رئيس الوفد البرلماني الفرنسي: الاستفتاء جنب القرم السيناريو الأوكراني
أعلن تييري مارياني، عضو الجمعية الوطنية الفرنسية، الذي يترأس وفد البرلمانيين الفرنسيين إلى القرم، أن الاستفتاء في القرم سمح بتفادي السيناريو الأوكراني في شبه الجزيرة.
وقال مارياني خلال لقائه رئيس برلمان القرم فلاديمير قنسطنطينوف في مجلس الدولة (البرلمان) بسيمفيروبل في مستهل زيارة إلى شبه جزيرة القرم الخميس 23 يوليو/تموز "كنت منذ شهرين في منطقة جنوب شرق أوكرانيا وراقبت برعب التدمير ومعاناة الناس، ونحن نهنئكم بأنكم استطعتم تجنب ذلك".
وأشاد مارياني بشجاعة برلمان القرم في اتخاذ قرار بالاستفتاء حول الانضمام إلى روسيا.
واعتبر أنه لو لم يتخذ البرلمان مثل هذا القرار لربما شهدت شبه الجزيرة أحداثا مأساوية كتلك التي حدثت في دونيتسك وسلافيانسك.
وقال:"نشيد بشجاعة برلمان القرم كونه استطاع اتخاذ هذا القرار بغض النظر عن الظروف الصعبة والخطر الكبير من التصعيد".
وأعرب رئيس الوفد البرلماني الفرنسي لبرلمانيي القرم باللغة الروسية عن سعادته بزيارة القرم، مؤكدا أنه غير نادم على هذه الخطوة، وأضاف مبتسما أن زيارة الوفد "أثارت بعض الضجة" في فرنسا.
وأشار إلى أن هذه الزيارة أكبر دليل على حرية واستقلالية النواب الفرنسيين، وقال:" يضم وفدنا "يساريين وكذلك يمنيين، لكن بغض النظر عن توجهاتنا السياسية نحن جميعا نلتزم بنهج شارل ديغول الذي يرى أن إرادة الشعوب فوق كل شيء".
وأعرب مارياني عن اعتقاده بأنه لا توجد أسس للإبقاء على العقوبات المفروضة على روسيا، وقال:" في الوقت الذي ترفع الولايات المتحدة العقوبات عن كوبا، أنا لا أرى أسبابا لكي تحافظ أوروبا على عقوباتها بحق روسيا".
واعتبر مارياني عقوبات الغرب على روسيا "مؤشر ضعف".
وشدد على أنه تلمس آثارها على نفسه لدى وصوله القرم قائلا: "هاتفنا الآن لا يعمل لأن الشركات الأوروبية تمتنع عن العمل في هذه المنطقة"، مذكرا مرة أخرى بأن هدف زيارة الوفد البرلماني الفرنسي هو مشاهدة ما يحدث في القرم "والتحدث إلى الناس لفهم ما الذي يحصل، ولا أرى سببا لهذه الضجة بهذا الشأن".
ووصف مارياني انطباعه الأول عن القرم بالقول: "الطقس ممتاز ولا يوجد أناس بالبدلة العسكرية"، منوها الى أن الزيارة هي رد على جميع معارضي زيارة القرم وقال مخاطبا إياهم: "ما الذي تخافون منه؟".
وأعرب مارياني عن أمله بأن تكون هذه الزيارة فاتحة لزيارات أخرى لوفد غربية إلى القرم.
من جانبه اعتبر قنسطنطينوف العقوبات الغربية غير عادلة على الإطلاق بحق سكان القرم وقد ولدت في نفوسهم حسرة وضيقا تجاه المجتمع الأوروبي، لأن "العقوبات جاءت بالذات انتقاما منهم على الخيار الديمقراطي الذي ارتضوه لأنفسهم". وهذا الشعور ساكن في روح كل مواطن في القرم وهذا ما ستتلمسونه عند مخاطبتكم أيا منهم".
فيما أكد رئيس الوفد الفرنسي أن أعضاءه مستعدون لبحث "التعاون الذي يعود بالمصالحة المتبادلة على بلدينا، إذ من الممكن تطوير السياحة هنا. وتعاوننا سلاح جيد في وجه من يريد وراء (المحيط) الأطلسي خرق السلام هنا".
أكسيونوف: القرم جاهزة لتطوير العلاقات الاقتصادية مع رجال الأعمال الفرنسيين
بدوره اعتبر رئيس جمهورية القرم سيرغي أكسيونوف أنه "توجد في فرنسا قوى سياسية واعية تفهم أن العلاقات المتأزمة مع روسيا لن تثمر عن نتائج جيدة".
