بريطانيا بين السيئ والأسوأ

أخبار العالم

بريطانيا بين السيئ والأسوأ
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/hrln

تعيش لندن أجواء من الترقب بشأن عملية الاستفتاء على البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه، حيث يصوت البريطانيون، الخميس 23 يونيو/حزيران 2016، بشأن بقائهم من عدمه.

وتفتتح مكاتب الاقتراع أبوابها، الساعة السابعة من صباح الخميس، ليقول البريطانيون كلمتهم التي ستحكم مستقبلهم، علما بأن عملية فرز الأصوات تبدأ مباشرة بعد انتهاء التصويت لإصدار النتائج في وقت مبكر من صباح الجمعة 24 يونيو/حزيران 2016.

وطوال الفترة الماضية التي سبقت الاستفتاء، طفت على السطح العديد من القضايا الرئيسية بشأن البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه ومن أهم المواضيع التي دار حولها الجدل هي السيادة والنمو الاقتصادي والهجرة والنفوذ على الساحة العالمية.

وعشية هذا الاستفتاء الحاسم لمستقبل بريطانيا ومعها أوروبا، يبدو المعسكران متعادلين مع تقدم طفيف لمؤيدي البقاء في الاتحاد 51% في نوايا التصويت، حسب معدل آخر ستة استطلاعات للرأي حسبها موقع "وات-يوكي-ثينك" الالكتروني.

وهدف المعسكرين واضح، وهو اقناع نحو 10% من المترددين الذين يمكنهم ترجيح الكفة لمصلحة أحدهما.

وتتابع معظم العواصم الأوروبية والمفوضية الأوروبية، الاستفتاء الذي يُخشى أن يقود بريطانيا إلى الخروج من الاتحاد، وأن يفتح بالتالي بابا لتآكله بعد خمسين عاما من البناء الأوروبي الشاق.

وسجل حوالي مليوني بريطاني إضافيين أسماءهم، منذ ديسمبر/كانون الأول، على اللوائح الانتخابية، مما يرفع عدد المصوتين المحتملين في استفتاء الخميس إلى 46,5 مليون حسب اللجنة الانتخابية، التي قالت إن العدد قياسي.

التراشق بالتهم

واتهم صادق خان رئيس بلدية لندن العمالي المؤيد لبقاء بلده في الاتحاد، أنصار مغادرة الكتلة الأوروبية وزعيمهم بوريس جونسون بالكذب، مستشهدا بما جاء على لسان رئيس بلدية لندن السابق عندما قال إن تركيا يمكن أن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي في مستقبل قريب.

حيث قال خان إن تصريحات بوريس جونسون خطيرة وعلى قائلها أن يشعر بالعار.

ورد جونسون بالتأكيد أن معسكر مؤيدي البقاء ركز طوال حملته على الخوف من العواقب الاقتصادية للخروج من الاتحاد، مضيفا، أن معسكر التأييد ليس لديه خيار آخر سوى الانصياع لبروكسل، معرجا بالقول "إنهم يسيئون تقدير هذا البلد بشكل مؤسف".

ومن المقرر أن تجرى مناظرة تلفزيونية أخيرة مساء الأربعاء 22 يونيو/حزيران، بين النائب القومي الاسكتلندي، أليكس سالموند، المؤيد للبقاء في الاتحاد ونايجل فاراغ زعيم حزب الاستقلال البريطاني المعادي للوحدة الأوروبية وللهجرة.

كما سينضم خان وزعيم حزب العمال، جيريمي كوربن، مساء الأربعاء، إلى تجمع في لندن من أجل الدعوة إلى البقاء في الاتحاد الأوروبي.

وتسود أجواء من الانتظار في أسواق المال العالمية منذ أسابيع بشأن احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث قال الخبير في مجموعة "ستاندارد اند بورز غلوبال انتليجانس"، سام ستوفال: "ترانا نكتفي بانتظار الخميس دون أن نهتم بأمور أخرى".

وفي محاولة لطمأنة الأسواق في هذه الأجواء المتقلبة، أكد البنك المركزي الأوروبي، أنه مستعد لمواجهة كل الأوضاع غير المتوقعة التي ستلي الاستفتاء البريطاني.

رؤساء 1300 شركة بريطانية يدعون للبقاء في الاتحاد الأوروبي

ودعا قرابة 1300 مسؤول في شركات نصفها من المجموعات الكبيرة المسجلة في بورصة لندن، الأربعاء 22 يونيو/حزيران، إلى بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي عشية الاستفتاء التاريخي.

وموقعو الرسالة هم رؤساء ومدراء عامون وإداريون ومؤسسو شركات متفاوتة في الحجم، معظمها بريطانية، ويعمل فيها 1,75 مليون شخص، ومن بين الموقعين مسؤولو 51 من الشركات المئة المدرجة في "فوتسي 100" مؤشر بورصة لندن.

