خلاف داخل روسيا حول القوة الأمريكية الجديدة في سوريا
"الولايات المتحدة أخذت تبني دولة جديدة على الأرض السورية"، عنوان مقال مارينا بالاتشيفا ونيكيتا كوفالينكو، في "فزغلياد"، عن جيش سوري جديد تشكله أمريكا لحماية الحدود، فأي حدود؟
ينطلق المقال من إعلان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا عن تشكيل هيكل عسكري جديد، سمي بقوة أمن الحدود.
وأن هذا الإعلان لقي احتجاجات قوية، في البرلمان الروسي. ففي موسكو، كما هو الحال في أنقرة، يرون في تشكيل القوة الجديدة خطوة أولى نحو إنشاء دولة كردية مستقبلية في شمال الجمهورية العربية السورية.
وفي الصدد، كتب رئيس لجنة سياسة المعلومات في مجلس الفدرالية، أليكسي بوشكوف، في حسابه في تويتر: "الولايات المتحدة، رسميا مع سوريا موحدة. وأما في الواقع فمع التقسيم".
وخلافا للسياسيين الروس، هناك في مجتمع الخبراء الموسكوفي من يعتقد بالحاجة الفعلية لقوات حدودية خاصة، إلى حين القضاء كليا على داعش.
فها هو رئيس قسم دراسات النزاعات في الشرق الأوسط التابع لمعهد التنمية المبتكرة، أنطون مارداسوف، يقول إن الحدود السورية العراقية، منطقة مهمة بالنسبة لتنظيم الدولة من وجهة نظر البقاء. فهي مناطق صحراوية، مع كهوف وتصدعات عميقة، ومن الصعب جدا السيطرة عليها. ويضيف: " من أجل القيام بمطاردة المسلحين الذين بقوا هناك، نحتاج الى مثل هذه القوات الحدودية المحدثة التي تعرف المكان جيدا".
ويرى مارداسوف أن قرار واشنطن مفيد حتى لموسكو، بشكل غير مباشر، حيث أن المهمة الرئيسية الآن هي التوفيق بين دمشق وأجزاء مختلفة من المجتمع السوري، وتشكيل مجلس حكم من شأنه أن يجعل بشار الأسد أكثر امتثالا للحوار.
كما يرى مارداسوف فائدة في بقاء الجنود الأمريكيين في سوريا، فيقول: "دمشق غير قادرة على السيطرة على كل هذه المناطق الشرقية... ولذلك، هناك حاجة إلى قوات جدية جدا من شأنها السيطرة حقا على هذه الأراضي".
فيما قال المستشرق الكسندر إغناتينكو، رئيس معهد الدين والسياسة، لـ"فزغلياد": "هذا يعني ان الولايات المتحدة تشكل جيبا في سوريا. ففي الوقت الحالي، نحن نتحدث عن إنشاء كيانات شبه حكومية ".
لكن إغناتينكو لا يبدو متأكدا من وصول الأمر إلى الانفصال رسميا عن دمشق، فمن وجهة نظره يمكن أن يؤدي تقسيم سوريا إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها بالنسبة لجميع المشاركين، ويمكن أن تستمر الحرب لسنوات عديدة. فيقول: "بما أن جميع الجهات الفاعلة المشاركة في الأزمة تقريبا تتحدث عن وحدة سوريا، فربما يكون أحد الخيارات هو فيدرالية أو حتى كونفدرالية سورية. ولا يمكن استبعاد أن يجري الحديث عن ذلك في سوتشي".
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب