وفاة أمير قطر الأسبق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني
أعلن الديوان الأميري القطري وفاة الأمير الأسبق للبلاد الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، الأحد 23 أكتوبر/تشرين الأول، عن عمر يناهز 84 عاما.
وقال الديوان في بيان نقلته وكالة الأنباء القطرية: "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ينعي الديوان الأميري فقيد الوطن المغفور له بإذن الله صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، الذي وافته المنية مساء اليوم الأحد الموافق 23 أكتوبر 2016 عن عمر يناهز 84 عاما".
وأشار البيان إلى أن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمر بإعلان الحداد العام في كافة أنحاء الدولة لمدة ثلاثة أيام.
ولم يوضح البيان السبب وراء وفاة الأمير الأسبق الذي بقي بعيدا عن الكاميرات والمناسبات الرسمية منذ عودته إلى قطر في عام 2004 إثر منفى استمر لـ9 سنوات.
لكن مصادر إعلامية أفادت بأنه توفي بعد مرور أسبوع على دخوله المستشفى.
حكم خليفة بن حمد.. نقطة تحول في تاريخ البلاد
وكان الشيخ الراحل خليفة يتولى زمام السلطة في البلاد لـ23 عاما، من عام 1972 وحتى 1995 عندما خلعه نجله الشيخ حمد، والد أمير البلاد الحالي الشيخ تميم.
وقبل توليه مقاليد السلطة كان الشيخ خليفة آل ثاني قائداً لقوات الأمن ومسؤولاً عن المحاكم المدنية في قطر في ظل الحماية البريطانية، إلى أن أصبح نائب حاكم البلاد ووزير المالية في عام 1960.
وفي العام نفسه أصبح الشيخ خليفة وليا للعهد، عندما تنازل عمه الشيخ علي عن السلطة لابنه أحمد. وفي 22 فبراير/شباط 1972، وبعد عام من إعلان قطر استقلالها عن بريطانيا، استطاع الشيخ خليفة أن يخلع ابن عمه الشيخ أحمد، ويستولى على السلطة، في قطر.
وشهدت قطر خلال فترة حكم الشيخ خليفة عملية تحديث غير مسبوقة في المجالين السياسي والاقتصادي. وفور وصوله إلى السلطة، عمل الأمير الشيخ خليفة على تعديل الدستور وتوسيع مجلس الوزراء، وإقامة العلاقات الدبلوماسية مع دائرة واسعة من الدول الأجنبية.
وفي المجال الاقتصادي، كان لفترة حكم الشيخ خليفة دور محوري في تحويل البلاد إلى إحدى ركائز صناعة النفط والغاز على مستوى العالم.
لكن الشيخ حمد نجل الشيخ خليفة، الذي كان آنذاك يشغل منصب ولي العهد ووزير الدفاع، خلع والده من خلال انقلاب أبيض في يوليو/تموز عام 1995، عندما كان الأخير يقضي عطلته في سويسرا. وبرر الشيخ حمد قيامه بالانقلاب بـ"الظروف الصعبة" التي واجهتها البلاد، فيما تعهد الشيخ خليفة، من منفاه، بالعودة للسلطة. وأعلن الأمير الجديد الشيخ حمد بعد فترة قليلة عن قمع محاولة انقلابية لاسترداد الحكم. ومن اللافت أنه رغم فقدانه السلطة، احتفظ الشيخ خليفة بالسيطرة على صناديق مالية لبلاده في البنوك الأجنبية بمليارات الدولارات، وظل يعيش خارج قطر متنقلا بين السعودية والإمارات وعدة عواصم أوروبية، في منفى اختياري لمدة 9 سنوات.
لكن الوالد خليفة ونجله حمد توصلا في نهاية المطاف إلى المصالحة، إذ كان الشيخ حمد يزور والده بشكل منتظم. وفي عام 2004، عاد الأمير المخلوع إلى قطر، حيث بقي هناك منذ ذلك الحين.
وفي عام 2013، سلم الشيح الأمير الشيخ حمد طوعا السلطة لنجله ولي عهده الشيخ تميم، الذي تخرّج من أكاديمية "ساند هيرست" العسكرية الملكية في بريطانيا عام 1998. وتولى ولاية العهد بعد 5 سنوات على تخرجه.
المصدر: وكالات
أوكسانا شفانديوك