معركة إدلب تختزل الصراع الإقليمي والدولي في سوريا

أخبار العالم العربي

 معركة إدلب تختزل الصراع الإقليمي والدولي في سوريا
معركة إدلب تختزل الصراع الإقليمي والدولي في سوريا
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/h2un

تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات الحكومة السورية والفصائل المسلحة في ريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشرقي والأطراف الجنوبية والغربية لمحافظة إدلب.

وفي حين استطاعت قوات الحكومة السورية وداعموها خلال الأيام الأولى من بدء المعركة، من إحراز تقدم على جبهات عدة في ريف حماة الشمالي (قرية عطشان) وفي ريف اللاذقية الشمالي الشرقي (تلة الجب الأحمر)، إلا أن التقدم العسكري أصبح بطيئا على الرغم من الغطاء الجوي العسكري الروسي الذي منح المبادرة للجيش السوري حسب ما نقل التلفزيون الرسمي السوري عن رئيس هيئة الأركان العامة العماد على عبد الله أيوب.

يحاول الجيش السوري بعد سيطرته على قرية كفرنبودة في منطقة السقيلبية بمحافظة حماة، توسيع عملياته البرية إلى جهة الشرق للسيطرة على مدينة مورك ثم معان إلى الشمال، وتشكيل قوس محصن يسمح له بالتقدم نحو جنوبي محافظة إدلب ومحاصرة أولى مدنه الجنوبية (خان شيخون).

لكن استعادة الفصائل المسلحة السيطرة على قرية كفرنبودة وتل سكيك وقرية المنصورة بعد يوم واحد من سيطرة الجيش عليها، ثم إعلان "جيش الفتح" أمس بدء "غزوة تحرير حماة" أعادت خلط الأوراق، حيث يشهد ريف حماة الشمالي والشرقي اشتباكات كثيفة في على جبهة خربة الناقوس في سهل الغاب وقرية لحايا وقبة الكردي والرابية.

وتمثل قرية كفرنبودة موقعا هاما لكلا الطرفين بسبب وقوعها في جيب يخترق محافظة إدلب من الجنوب الغربي، ولذلك تمثل خط الدفاع الغربي للفصائل المسلحة التي نشرت فيها أكثر من عشر منصات لإطلاق صواريخ تاو الأمريكية على طول يصل إلى قرية معان.

ولعبت هذه الصواريخ دورا مهما في التقدم الذي أحرزه مقاتلو الفصائل المسلحة في وقت سابق من هذا العام أثناء السيطرة على محافظة إدلب.
ويعمل "جيش الفتح" على منع قوات الحكومة السورية من التقدم شمالا من مورك إلى خان شيخون جنوبي إدلب، وهما بلدتان على طريق سريع بين الشمال والجنوب يربط مدينة حماة بحلب وإدلب.

ومع أن الفصائل المسلحة استطاعت في اليومين الماضيين تحقيق بعض الانجازات، إلا أنها غير قادرة على التقدم أكثر في ريف حماة الشمالي بسبب الغطاء الجوي الروسي الذي حقق فعالية كبيرة.

خطة الجيش السوري تقوم على ضرورة السيطرة على الأجزاء الجنوبية والوسطى من محافظة إدلب تمهيدا لدخول مدينة إدلب ومن ثم الوصول إلى الفوعة وكفريا وفك الحصار المفروض عليهما منذ منتصف آذار/ مارس الماضي، وإخراجهما والزبداني في ريف دمشق الغربي من معادلة المقايضة.

ومن شأن هذه الخطوة إن نجحت أن تسحب من الفصائل المسلحة أهم معقل عسكري لها في سوريا، وتدفعها إلى شمالي المحافظة نحو حلب بعيدا عن المناطق الساحلية، لتصبح وجها لوجه مع تنظيم "داعش".

تقوم المقاربة الروسية ـ السورية ـ الإيرانية، على ضرورة إحراز نجاح عسكري ضد تنظيم الدولة في الشمال والشرق، يتزامن مع إعادة السيطرة على ريف حماة الشمالي وأجزاء من محافظة إدلب، في حين تقوم المقاربة الأمريكية على تحرير الشمال السوري، الرقة تحديدا من أيدي تنظيم الدولة، وتحويل المحافظة إلى منطقة مغلقة تحت سيطرة الأكراد والعرب معا، مع ترك إدلب للحلفاء الإقليميين (تركيا، السعودية، قطر) لمواجهة قوات الحكومة السورية وداعميها الإقليميين والدوليين.

يختزل الصراع على إدلب الصراع الإقليمي والدولي في سوريا، وقد تحولت المحافظة إلى ساحة اشتباك مفتوحة لكل الأطراف بسبب موقعها الجغرافي الهام: تطل على تركيا أحد أهم داعمي المعارضة المسلحة وفصائل إسلامية أخرى، كما تشكل المحافظة صلة الوصل بين المنطقتين الساحلية والوسطى والمنطقتين الشمالية والشرقية.

تبدو صورة المشهد الميداني إلى الآن غير واضحة، فالفصائل المسلحة بعديدها وعتادها تشكل قوة لا يستهان بها مع وجود الفصيلين الأقوى (أحرار الشام، جبهة النصرة)، والجيش السوري وقوات من حزب الله وإيران أصبحت أكثر فاعلية بعد التدخل العسكري الروسي، ولذلك من الصعوبة بمكان معرفة الحدود التي ستنتهي عندها المعارك.

حسين محمد

  • ملاحظة:

قراءنا الكرام الآراء الواردة في المقالات التي تنشر على الموقع تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

روسيا تحيي الذكرى الـ79 للنصر على النازية بعرض عسكري في الساحة الحمراء (فيديوهات)