وقال خلال لقاء مع الوفد: "تربط روسيا بفرنسا أمور مشتركة كثيرة. ونحن دول صديقة، وتعاوننا يجلب الفائدة مئة بالمئة لروسيا وفرنسا".
في هذا الإطار أكد أكسيونوف جاهزية القرم ككيان روسي لتطوير العلاقات الاقتصادية مع رجال الأعمال الفرنسيين والدبلوماسيين والبرلمانيين، وقال: "واثق أن من زار القرم، ولو مرة لن ينسى ذلك أبدا"، وستجدون في شخصنا أصدقاء حقيقيين وشركاء جاهزين لتقديم الدعم في أصعب اللحظات.
رئيس الدوما الروسي: زيارة الوفد البرلماني الفرنسي للقرم خطوة شجاعة
وفي وقت سابق من الخميس أعلن رئيس مجلس الدوما الروسي سيرغي ناريشكين أنه يثمن بشجاعة وحزم البرلمانيين الفرنسيين الذين يخططون لزيارة شبه جزيرة القرم.
وأدلى ناريشكين بهذا التصريح خلال لقاء مع وفد ضم 10 من أعضاء البرلمان الفرنسي برئاسة تييري مارياني الرئيس المناوب لجمعية "الحوار الفرنسي الروسي"، وتوجه الوفد الفرنسي بعد ذلك إلى القرم حيث سيزور يالطا وسيمفيروبل وسيفاستوبل وسيعقد عدة لقاءات مع القيادة المحلية.
وقال رئيس مجلس الدوما: "هذه الزيارة للسياسيين الفرنسيين تدل على النهج البناء في تطور العلاقات بين البلدين من جانب طرف من النخبة الفرنسية من أجل تطوير العلاقات مع روسيا وبناء حوار سياسي في صالح شراكتنا الثنائية".. "وأدعو إلى تعزيز الحوار السياسي بين موسكو وباريس إذ سيسمح ذلك بمساعدة زعماء "رباعية النورماندي" على القيام بالخطوات اللازمة لإحلال السلام في أوكرانيا"... "غير أن كييف لا تنوي تنفيذ اتفاقات مينسك التي يتمثل محورها في الحوار السياسي بين الحكومة الأوكرانية ودونيتسك ولوغانسك، بينما تتفاقم الأزمة الإنسانية في شرق أوكرانيا".. آسف بشأن دعم الاتحاد الأوروبي لكييف الرسمية... واعتقد أن الحوار الروسي الفرنسي مطلوب من أجل استئناف التعاون المتكامل بين روسيا وفرنسا، وقد تدهور هذا التعاون هو الآخر بسبب أزمة الثقة في أوروبا".
من جانبه ذكر تييري مارياني أن الوفد الفرنسي وصل إلى روسيا لاستئناف العلاقات البرلمانية بين البلدين، مشيرا إلى أن اللجنة البرلمانية الفرنسية الروسية لم تجتمع خلال السنتين الأخيرتين بسبب العقوبات المتبادلة، وأن زيارته إلى روسيا وشبه جزيرة القرم تعكس موقفه الخاص، موضحا أن هناك اختلافات جدية بينه وبين وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بهذا الشأن، قائلا: أنا أحترم موقف الحكومة الفرنسية لكني وغيري من البرلمانيين لسنا جزءا منها.. وقد طالبني فابيوس بإلغاء زيارة الوفد البرلماني الفرنسي إلى القرم، لكن الوفد رفض ذلك.. "عدم الاعتراف بانضمام القرم إلى الاتحاد الروسي هو "موقف وزارة الخارجية الفرنسية" و"موقف الحكومة الفرنسية، لكنه ليس موقفنا".
من جهة أخرى أكد مارياني أن سياسة العقوبات التي شجعتها الولايات المتحدة هراء، مشيرا إلى أن العقوبات تمس مصالح المنتجين في فرنسا.
هذا وأعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية أن زيارة الوفد البرلماني الفرنسي إلى القرم تمثل عدم احترام لقوانين أوكرانيا ولن تبقى دون عقاب، مشيرة إلى أن كييف ستفرض عقوبات على أعضاء الوفد الفرنسي وستحظر دخولهم إلى أراضي أوكرانيا.
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن شبه جزيرة القرم انضمت إلى الاتحاد الروسي بعد استفتاء عام جرى في مارس/آذار عام 2014 الماضي.
المصدر: وكالات