وقال نيكولا بيدو رئيس قسم الاتصالات في وزارة الخارجية السويسرية، في تصريح لوكالة "ريا نوفوستي"، ردا على سؤال عما إذا كانت سويسرا تعتقد أنه يمكن مناقشة ودعم أي خطط سلام أخرى غير مايسمى بـ "صيغة زيلينسكي للسلام" التي طرحها زيلينسكي: "نعم، وهذا بالمناسبة ينعكس في البيان المشترك للمؤتمر الرفيع المستوى حول السلام في أوكرانيا الذي نظمته سويسرا يومي 15 و 16 يونيو 2024 في بورغنستوك".
وأضاف: "ترى سويسرا أنه ينبغي النظر في أي مبادرة سلام بشأن أوكرانيا على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
يذكر أن الصين والبرازيل طرحتا في مايو من هذا العام مبادرة مشتركة مؤلفة من ست بنود بشأن الحل السياسي للأزمة الأوكرانية، والتي حظيت بردود فعل إيجابية من أكثر من 110 دول وينص أحد بنود المبادرة على عقد مؤتمر سلام معترف به من قبل طرفي النزاع، أي روسيا وأوكرانيا.
وجاء ذلك على خلفية رفض الصين حضور المؤتمر الخاص بأوكرانيا الذي عقد في سويسرا يومي 15 و16 يونيو الماضي، الأمر الذي انتقده فلاديمير زيلينسكي، معتبرا إياه "تقويضا" لجهود السلام.
من جهتها، أشادت روسيا بالمبادرات الصينية لتسوية النزاع، حيث قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبيل زيارته الأخيرة لبكين في مايو الماضي إن الصين "تفهم الأسباب الجذرية" للنزاع.
وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مؤخرا اجتمعت 15 دولة، بما في ذلك فرنسا وسويسرا وهنغاريا، للتحضير لتشكيل مجموعة "أصدقاء السلام" لتعزيز مبادرة السلام التي أطلقتها الصين والبرازيل.
وأعربت وزارة الخارجية السويسرية عن ترحيب ودعم بون لمبادرة السلام الصينية البرازيلية لتسوية الأزمة الأوكرانية، كونها مبنية على مبادئ الأمم المتحدة.
وقال رئيس إدارة الاتصالات بالخارجية السويسرية نيكولا بيدو، في مقابلة مع وكالة "ريا نوفوستي" يوم السبت الماضي، إنه "بالنظر إلى أن المبادرة التي قدمها الصينيون والبرازيليون قد صيغت بحيث تراعي مبادئ الأمم المتحدة، فإن الجهود الدبلوماسية للصين والبرازيل قد تكون محل اهتمامنا".
من جانبها أعربت كييف عن خيبة أملها من قرار سويسرا الترحيب بالمبادرة الصينية البرازيلية للتسوية السلمية للنزاع في أوكرانيا.
الجدير ذكره أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طرح في وقت سابق، مبادرة لحل سلمي للصراع في أوكرانيا، ستوقف بموجبها موسكو إطلاق النار على الفور وتعلن استعدادها للتفاوض.
وتنص المبادرة على انسحاب القوات الأوكرانية من الأراضي المنضمة حديثا إلى روسيا باستفتاء شرعي لسكانها، وإعلان أوكرانيا تخليها عن نوايا الانضمام إلى حلف "الناتو"، ونزعها سلاحها، وتخلصها من النازية، فضلا عن قبولها وضعا محايدا وغير انحيازي وخلوها من الأسلحة النووية، مع رفع العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.
وبعد الهجوم الإرهابي الذي قامت به تشكيلات القوات المسلحة الأوكرانية على مقاطعة كورسك مطلع أغسطس الماضي، أعلن بوتين أن من المستحيل التفاوض مع أولئك الذين "يقصفون المدنيين بشكل عشوائي، ويهاجمون البنية التحتية، أو يحاولون خلق تهديدات لمنشآت الطاقة النووية".
من جانبه صرح مساعد الرئيس يوري أوشاكوف في وقت لاحق بأن مقترحات موسكو للسلام بشأن التسوية الأوكرانية، التي عبر عنها رئيس الدولة لم يتم التخلي عنها، وإنما في هذه المرحلة، ومع أخذ هذه المغامرة (هجوم كورسك) في الاعتبار، لن يكون هناك حوار بين روسيا وأوكرانيا.
المصدر: نوفوستي