إيران وتخصيب اليورانيوم.. جدل وأرقام
منذ عشرات السنين وملف إيران النووي يعيش مدا وجزرا مع حكومات دول غربية متعاقبة، وحتى الوصول إلى اتفاق يرضي كل الأطراف عام 2015 لم يوقف التصعيد، وخاصة بعد انسحاب واشنطن الأحادي منه.
فمنذ إعلان ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق بين طهران والمجموعة 5+1، وإعلان وكالة الطاقة الذرية اليوم الاثنين 9 سبتمبر أن إيران تستعد لتخصيب اليورانيوم بأجهزة متطورة، تم تسجيل العديد من التطورات التي تراها طهران حقا مكتسبا وينظر إليها الشق الآخر وخاصة واشنطن وتل أبيب، على أنها خروقات يجب أن تحاسب عليها.
ومن شأن الخطوة الأخيرة التي أعلنتها إيران، والتي تزامنت مع زيارة وفد وكالة الطاقة الذرية، بتشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة لزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب، في إطار تخفيض جديد لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي، أن تخلق منعرجا جديدا لا تزال ملامحه غير واضحة.
وأكدت طهران، على لسان الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، أن المنظمة بدأت المرحلة الثالثة في إطار تخفيض التزاماتها بالاتفاق النووي، حيث صرح بأن بلاده بدأت بضخ الغاز في 20 جهاز طرد مركزي من نوع "آي آر-6" وسترفع ذلك إلى سلسلة من 30 جهازا مستقبلا، بالإضافة إلى تشغيل 20 جهاز طرد مركزي من نوع "آي آر-4"، حيث تمكن هذه الأجهزة المتقدمة من تسريع إنتاج اليورانيوم المخصب وزيادة مخزون البلاد الذي تخطى منذ يوليو الماضي المستوى المحدد في الاتفاق وهو 300 كيلوغرام، علما أن الاتفاق النووي الموقع في 2015 لا يسمح لإيران في هذه المرحلة بإنتاج اليورانيوم المخصب سوى بأجهزة للطرد المركزي من الجيل الأول "آي آر-1" حتى عام 2026.
وتحدث كمالوندي عن إعادة تصميم مفاعل "آراك"، بالإضافة إلى إنتاج المياه الثقيلة فيه.
ويقول مسؤولون إيرانيون إن أجهزة من نوع "آي آر-6" يمكن أن تنتج يورانيوم مخصب 10 مرات أسرع من "آي آر-1"، بينما تستطيع ""آي آر-4" إنتاجه بشكل أسرع خمس مرات.
تجدر الإشارة إلى حدود كتابة هذه الأسطر، إلى أن برنامج إيران لاستخدام أجهزة الطرد المركزي هو البعد الأكثر إثارة للجدل في المفاوضات حول برنامجها النووي، خاصة في ما يتعلق بعدد وأنواع الأجهزة المسموحة لإيران ونطاق البحث والتطوير لهذه الأجهزة، خاصة وأن الدولة الفارسية قامت في عام 2015 بتثبيت نحو 15 ألف جهاز طرد مركزي، زهاء 9 آلاف منها كانت تقوم بتخصيب اليورانيوم وكانت من الجيل الأول.
#إنفوجرافيك: أهم نقاط #الاتفاقية_النووية بين #السداسية و #إيران .. يوليو 2015
— RT Arabic (@RTarabic) 14 июля 2015 г.
التفاصيل: http://t.co/0fmLB9atENpic.twitter.com/3v72BLe17Q
وتعتبر أجهزة "آي آر-1" العمود الفقري لبرنامج التخصيب الإيراني، أما طراز "آي آر-4"، فهو واحد من العديد من أجهزة الطرد المركزي الأكثر تطورا في إيران، ويعتقد أن إيران كانت ثبتت نحو 200 منها في منشأة نتانز النووية، ويتميز هذا النوع بأنه يتألف من مكونات أكثر تطورا تزيد من القدرة على التخصيب.
أما بخصوص "آي آر-6" والذي يعتبر من الجيل الثالث من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، فقد كشفت وكالة الطاقة الذرية قبل توقيع الاتفاق أن طهران تملك 16 منه في نتانز، كما أنها تمتلك "آي آر-2" و"آي آر-3"، وقد ظهرا في الصور التي التقطت للرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد لدى زيارته للمنشأة ذاتها عام 2008.
ويعد أجهزة الطرد المركزي ضرورية للحصول على اليورانيوم المخصب، الذي يستخدم لتوليد الطاقة أو لصنع قنبلة نووية، فما هو تخصيب اليورانيوم الذي يدور الحديث عنه؟
وتخصيب اليورانيوم هو عملية فصل نظائر اليورانيوم (فصل اليورانيوم-238 عن اليورانيوم-235)، بغرض الحصول على نسبة مرتفعة من اليورانيوم-235، الذي يصلح للاستخدام في مفاعلات الطاقة النووية المدنية وكذلك إنتاج أسلحة نووية.
ويحتوي عنصر اليورانيوم في الطبيعة على نسبة 99.3% من نظير اليورانيوم-238، و0.7% من نظير يورانيوم-235، وحينما تزيد نسبة تركيز اليورانيوم-235 عن 0.7%، يصبح مفيدا للاستخدام في مجال الطاقة النووية. وتتم عملية رفع نسبة اليورانيوم-235 "التخصيب" على عدة مراحل، يتم في كل مرحلة منها عزل كميات أكبر من النظير المرغوب فيه (يورانيوم-235) عن نظائره من خلال أجهزة الطرد المركزي.
ويزداد اليورانيوم تخصيبا بعد كل مرحلة لحد الوصول إلى نسبة النقاء المطلوبة (5.3% من اليورانيوم-235 لإنتاج الطاقة الكهربائية في المفاعلات النووية، أو 20% لمفاعلات البحوث العلمية، أو 90% لإنتاج الأسلحة النووية).
المصدر: RT