مباشر
أين يمكنك متابعتنا

أقسام مهمة

Stories

39 خبر
  • العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
  • الحرب الإسرائيلية على لبنان
  • غزة والضفة تحت النيران الإسرائيلية
  • العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

    العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

  • الحرب الإسرائيلية على لبنان

    الحرب الإسرائيلية على لبنان

  • غزة والضفة تحت النيران الإسرائيلية

    غزة والضفة تحت النيران الإسرائيلية

  • خارج الملعب

    خارج الملعب

  • فيديوهات

    فيديوهات

حرب الثأر للأفيون البريطاني!

قبل أن تنضج القيم الأوروبية تماما وتصبح قواعد سامية يتغنى بها ساستها، خاضت بريطانيا في القرن التاسع عشر حربا ضد الصين من أجل حماية تجارة الأفيون ووقف تدابير مكافحته!

حرب الثأر للأفيون البريطاني!

 إنها إحدى صفحات التاريخ الإنساني الرمادية التي اختلط بها بارود المدافع بدخان الأفيون، وفيها هب أسطول أكبر قوة بحرية على الأرض في تلك الحقبة لحماية هذا الصنف من المخدرات.

وبطبيعة الحال، لم يكن يرى البريطانيون في الأفيون مخدرات ضارة، بل سلعة مربحة تحاول السلطات الصينية القضاء على تهريبها إلى أراضيها ما يعني أنها تقف ضد مصالح بريطانيا الاقتصادية، ولذلك شُنت حرب ثأرا للأفيون. لا بل حربان!

حرب الأفيون الأولى التي جرت بين عامي 1840 – 1842 بين بريطانيا والصين، ينحصر سببها المباشر في اختلال ميزان التبادل التجاري بين الدولتين لصالح الصين نظرا لقلة السلع البريطانية المصدرة وللقيود التجارية التي تفرضها السلطات الصينية التي كانت تتبع سياسة انغلاق خشية من النفوذ الأجنبي، ما دفع المملكة المتحدة إلى اللجوء إلى الأفيون لترجيح كفتها الاقتصادية. وبما أن هذا الصنف من المخدرات محظور بمرسوم إمبراطوري، فقد لجأت الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس إلى تهريبه وإغراق أسواق الصين به.

وهكذا رفعت بريطانيا عمليات تهريب الأفيون الذي تقوم بزراعته في الهند إلى مستويات خيالية، حيث أدخلت إلى الصين من هذه الآفة 2535 طنا في عام 1837، وتحصلت مقابلها على 592 طنا من الفضة!

ولم يمارس الإنجليز وحدهم في تلك الفترة تهريب الأفيون إلى الصين بل ونافسهم في ذلك الأمريكيون الذين زاولوا تهريب أفيون تركي أردأ وأرخص إلى تلك البلاد، ولذلك بلغ إجمالي وزن عملات الفضة التي خرجت من الصين في عام 1837 مقابل دخول الأفيون أكثر من 1200 طن.

تسبب هروب الفضة من الصين وراء الأفيون في أزمة مالية واقتصادية خانقة وفي ارتفاع سعر النقود الفضية بصورة كارثية، ما زاد من العبء الضريبي على السكان وأدى إلى تدهور الأوضاع الحياتية لشريحة الفلاحين الضخمة، بالإضافة طبعا إلى استشراء تدخين الأفيون الرخيص بصورة مرعبة في جميع الأوساط بما في ذلك النخبة.

في ظل تلك الظروف، أمر الإمبراطور الصيني من سلالة تشينغ في ديسمبر عام 1839 بإغلاق أسواق بلاده في وجه جميع تجار إنجلترا والهند، فأعلنت المملكة المتحدة الحرب على الصين في أبريل عام 1840، وأرسلت 42 سفينة حربية و4000 جندي بمؤازرة قوة أمريكية رمزية لإجبار الصين على فتح موانئها أمام السلع البريطانية وفي مقدمتها الأفيون بحجة "الدفاع عن مبدأ حرية التجارة"!

لم يتمكن جيش الصين الضخم وغير المؤهل والذي فاق تعداده آنذاك 880 ألف مقاتل من الصمود في وجه الأسطول البريطاني الأحدث تسليحا والأكثر خبرة في القتال، فاحتل البريطانيون مدينة "دينغ هاي" وبات أسطولهم على مقربة من بوابة بكين البحرية ما دفع الإمبراطور الصيني إلى توقيع اتفاقية مذلة مع المنتصرين في 19 أغسطس عام 1942 انتهت بموجبها حرب الأفيون الأولى.

خسرت الصين في هذه الاتفاقية لصالح بريطانيا جزيرة هونغ كونغ، وأجبرت على تخصيص 5 موانئ للتجارة مع بريطانيا، والحد من الرسوم المفروضة على سلعها، وأيضا دفع تعويضات للتاج البريطاني على كميات الأفيون التي أُحرقت!

وبالطبع زادت مع نهاية الحرب بشكل مضاعف كميات الأفيون المهربة إلى الصين، وطالب الأمريكيون والفرنسيون بحقوق مشابهة بعد توقيع تلك الاتفاقية.

لم تتمكن حرب الأفيون الأولى من إقناع الصينيين بحجج البريطانيين بشكل تام! ولذلك ما إن تم احتجاز سفينة قراصنة تحمل العلم البريطاني في عام 1856 بأحد موانئهم حتى سارعت المملكة المتحدة إلى استخدام القوة، فاندلعت حرب الأفيون الثانية التي شاركت بها الولايات المتحدة وفرنسا إلى جانب بريطانيا وانتهت باحتلال مدينة كوانغ شو، وإجبار الصين على التفاوض من جديد وإبرام اتفاقية في 26 يونيو عام 1858 وضعت حدا لحرب الأفيون الثانية وفتحت الطريق رسميا وبلا قيود للأفيون للوصول بحرية إلى جميع الموانئ الصينية.

إثر ذلك، تحولت الصين لسنوات طويلة إلى وطن للمدمنين على تدخين هذا الصنف من المخدرات، ولم يتعاف سكانها من الإدمان على هذه الآفة المهلكة إلا في القرن العشرين الذي أصبحت بلادهم منذ ربعه الأخير قوة اقتصادية وعسكرية جبارة يحسب لها ألف حساب.

محمد الطاهر

التعليقات

سيمونيان للغرب: بوتين لن يتراجع!

باريس تدعو لعدم رسم "خطوط حمراء" في دعم أوكرانيا