لماذا لم يتمكن علي عبد الله صالح من النجاة؟
قبيل مقتله، تداول نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي صورة ليلية يظهر فيها الرئيس اليمني الراحل مع مرافقيه، استباقا لأية "إشاعات" قد يطلقها الحوثيون عنه في ذلك الوقت العصيب.
ظهر صالح في تلك الصورة بمظهر يوحي بالقلق، هيئته في الصورة توحي بأن الخطر أصبح أقرب إليه من حبل الوريد، وهذا ما أكدته الأحداث بعد ساعات.
كان صالح ومرافقوه، على ما يبدو، بنشر تلك الصورة، يحتاطون وربما يمهدون الطريق أمام صالح للخروج من صنعاء بعد أن اصبح الوضع الميداني في العاصمة في غير صالحه.
الزعيم علي عبدالله صالح وطارق قبل ربع ساعة من الان فلاتنجروا للإشاعات فلدى المليشيات الكهنوتية آلة إعلامية من الدجل والتزوير واضعاف الهمم #كونوا_اقوياpic.twitter.com/vRsNlmVlDK
— فائقه السيد باعلوي (@FaikaAlS) December 3, 2017
لعل صالح كان يخطط حينها كعادته، لنقلة جديدة، ومعركة أخرى، إلا أن تلك الصورة بقيت علامة فارقة بين الحياة والموت، فكما ظهر ليهدئ روع أنصاره ويشد من أزرهم، ويتحدى خصومه القدماء الجدد، ظهر وقد خرّ صريعا مضرجا بدمائه في آخر معركة ما إن بدأت حتى كان في عداد ضحاياها.
نفى مصدر مسؤول في مكتب الزعيم علي عبدالله صالح الاخبار والشائعات الذي يروجها الحوثيين تارتاً عن اقتحام المنازل وتارتاً عن موت الزعيم وهذه الاخبار كلها لاضعاف عزيمت الشعب وتحطيم معنوياتة#قوات_الحرس_الجمهوري
— فائقه السيد باعلوي (@FaikaAlS) December 4, 2017
لم تنجح تلك الصورة في إبعاد الخطر عنه، لم تتمكن من تشتيت انتباه خصومه الذين ضاقوا ذرعا به ولم يعد بمقدورهم احتماله، ربما لأنه رقم صعب بالفطرة.
قضى حياته بسلام وهو في خلافات مع #الخليج وانقضى عمره بعد يوم واحد من خلافه مع إيران. * #مقتل_علي_عبدالله_صالح#اليمن#صنعاء#الحوثيpic.twitter.com/zMFMMl8UAH
— رتويت الشرقية (@Eastern_RT) December 5, 2017
نجح الحوثيون في القضاء على صالح لأنهم أرادوا أن تكون تلك المعركة الأخيرة معه، ولم يطيقوا أن يفلت كعادته ليظهر مجددا هازئا من خصومه، ولهذا السبب لاحقوه بلا هوادة حتى وصلوا إليه، وتبعا لذلك بقيت تلك الصورة، آخر لحظة له واقفا.
محمد الطاهر