بِـمَ الموصل "أفضل" من حلب؟

أخبار الصحافة

بِـمَ الموصل
مدينة الموصل
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/i4jd

تطرقت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" إلى عملية تحرير الموصل؛ مشيرة إلى أنها ستكون المعركة الفاصلة ضد "داعش" في العراق.

جاء في مقال الصحيفة:

بدأت القوات العراقية بدعم من المستشارين العسكريين الأمريكيين، وكذلك قوات "البيشمركة" الكردية و"الحشد الشعبي" عملية تحرير الموصل، التي استولى عليها "داعش" في يونيو/ حزيران عام 2014.

ويحتشد أكثر من 60 ألف شخص على مشارف المدينة المحاصرة، حيث ستستخدم المدفعية والطائرات. ولكن، ماذا سيكون مصير المدنيين الذين لم يغادروا المدينة؟ وهل سيتم تجنب وقوع ضحايا بينهم؟

إن الوضع حول المدينة العراقية يشبه إلى حد ما الوضع حول مدينة حلب السورية، التي يسيطر المتطرفون على جزئها الشرقي، الذي تحاصره قوات بشار الأسد. بيد أن الفرق بين المدينتين يتمثل في أن عدد السكان في الجزء الشرقي من حلب لا يتجاوز 250 ألف نسمة، في حين أن في الموصل بحسب التكهنات ما بين 600-700 ألف نسمة، وبحسب الأمم المتحدة يصل عدد سكان المدينة إلى 1.2 مليون شخص. وبالطبع، فإن "داعش" لن يرحم المدنيين، وحتما سوف يستخدمهم دروعا بشرية كما يفعل دائما.

ولا يختلف "داعش" في قسوته هنا عن أولئك الذين في الجزء الشرقي من حلب، فلقد هدد بقتل كل من يحاول الهرب من الموصل عند بداية الهجوم عليها، وأقام نقاط تفتيش على الطرق المؤدية إلى خارج المدينة كافة، كما هدد بتفجير منازل الذين يحاولون الهرب.

بِـمَ الموصل مدينة حلب

وبحسب معلومات القوات الأمريكية في العراق (أكثر من 5 آلاف عسكري)، أعد "داعش" عشرات بل مئات من "الألغام الحية" من الأسرى ونشرهم على امتداد حدود المدينة. وهؤلاء إضافة إلى عدد الضحايا الذين سيسقطون بسببهم، سيعوقون اقتحام المدينة لمدة قد تطول شهرا أو أكثر. كما أن "داعش" استخدم السلاح الكيميائي ما لا يقل عن 19 مرة ضد الأكراد. ومع ذلك، لم تذكر وسائل الاعلام الغربية أي شيء عن هذا الأمر، وحتى أنها لم تحاول ربطها بحالات استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، والسبب واضح، لأنها تتهم النظام السوري باستخدام السلاح الكيميائي هناك.

كما أن وسائل الإعلام العالمية قلقة دائما على مصير المدنيين في حلب، ولكنها لم تدعُ يوما إلى وقف أعمال العنف في الموصل، أو حتى إلى فرض منطقة حظر جوي فوقها. بل إنها لا تتحدث عن "الكارثة الإنسانية" التي قد تقع في الموصل، ولم تهدد القوات العراقية والأكراد أو القوات الأمريكية أو الفرنسية أو الانجليزية الخاصة التي تدعم القوات العراقية بتحميلهم "مسؤولية جرائم الحرب". إن استخدام الطائرات والمدفعية سيؤدي إلى سقوط ضحايا، ولكن عدم الحديث عن ذلك، دليل على النفاق، وخاصة أن تقرير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كان قد أشار في شهر أغسطس/آب الماضي إلى أن عواقب اقتحام الموصل ستكون كارثية. هل يعني هذا دعوة إلى التخلي عن تحرير المدينة من "داعش"؟ طبعا لا.

ونشير هنا إلى البدء باستخدام مصطلح "الكارثة الإنسانية" في حلب والتهديد بـ "تقديم المتهمين إلى محكمة لاهاي" ومن بينهم ممثلون عن روسيا التي تدعم الأسد، مع بداية تقدم قوات الحكومة السورية باتجاه الجزء الشرقي لمدينة حلب في بداية شهر سبتمبر/أيلول الماضي. وبحسب معلومات المعارضة السورية لقي 370 مدنيا حتفهم خلال هذه العمليات (أقل من هذا العدد بقليل قتلوا في مناطق حلب الأخرى بنتيجة القصف الذي تعرضت له من جانب الجزء الشرقي، ولكنهم لا يتحدثون عنه). الأمر بسيط جدا، لأنهم لا يريدون أن تسيطر قوات الحكومة على كامل ثاني أكبر مدينة في سوريا، لأن ذلك سيكون انعطافا كبيرا في الحرب ضد المتطرفين.

قبل أيام، نشرت مجلة "نيوزويك" عددا من اللقاءات التي أجرتها مع سكان الموصل المحاصرة، تبين في جميعها أن السكان يتخوفون من اقتحام المدينة، ولكنهم في الوقت نفسه يأملون بأنهم سيتخلصون من "داعش" ومن شريعته. وطبعا لا تنشر وسائل الإعلام الغربية مثل هذه المقابلات من الجزء الشرقي لحلب، على الرغم من أن المتطرفين في شرق حلب يستخدمون المدنيين دروعا بشرية أيضا.

للأسف، إن أي حرب لا تخلو من سقوط ضحايا في صفوف المدنيين. ولكن عند استخدام سياسة الكيل بمكيالين في نفس الظروف المؤسفة، وتفسير الحقائق بصورة معكوسة تماما – فإن الأمر يثير الاشمئزاز.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

لحظة بلحظة.. تطورات الهجوم الإرهابي على مركز كروكوس التجاري بضواحي موسكو ومصير الجناة والضحايا