ضغوط دولية وبارقة أمل بالسلام في اليمن

أخبار العالم العربي

 ضغوط دولية وبارقة أمل بالسلام في اليمن
تعز
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/h45m

أعلن وزير الخارجية السعودي قرب نهاية العمليات العسكرية في اليمن، واعتبر نظيره البريطاني أن هدف التحالف العسكري تحقق، لكن الاستعدادات مستمرة لمعركة فاصلة في تعز.

ويمكن القول إن الضغوط الدولية نجحت حتى الآن في تليين الموقف السعودي وموقف الحكومة الشرعية في اليمن للقبول بالتفاوض مع الحوثيين والرئيس السابق، لكن الاستعدادات العسكرية الكبيرة في تعز تشير إلى أننا أمام معركة فاصلة يمكن أن تحدد مستقبل المسار السياسي للأزمة في البلاد.

وزير الخارجية السعودي فاجأ المتابعين بتصريحات أكد فيها أن العمليات العسكرية قد تنتهي قريبا، لا بل جزم بأن من وصفهم بالمتمردين في اليمن باتوا  أكثر جدية في قبول قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والدخول في مباحثات ترعاها الأمم المتحدة.

الوزير السعودي قدم ما يشبه المبررات لهذا التحول في الموقف، وتحدث عن المكتسبات العسكرية التي حققها التحالف سواء من خلال انتزاع عدد كبير من المناطق من سيطرة الحوثيين وقوات صالح أو من خلال شق حزب الرئيس السابق واتخاذ قرار بعزله عن رئاسة الحزب.

 ضغوط دولية وبارقة أمل بالسلام في اليمنوزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند

أما وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي حل ضيفا على الرياض بعد يوم من انتهاء زيارة مماثلة لنظيره الأمريكي جون كيري ضمن حملة ضغوط تمارسها الدول الراعية للتسوية في اليمن على السعودية، فصرح أنه كان واضحا أن الحملة العسكرية ستصل إلى مرحلة سياسية، واعتبر أن ما حدث طوال الأشهر السبعة الماضية هو إنجاز الهدف العسكري.

الوزير البريطاني تحدث عن حوار سياسي ومفاوضات تجمع كل اليمنيين، وقال إنه تم الاتفاق مع السعودية على تسريع المناقشات السياسية في اليمن لضمان حضور الحوثيين وصالح إلى مائدة التفاوض، وطالب بأن تكون هناك رغبة في مناقشات جدية لتشكيل مرتكزات حكومية تفي بجميع المصالح في اليمن وتحترم الحكومة الشرعية.

هذه النغمة المتفائلة لم تظهر في تصريحات وزير الخارجية اليمني رياض ياسين الذي أكد التزام الحكومة وبشكل قاطع بطلب الأمم المتحدة التشاور مجددا مع الحوثيين وصالح، لكنه ربط ذلك بما قال إنها آلية مختلفة عن المشاورات السابقة.

ياسين الذي دائما ما تعكس تصريحاته موقف الرئيس عبد ربه منصور هادي والجناح المتشدد في السعودية، زاد على ذلك بقوله إن الحكومة طلبت من الأمم المتحدة تقديم ضمانات دولية لالتزام الحوثيين وصالح بمشاورات جنيف المنتظرة، من أجل مشاركتها مجددا في المشاورات، وذكر أن الجانب الحكومي اتفق مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لدى اليمن اسماعيل ولد الشيخ على تشكيل لجنة إعداد فنية كي لا يتكرر ما حصل في جنيف الأولى من امتناع الحوثيين عن إعلان أسماء أعضاء وفدهم.

وبعد جملة الشروط والضمانات التي طالب بها قال وزير الخارجية اليمني إن الحكومة مستعدة وعلى الحوثيين أن يعلنوا أسماء وفدهم ويحددوا رئيسهم ويعلنوا أنهم ذاهبون من أجل تطبيق القرار 2216.

وقد عبّر الحوثيون المقلون عادة بالتصريح عن مواقفهم، عن موقف متشدد من شأنه القضاء على آمال الذهاب إلى مفاوضات جديدة، إذ تمسك بمبادئ مسقط التي  تضمن قبولا بتنفيذ قرار مجلس الأمن لكنها تستبعد عودة هادي للبلاد واستمراره بالحكم.

فريق المفاوضين الحوثيين المتواجدين حاليا في العاصمة العمانية أرسل منذ أيام قليلة رسالة إلى المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ احتج فيها على تجاهله الحديث عن وثيقة مبادئ مسقط التي وضعوها مع حزب الرئيس السابق، ورأوا أن هذه الوثيقة تضمن تطبيق قرار مجلس الأمن ولكن بما ينسجم مع احترام السيادة اليمنية.

وفي موقف يعكس غضبا غير مسبوق من هؤلاء على المبعوث الدولي هددوا بوقف النقاش معه حول استئناف المفاوضات، وانتقدوا حديثه عن تشكيل لجنة فنية تحضر للمناقشات القادمة ومكان وموعد إجراء هذه المناقشات وقالوا إن هذا الأمر لم يتفق عليه بعد وهو ما يشير بوضوح إلى أن مسار التسوية طويل ومعقد.

 ضغوط دولية وبارقة أمل بالسلام في اليمناحتدام المعارك بين اللجان الشعبية والحوثيين في تعز

معركة  فاصلة في تعز 

بعيدا عن التصريحات المباشرة بقرب انتهاء العمليات العسكرية تستمر الاستعدادات العسكرية لمعركة فاصلة في تعز، حيث واصلت قوات التحالف إنزال كميات من الأسلحة الحديثة للجيش ولقوات ما يعرف باسم المقاومة، كما فتحت قاعدة العند العسكرية الضخمة في محافظة لحج المجاورة للطيارين اليمنيين تحضيرا لهذه المعركة.

العميد صادق سرحان رئيس المجلس العسكري في تعز كشف عن تعزيز التنسيق بين التحالف والقوات الحكومية على الأرض من خلال ضباط مدربين مهمتهم تنسيق التواصل وإصدار التوجيهات للقيادة العسكرية في الميدان.

وتتولى غرفة العمليات التي تشكلت في تعز التنسيق مع غرف عمليات التحالف في عدن ومأرب ومركز قيادة التحالف في الرياض حيث يجري تحديد الأهداف بشكل مركز وسريع.

وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية ذكرت أن وحدات المقاومة الشعبية تخضع لبرنامج تدريبي مكثف في مجال الطيران تشرف عليه القوات المسلحة الإماراتية، وأن البرنامج الذي يجري في قاعدة العند أكبر قاعدة جوية في اليمن يستهدف تجهيز وتأهيل المجموعة في إطار تعزيز العمليات العسكرية في تعز.

محمد الأحمد

  • ملاحظة:

قراءنا الكرام الآراء الواردة في المقالات التي تنشر على الموقع تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا