تفاصيل أكبر سقطة لـ"العدالة" البريطانية!

أخبار العالم

تفاصيل أكبر سقطة لـ
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/vnpt

شهدت العاصمة البريطانية لندن في أكتوبر عام 1974 انفجارين تحولا إلى قضية كبرى استهدفا حانتين ارتادهما الجنود البريطانيون، ما أسفر عن مقتل 4 عسكريين ومدني واحد، وإصابة 65 آخرين.

 

تفاصيل الانفجارين:

القنبلة الأولى انفجرت الساعة 20:30 من يوم 5 أكتوبر 1974 في حانة "الحصان والسائس" في منطقة غيلدفور، وتسببت في مصرع عامل جص يدعى، بول كريج، ويبلغ من العمر 22 عاما، وجنديين من الحرس الاسكتلندي وامرأتين من فيلق الجيش الملكي النسائي.

القنبلة الثانية زرعت في حانة "النجوم السبعة" في نفس المنطقة، وانفجرت بعد نصف ساعة، إلا أنها لم تتسبب في سقوط ضحايا.

بلدة غيلدفورد الواقعة جنوب غرب لندن كانت تسمى "مدينة الحامية"، وذلك لوجود عدد من الثكنات بالقرب منها، علاوة على أنها كانت ساحة معتادة للحياة الليلية لنحو 6000 عسكري متمركزين في المنطقة.

حدث الانفجاران في ذرة فترة أعمال شغب في إيرلندا الشمالية في ذلك الوقت، وتعرضت تبعا لذلك شرطة لندن لضغوط كبيرة للقبض على أفراد الجيش الجمهوري المسؤولين عن الهجمتين.

هكذا، سارعت الشرطة البريطانية إلى القبض على ثلاثة مراهقين وامرأة إيرلنديين، عرفوا في وقت لاحق باسم "أربعة غيلدفورد".

واحد من هذه المجموعة ويدعى جيري كونلون، كان في لندن وقت التفجيرين في زيارة لخالته آني ماجواير.

بعد أيام قليلة اعتقلت الشرطة الخالة نفسها آني ماجواير، وكذلك جوزيبي كونلون، والد الفتى جيري كونلون، وذلك لأنه كان واثقا من براءة ابنه ورفع صوته داعيا إلى إطلاق سراحه. بارتفاع عدد المعتقلين في هذه القضية تغير الاسم إلى "سبعة غيلدفورد".

الإدانة الظالمة:

حكم في أكتوبر 1975 على "الأربعة"، وهم جيري كونلون وبول هيل وباتريك أرمسترونغ وكارول ريتشاردسون بالسجن مدى الحياة.

 في نفس الوقت، أجبرت آني ماجواير وأسرتها، وكذلك جوزيبي كونلون على الاعتراف بصنع القنابل والتحضير لهجوم إرهابي، وفي مارس 1976 حكم عليهم بالسجن من 4 إلى 14 عاما.

الأربعة الأوائل قبعوا خلف القضبان 15 عاما، فيما توفى جوزيبي كونلون، والد أحد المتهمين الرئيسيين الأربعة في السجن بعد ثلاث سنوات من الزج به هناك.

المحكمة استندت في قرارها إلى اعترافات موقعة من الجميع قدمتها الشرطة إلا أن المدانين أنكروها مرارا، وأكدوا أنها انتزعت باستخدام العنف والتهديد الموجه ضد أسرهم وبأساليب ترهيب، وأصروا على براءتهم من كل ما نسب إليهم.

قد يحدث خطا ويتهم شخص واحد، إلا أن ما حصل في قضية "غيلدفورد" في بريطانيا سابقة وصفت بأنها فضيحة كبرى و"عار" في تاريخ العدالة البريطانية، إذ تم تلفيق أدلة وشهادات سبعة أشخاص، وفي قضية خطيرة تتمثل في تفجير قنبلتين تسببتا في سقوط ضحايا.

تلك الحادثة قوضت مصداقية العدالة البريطانية، والأدهى أن المدانين "الأبرياء" بقوا في السجن 15 عاما، وكانت "العدالة" طيلة تلك السنوات غافية عنهم.

أطلق سراح "أربعة غيلدفورد" في 19 أكتوبر عام 1989، بعد أن قضت محكمة الاستئناف البريطانية بأن الإدانات لم تكن في محلها، واعتذرت الحكومة البريطانية عما حصل!

خلية للجيش الجمهوري الإيرلندي تتكون من أربعة رجال تعرف باسم "عصابة شارع بالكوم" كانت أعلنت في عام 1976 مسؤوليتها عن التفجيرين، إلا أنه لم يتم توجيه أي اتهام في هذه القضية التي أدين فيها أبرياء لم تكن لهم أي علاقة.

اللافت أن ثلاثة ضباط شرطة كانوا شاركوا في التحقيقات الأولية اتهموا في عام 1993 بالتآمر لعرقلة سير العدلة، وجرت محاكمتهم وتمت تبرأتهم!

المصدر: RT

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا