معادلة العداء بين واشنطن وطهران

عن الاستعدادات الأمريكية- الإسرائيلية لمهاجمة إيران، كتب ليونيد تسوكانوف، في "إزفيستيا":

في الأسابيع الأخيرة، تركز الاهتمام العام مرة أخرى على المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران.

هل تنتقل الولايات المتحدة وإيران من التهديد العلني بالحرب إلى القتال الفعلي؟ ما زال السؤال مفتوحًا، لأن التكوين الحالي للصراع يحتوي على كثير من المتغيرات المثيرة للجدل.

الطرف الرئيس هنا هو إسرائيل، التي لديها تفسيرها الخاص لمسار الصراع الدبلوماسي الأمريكي-الإيراني. فمعنويات حكومة بنيامين نتنياهو مرتفعة كثيرا على خلفية الأنباء عن نية ترامب "إغلاق" "الملف النووي" الإيراني، وتشعر بالتشجيع من كون واشنطن توقفت عن وضع العصي في عجلات تصرفات الدولة اليهودية الإقليمية.

ولكن التساهل مع إسرائيل قد ينقلب في نهاية المطاف إلى نكتة قاسية على واشنطن. يخشى المتشككون الأمريكيون، بما في ذلك أولئك الموجودون في فريق ترامب، من أن تقوم إسرائيل بضرب البنية التحتية الحيوية لإيران قبل أن تقرر الولايات المتحدة تنفيذ عمليتها الخاصة. وإذا تحقق مثل هذا السيناريو، فسوف تضطر واشنطن إلى الدخول في العمل العسكري "على الفور" والتصرف في الإطار الذي حددته المعركة الإيرانية الإسرائيلية، وهذا من شأنه أن يغير طبيعة الصراع كليًا، ولن يكون بمقدور الأطراف بعدها أن تقتصر على "مبارزة صاروخية" رمزية (كما كانت الحال، على سبيل المثال، في العام 2020).

وهناك متغير آخر مثير للجدل وهو حلفاء الولايات المتحدة العرب. معظمهم غير راضين عن التصعيد بين طهران وواشنطن، ويتفاعلون بقلق مع الوجود العسكري الأمريكي المتزايد في المنطقة (خاصة على الحدود الإيرانية)، وخاصة في سياق المحاولات طويلة الأمد التي تبذلها دول الخليج لـ"نزع فتيل" العلاقات مع طهران بوساطة نشطة من جانب الصين.

وأخيرا، هناك سبب لعدم اليقين عند الأطراف المتصارعة نفسها. فالولايات المتحدة وإيران لا تفهمان جيدًا نواياهما المتبادلة، ولا تستطيعان التمييز بشكل كامل بين الابتزاز السياسي والنوايا الحقيقية.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب