روسيا تستعد لأزمة غاز جديدة مع أوكرانيا بيد ممدودة

"من أجل العبور"، عنوان مقال ألكسندر فرولوف، في "إزفستيا"، حول أسباب عرض شركة "غازبروم" على أوكرانيا تخفيضات كبيرة في سعر الغاز.

وجاء في المقال: جرى، على هامش منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي، لقاء بين رئيس شركة "غازبروم" الروسية، أليكسي ميللر، والسياسيين الأوكرانيين المعارضين، فيكتور ميدفيدشوك ويوري بويكو. تقدمت، خلاله، الشركة الروسية بعرض إبرام عقد مباشر يسمح بتزويد المستهلك الأوكراني بغاز أرخص بـ 25%. هذا يشكل، في آن معا، دعوة الرئيس الأوكراني الجديد، فلاديمير زيلينسكي، إلى طاولة المفاوضات، ودعما للمعارضة الأوكرانية في الانتخابات البرلمانية القادمة.

في البداية، ينبغي الإجابة عن سؤال: لماذا يشارك بويكو وميدفيتشوك في المفاوضات مع "غازبروم"، فهما يمثلان حزبين معارضين، "مع الحياة" الذي يشغل اليوم المرتبة الثانية في شعبيته، بعد "خَدمة الشعب"، ويتوقع أن يدخل البرلمان بنتيجة الانتخابات المقبلة، كما أنه اليوم الحزب الوحيد الذي يعتمد سياسة منهجية تدعو إلى إصلاح ذات البين مع روسيا. وأكثر المواضيع التي تناقش في الوقت الراهن عقد مرور الغاز عبر أوكرانيا.

إلا أن "غازبروم"، ترى أن المفاوضات لا ينبغي أن تبدأ قبل تسوية القضية الخاصة بقرار محكمة ستوكهولم القاضي بإلزام الشركة تسديد مبلغ 2.56 مليار دولار لشركة "نفطوغاز". وبالتالي، فإن الحسم الذي عرضه رئيس "غازبروم" يمكن النظر إليه بمثابة تسديد للدين. لكن الشركة الأوكرانية تتجاهل الاقتراح وتزرع الخوف، محرضة على أزمة غاز. فيما عبّرت الشركة الروسية، من خلال اقتراحها، عن استعدادها للحفاظ على تصدير الغاز عبر أوكرانيا. وهذه مسألة في صلب اهتمام مسؤولي الاتحاد الأوروبي الذين يناقشون مصير "السيل الشمالي-2". فمن خلال رفضها، تروّج "نفطوغاز" عمليا لـ"السيل الشمالي-2".

لكن موقف الشركة الأوكرانية غير البناء لا يقرر مصير عبور الغاز. فقريبا ستعقد في أوكرانيا انتخابات برلمانية. وهي تعطي أملا وإن يكن ضعيفا بأن تتخلى كييف عن سياستها الاقتصادية الانتحارية. وحينها تنتقل وظيفة عبور الغاز، من "نفطوغاز"، إلى شركة أخرى. وطالما أن ذلك لم يحصل، فعلى روسيا أن تستعد لأزمة عبور جديدة محتملة، وأن تضخ الغاز، مع الأوروبيين، في المخازن.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب