيفة "كورس ماتن" المحلية.
وقالت الحركة "إن ما يريده السلفيون هو بوضوح أن يرسخوا هنا سياسة داعش، ونحن سنواجه ذلك"، وأضافت "أن سياستكم التي تعود إلى القرون الوسطى لا تخيفنا (..) ولتعلموا أن كل هجوم على شعبنا سيكون له من جانبنا رد حازم وبلا رحمة".
وتوجهت الحركة ايضا الى "مسلمي كورسيكا" بشكل عام ودعتهم الى "اتخاذ موقف" عبر التنديد بالتطرف الإسلامي. كما طالبتهم بالإبلاغ عن "الانحرافات لدى الشبان الضائعين الذين يستميلهم التطرف" وإلى عدم "إبراز علامات دينية ظاهرة".
وشهدت فرنسا في الأشهر الأخيرة سلسلة من الاعتداءات لمتطرفين إسلاميين.
المصدر: وكالات