القرم تحيي ذكرى ضحايا الترحيل الستاليني

أخبار روسيا

القرم تحيي ذكرى ضحايا الترحيل الستاليني
مراسم الحداد في القرم في يوم إحياء ذكرى ضحايا الترحيل الستاليني
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/hnka

تجري في شبه جزيرة القرم الروسية مراسم حداد واسعة النطاق لإحياء الذكرى 72 لضحايا الترحيل الستاليني لشعب تتار القرم والجاليات الأرمنية واليونانية والبلغارية والإيطالية.

وانطلقت الفعاليات صباح الأربعاء 18 مايو/أيار في محطة سيمفيروبول لسكة الحديد، حيث يقع نصب تذكاري لضحايا الترحيل الذين نقلتهم قطارات من هذه المحطة بالذات إلى مناطق نائية في الاتحاد السوفيتي، بعد أن اتهمهم النظام الستاليني بالعمالة لصالح القوات الهتلرية أثناء الاحتلال النازي لشبه الجزيرة.

وشارك ممثلو حكومة جمهورية القرم وبرلمانها ورجال دين مسلمون ومسيحيون في مراسم وضع أكاليل الزهور عند النصب التذكاري.

وقال رئيس جمهورية القرم سيرغي أكسيونوف للصحفيين بهذه المناسبة: "تشاطر القرم برمتها شعب تتار القرم حزنه. ونحن اليوم نشارك في مراسم الحداد لنتذكر أولئك الذين تم ترحيلهم من القرم في عام 1944". وأعاد أكسيونوف إلى الأذهان المرسوم الذي أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل عامين إثر عودة القرم إلى قوام روسيا، حول إعادة الاعتبار لتتار القرم، موضحا أن هذا المرسوم ساهم في استعادة العدالة وضمان التنمية السلمية لشبه الجزيرة التي تقطنها شعوب مختلفة.

كما تجري مراسم مماثلة في محطة "سيرين" لسكة الحديد في منطقة بخش سراي، والتي كانت مركزا لعمليات ترحيل تتار القرم من هذه المنطقة وهي المركز التاريخي لدولة تتار القرم، ومن الساحل الجنوبي لشبه الجزيرة.

وبالقرب من المحطة جرى افتتاح المرحلة الأولى من مجمع تذكاري لضحايا الترحيل، وذلك بحضور رئيس الجمهورية أكسيونوف. وكشف أكسيونوف أن بناء المجتمع سيستغرق 3 سنوات وسيكلف حوالي 14 مليون روبل (215 ألف دولار). وفي مكان المجمع المستقبلي تم نصب مقطوعة قديمة تعود إلى الحقبة التي جرت فيها عمليات الترحيل. واستخدم مثل هذه المقطوعات لنقل قرابة 75 ألف فرد من شعب تتار القرب من هذه المنطقة وحدها.

وكان القائمون على مراسم الحداد في "سيرين" قد بعثوا بالدعوة لحضور الفعالية إلى المغنية الأوكرانية جمالا التي فازت قبل أيام في مسابقة "يوروفيجن" بأغنية تروي قصة مأساة أبناء شعب تتار القرم في المنفى، علما بأنه لم يسمح لهم بالعودة إلى بيوتهم إلا في أواخر الثمانينات من القرن الماضي. لكن جامالا لم تجد وقت فراغ في جدول أعمالها لتحضر مراسم الحداد في وطنها التاريخي.

وتنضم مدن القرم الأخرى إلى مراسم الحداد في إطار حملة "أضيء الشمعة في قلبك"، وذلك بإضاءة عشرات الشموع في الشوارع بشكل خريطة القرم. وأصبح الشريط الأزرق رمزا لهذه الفعاليات وهو يعيد إلى الأذهان لون العلم الوطني لشعب تتار القرم. ويزين أولئك الذين لمستهم هذه المأساة وأحفادهم والمتعاطفون مع الضحايا، ملابسهم بهذا الشريط، تأكيدا على عدم نسيان الذكريات الأليمة للمعاناة والرحيل، والأمل في تجاوز عواقب الماضي والتوصل إلى مصالحة حقيقية.

المصدر: وكالات

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا