قمة نواكشوط أمام تحديات داخلية وخارجية

أخبار العالم العربي

قمة نواكشوط أمام تحديات داخلية وخارجية
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/hsl6

تسلمت الحكومة الموريتانية رتلا من السيارات منحتها دولة الكويت للمساعدة في نقل الوفود المشاركة في القمة العربية التي ستنطلق في نواكشوط نهاية الشهر المقبل.

وقالت مصادر حكومية إن عدد السيارات بلغ ستا وثلاثين ووصلت مطار نواكشوط الدولي الجديد، مشيرة إلى أن خمسين سيارة مصفحة ستصل من دولة الإمارات العربية المتحدة للهدف ذاته.

 رهان التنظيم

وتحولت مدينة نواكشوط إلى ورشة عمل منذ الإعلان عن استضافة موريتانيا للقمة العربية نهاية شهر يوليو المقبل حيث أنفقت البلاد ملايين الدولارات لتعبيد بعض الطرقات الرئيسة وتحسين البنى التحتية خاصة في الأحياء الراقية التي قد يقطن بها بعض الضيوف العرب.

وتسعى الحكومة الموريتانية لكسب تحدي قبول استضافة القمة بعد اعتذار المغرب عن تنظيمها ثلاثة أشهر فقط قبل موعدها، خاصة وأن موريتانيا ليست في كامل الجاهزية من الناحية اللوجستية لتنظيم حدث بحجم القمة العربية.

ومن بين المشكلات الكبيرة التي تواجه المنظمين هي توفير أماكن إقامة ملائمة لإيواء جميع الوفود المشاركة؛ حيث يعتقد أن فنادق نواكشوط لن تكون كافية لهذا الغرض. وفي هذا السياق أعلنت لجنة التنظيم المكلفة من قبل رئاسة الجمهورية بالإشراف على جميع ترتيبات القمة؛ تلقيها عروضا من رجال أعمال يضعون مساكن وإقامات فخمة تحت تصرف اللجنة من أجل إيواء بعض الوفود.

 ويشكل تأمين المشاركين في القمة العربية تحديا للسلطات الموريتانية التي لم تعلن حتى الآن بشكل رسمي عن خطة أمنية للتعامل مع الحدث وإن كانت بعض المصادر الصحفية أشارت إلى احتمال تحويل مدينة نواكشوط إلى ثكنة عسكرية طيلة أيام القمة وسيتم تكليف القائد الأعلى للجيوش بالإشراف على الجانب الأمني. وسبق لوسائل إعلام محلية أن تحدثت عن عزم بعض الوفود العربية الإقامة في العاصمة السنغالية داكار والحضور فقط لجلسات عمل القمة، لكن الأكيد هو أن نواكشوط ستشهد إجراءات أمنية مشددة من أجل ضمان سلامة الزعماء العرب.

وتوقعت لجنة التنظيم أن تستقبل نواكشوط خلال فترة القمة مئات الصحفيين من مختلف أنحاء العالم وهو ما جعلها تضع خطة لتوفير كافة الوسائل التي تضمن للإعلاميين تغطية القمة العربية في أفضل الظروف وفقا لما قال المستشار الإعلامي للرئيس ورئيس اللجنة الإعلامية للقمة إسحاق الكنتي.

وتلقت البلاد دعما ماليا هائلا من عدة دول خليجية خاصة السعودية؛ لمساعدتها على تحسين وشع البنى التحتية المتواضعة في العاصمة نواكشوط.  

 من سيحضُر؟

وإذا كان نجاح الجانب التنظيمي للقمة العربية رهانا كبيرا واختبارا حقيقيا لموريتانيا؛ فإن الجانب الدبلوماسي هو الآخر لن يكون أقل أهمية؛ فنجاح القمم العربية بات يقاس بكم ونوع الحضور لها.

هذه الحقيقة تدركها الدبلوماسية الموريتانية التي بدأت قبل حوالي شهرين في إيفاد البعثات الدبلوماسية التي جابت جميع العواصم العربية لتسليم دعوات رسمية من الرئيس محمد ولد عبد العزيز لحضور قمة نواكشوط.

غير أن توتر علاقات نواكشوط مع بعض العواصم العربية وخاصة الجارتين المغرب والجزائر بالإضافة إلى الحساسيات البينية قد ينعكس على حجم الحضور للقمة.

فقد شابت العلاقات الموريتانية المغربية توترات متكررة خلال الأسابيع الماضية أبرزها كان رفض العاهل المغربي استقبال وزير الخارجية الموريتاني الذي يحمل رسالة دعوة للقمة العربية كما قامت موريتانيا بطرد موظفين مغاربة من شركة الاتصالات المغربية الموريتانية بحجة عدم امتلاكهم رخصا للعمل في البلاد.

أما الجزائر فإن صلاتها الدبلوماسية بنواكشوط كانت أمام اختبار عصيب بعد تعليق الجزائر الشق العسكري من التعاون مع موريتانيا بسبب انخراطها في مجموعة دول الساحل على حساب دور الجزائر في المنطقة، لكن سفير الجزائر بنواكشوط نور الدين خندودي قال للصحفيين الثلاثاء 28 يونيو إن بلاده مهتمة بإنجاح قمة نواكشوط وستشارك بوفد رفيع يرأسه رئيس مجلس الأمة.

 وعلى الرغم من أن أي جهة رسمية لم تؤكد مستوى تمثيل الدول العربية في القمة إلا أن مواقع إلكترونية موريتانية نقلت عن جهات منظمة تأكيدها حضور عدد من قادة الدول بينها مصر والسعودية وفلسطين والكويت وقطر واليمن والإمارات والصومال. 

وأيا يكن مستوى الحضور فإن مراقبين يتوقعون أن تؤثر الخلافات بين بعض الدول العربية حول الأحداث التي تشهدها المنطقة على قرارات "قمة الأمل".

سيد المختار - نواكشوط

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا