وتأججت في الآونة الأخيرة المشاعر المناهضة للحرب في أوروبا، وتوسعها إلى حرب كبيرة، وتجلى ذلك من خلال تصريحات بعض السياسيين الألمان والأوروبيين والاحتجاجات التي بينت تمسكهم بالرفض، رغم عدم تأييد المتظاهرين لاستسلام أوكرانيا أو جلوسها إلى طاولة المفاوضات.
وتجدر الإشارة إلى أن غالبية احتجاجاتهم تعارض خفض تمويل الميزانية الألمانية ما سيؤثر على أسلوب حياتهم المعتاد، ومن الناحية الموضوعية فإن كل ذلك يقوض "جبهة المساعدة المتجانسة أو المتسقة" التي تم الإشادة بها، والتي روج لها السياسيون الألمان.
تجميد الميزانية..
اتخذت وزارة المالية الألمانية قرارا بتجميد جميع مخصصات الميزانية تقريبا، عقب صدور قرار المحكمة الدستورية الفيدرالية الألمانية حول عدم قانونية إعادة توزيع أموال القروض القديمة والتي تقدر بـ 60 مليار يورو والتي لم تستخدم من صندوق إلى آخر.
كما أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أمس السبت خلال المؤتمر الإقليمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني في براندنبورغ، أن بلاده ستواصل دعم أوكرانيا بالرغم من جميع المشاكل التي تعاني منها ميزانية البلاد، لافتا إلى أن برلين هي المورد الثاني للأسلحة إلى أوكرانيا بعد الولايات المتحدة، وأن إجمالي المساعدات الألمانية المقدمة إلى كييف بلغت 25 مليار يورو.
وشدد على أن الحكومة الألمانية ستعمل على التخفيف من حدة العواقب الاقتصادية للازمة الأوكرانية على ألمانيا، والحفاظ على تماسك البلاد وضمان استمرار العمل على مشروع التحديث الصناعي الكبير في ألمانيا.
احتجاجات..
نظمت السياسية سارة فاغنكنخت، مسيرة احتجاجية في العاصمة الألمانية برلين يوم السبت، بمشاركة عدة آلاف من المتظاهرين ضد توريد الأسلحة لأوكرانيا ومن أجل حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
واتهمت فاغنكنخت الحكومة الألمانية بتطبيق معايير مزدوجة في تقييمها للصراع الأوكراني، فضلا عن "القصف الإسرائيلي غير الأخلاقي" في غزة، وكذلك الإنفاق غير المبرر على الجيش الألماني وإنتاج الأسلحة، في حين تعاني البلاد من مشاكل أخرى.
بافاريا..
من جانبه قال رئيس وزراء بافاريا ورئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي ماركوس زيدر إن ألمانيا تمر بأزمة حادة بسبب مشاكل الميزانية، وأضاف: "ليست لدينا حالة طوارئ في الميزانية، بل لدينا حالة طوارئ حكومية".
وقال إن الحكومة الألمانية الحالية لا تمتلك الخطة أو الإمكانات ولا حتى القدرة على التفكير بحل المشاكل التي تعاني منها البلاد، ولم يعد لها أدنى فائدة لمصلحة البلاد وبات مكانها في المعارضة.
زوايا أوروبية
هولندا..
كتبت صحيفة "كييف إندبندت" أن المرشح لمنصب رئيس الوزراء الهولندي خيرت فيلدرز سيكون مشكلة كبيرة في وجه أوكرانيا، لافتة إلى تحالفه مع رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان ونظيره السلوفاكي روبرت فيكو، في رفض عقوبات الاتحاد الأوروبي المناهضة لروسيا.
ووفقا للصحيفة فإن فوز حزب " الحرية" في الانتخابات البرلمانية بزعامة فيلدرز يعني "نهاية حقبة" الدعم الهولندي غير المشروط لكييف، كونه يعارض المساعدات العسكرية والمالية المقدمة لأوكرانيا.
ووفقا لقناة NOS التلفزيونية الهولندية، فإن استطلاعات الرأي خلال العام الأخير أظهرت ان 56% من الهولنديين يؤيدون ضرورة تقديم أوكرانيا التنازلات لإنهاء الحرب.
فرنسا..
من جانبه دعا السياسي الفرنسي فلوريان فيليبو زعيم حزب "الوطنيون" حكومة بلاده إلى التوقف عن اتباع نهج حلف "الناتو"، والعمل على استعادة العلاقات مع روسيا، فيما تتمسك أوساط المعارضة الأخرى بضرورة إحياء العلاقات مع روسيا التي لا يمكن ضمان أمن أوروبا بمعزل عنها، أو دون الأخذ بمصالحها.
المصدر: RT