مصر ترد على باحثة بريطانية شككت في "غزو الهكسوس" لبلاد الفراعنة
نقلت صحيفة الأهرام المصرية عن رئيس قطاع الآثار المصرية أيمن عشماوي قوله إن مزاعم باحثة من جامعة بورنموث البريطانية بأن الهكسوس لم يقوموا بغزو مصر إدعاء غير صحيح.
وذكرت الباحثة في جامعة بورنموث البريطانية كريستينا ستانتيس، وهي عالمة في الأنثروبولوجي إن الهكسوس الذين حكموا مصر القديمة لنحو قرن من الزمان، ربما وصلوا من خلال اقتران نسائهم بملوك ونبلاء الفراعنة وليس عن طريق الغزو الحربي، كما هو شائع.
وقالت إن تدفقا في هجرة نساء الهكسوس إلى منطقة تل الضبعة، ربما يكون قد سبق وصول الهكسوس لحكم مصر بفترة زمنية طويلة.
ولكن عشماوي، أكد أن الكلام الذي جاءت به الباحثة ليس صحيحا على الإطلاق، نافيا ما أشارت إليه بأن دخولهم كان عن طريق المصاهرة، وأوضح أن علم الآثار حتى الستينيات من القرن الماضي كان يرى أن الهكسوس دخلوا مصر عن طريق الغزو الحربي.
وأشار إلى أنه خلال الفترة من عام 1965 وحتى ثمانينيات القرن الماضي ثبت بالأدلة العلمية عن طريق أعمال الحفر التي أجريت بمنطقة تل الضبعة بالشرقية، إلى أن هناك مجموعة من القبائل الآسيوية التي دخلت منطقة شرق الدلتا في أواخر عصر الأسرة 12 وبداية الأسرة الـ 13، ثم بدأت مكانتها الاجتماعية والسياسية بالازدهار، ومع ضعف الملوك المصريين في ذلك الوقت صعدت هذه القبائل إلى الحكم وانفصل زعماؤها عن الحكومة المركزية وكونوا الأسرة الـ15، وكان مركزها تل الضبعة بمركز فاقوس بالشرقية، واتخذوا من مدينة أواريس أو حوت وعرت عاصمة لهم، وحمل كبارهم لقب حكا خاسوتاي حاكم البلاد الأجنبية ومنه اشتق الاسم اليوناني هكسوس.
وأشار عشماوي إلى أن الهكسوس بدأوا في توسيع سلطانهم في أواخر عهد الأسرة 13 ومدوا سيطرتهم إلى الوجه البحري، وحاولوا الاستيلاء على العاصمة إيثت تاوي بالقرب من مدخل الفيوم الأمر الذي أدى إلى وجود صراع عسكري، نجد صداه في المصادر القديمة وكتابات المؤرخين القدماء.
وقال إن الأبحاث والدراسات الأثرية خاصة في تل الضبعة أكدت أن ظهور الهكسوس ووصولهم للسلطة لم يكن عن طريق اجتياح عسكري لمصر استخدمت فيه العجلات الحربية فقط، كما كان شائعا وإنما عن طريق النمو التدريجي حتى وصلوا إلى السلطة.
وكانت الباحثة البريطانية قد على ما قالته، بأن مجموعة من النساء الأجنبيات وصلن إلى مصر قبل ظهور الهكسوس، ووجد لهن رفات في مقابر النبلاء بتل الضبعة يرجح فكرة أن نساء الهكسوس هاجرن إلى مصر وتزوجن من العائلات الحاكمة الفرعونية قبل سنوات من وصول الهكسوس للحكم.
المصدر: الأهرام