وقال المسؤولون في الرسالة إن مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي، تعني لشركاتنا تجارة أقل مع أوروبا وعددا أقل من الوظائف، بينما الانتماء إلى الاتحاد الأوروبي يشجع النشاط ويشجع الوظائف، مضيفين أنهم يدعمون وبقوة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.

 في غضون ذلك، صرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في مقابلة نشرتها صحيفة "ذي غارديان"، إن الناخبين سيوجهون رسالة واضحة باختيارهم البقاء في الاتحاد، مفادها أن المملكة المتحدة ليست منطوية على نفسها.

وفي مقابلة أخرى مع صحيفة "فايننشال تايمز"، أكد  كاميرون أن بريطانيا ستجذب مزيدا من الاستثمارات غداة الاستفتاء، إذا بقيت في الاتحاد، معترفا في السياق بأن الفارق ضئيل جدا بين معسكر البقاء والخروج، مشيرا إلى أنه لا يمكن التنبؤ بما سيحدث.

وسعى مسؤولون من المعسكرين، مساء الثلاثاء، إلى اقناع المترددين في مناظرة نظمتها هيئة الإذاعة البريطانية، "بي بي سي"، وحضرها حوالي 6 آلاف شخص في قاعدة للعروض في لندن، حيث عكست المناقشات في بعض مراحلها حدة الحملة، إذ لم يتردد المشاركون في مقاطعة بعضهم البعض وتبادل الاتهامات.

خروج بريطانيا قد يدفع البنوك لنقل أعمالها من لندن

من جهته، قال مفوض الخدمات المالية في الاتحاد الأوروبي، إن البنوك قد تضطر لنقل أعمالها من لندن إلى فرانكفورت وباريس إذا قررت بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي تجريه الخميس.

وقال المفوض الأوروبي، جوناثان هيل، في مقابلة نشرتها صحيفة "هاندلسبلات" الاقتصادية الألمانية، زرت لندن ومانشستر وغيرهما من المراكز المالية البريطانية في الأسابيع الأخيرة، وحذرت من عواقب الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وأضاف هيل الذي عينه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في المفوضية الأوروبية، قد يحدث أن تضطر البنوك وصناديق الاستثمار لنقل أنشطتها ووظائفها إلى فرانكفورت وباريس.

ماذا ومن ومتى؟

وتطرح بطاقة الاستفتاء السؤال التالي: "هل على المملكة المتحدة البقاء عضوا في الاتحاد الأوروبي أم مغادرة الاتحاد الأوروبي؟".

وعلى البريطانيين الاختيار بين إجابتين: "البقاء عضوا في الاتحاد الأوروبي" أو "مغادرة الاتحاد الأوروبي".

وأوصت اللجنة الانتخابية باعتماد هذه الصيغة بدلا من خيار (نعم/لا)، لأنه يرجح كفة معسكر البقاء في الاتحاد.

يشار إلى أن البطاقات الانتخابية في ويلز تعتمد اللغة الإنكليزية ولغة المقاطعة معا.

من الناخب؟

يحق التصويت لجميع المواطنين البريطانيين فوق 18 عاما يوم الاستحقاق، والمسجلين في اللوائح الانتخابية.

كما يجوز التصويت لمواطني الجمهورية الايرلندية ومجموعة الكومنولث المقيمين في المملكة المتحدة ومواطني جبل طارق، ويبلغ عدد هؤلاء الناخبين الإجمالي 46,5 مليون شخص.

ولا يحق لمواطني الاتحاد الأوروبي المقيمين في المملكة المتحدة التصويت، باستثناء الايرلنديين والمالطيين والقبارصة.

كذلك يحق للبريطانيين المقيمين في الخارج منذ أقل من 15 عاما الإدلاء بأصواتهم، فيما رفضت المحكمة العليا في مايو/أيار طعنا قضائيا للسماح بمشاركة المغتربين منذ أكثر من تلك الفترة في الاستفتاء.

النتيجة؟

وتفتح مكاتب الاقتراع أبوابها من الساعة 07:00 بتوقيت لندن، ويبدأ فرز الأصوات بعيد الإغلاق لإصدار النتائج في وقت مبكر من صباح الجمعة 24 يونيو/حزيران.

طوال الليل، سيعمد كل من مراكز الفرز المحلية الـ382 إلى إعلان نتائجه، بالتوالي، ويتوقع أن تصدر أولها من مركزي ساندرلاند شمال شرق بريطانيا، وواندسورث في لندن نحو الساعة 00:30 الجمعة.

كما يتوقع صدور دفعة كبيرة من النتائج حوالي الساعة 02:00 صباحا تليها دفعة أخرى بعد ساعتين.

المصدر: وكالات

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا