إسلام كريموف العربي

أخبار العالم

إسلام كريموف العربي
الرئيس الأوزباكستاني إسلام كريموف
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/h3d1

دان الرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف التدخل الروسي في سوريا، وحذر من التباهي باستخدام الأسلحة الحديثة هناك.

ونقلت مصادر دبلوماسية في طشقند عن كريموف قوله قبل بضعة أيام "إن بعض الدول تظن أنها تقوم بعمل صائب (بتدخلها)، ولكن قبل الدخول إلى مكان ما، يجب التفكير في كيفية الخروج منه"، مضيفا "لا ينبغي التباهي باستخدام الأسلحة الحديثة.. إنه أمر خطر!".

يجب القول إن مواطني أوزبكستان، بعد استقلالها في عام 1991، كانوا يتوقعون أن تتدفق أنهار اللبن والعسل من جديد في مدن سمرقند وبخاري وخوارزم، وأن تعود عزة بلدهم الحضارية والثقافية التليدة، ويعود إليهم قريبا مجد البخاري والبيروني والخوارزمي والنسائي، وأن يفتح ابن سينا، الذي يعتبره الأوزبكيون مواطنا لهم، عيادة له في طشقند.

بيد أن الازدهار والحرية لم يكونا واردين في خطط إسلام كريموف، الذي تحول بعد تفكك الاتحاد السوفياتي من سكرتير أول للجنة المركزية للحزب الشيوعي في جمهورية أوزبكستان السوفياتية الاشتراكية إلى رئيس لجمهورية أوزبكستان المستقلة، رغم أنه أراد طرح نفسه زعيما ديمقراطيا مواليا للغرب في آسيا الوسطى، وانبرى منذ تسعينات القرن الماضي لمحاربة النفوذ الروسي هناك وإشاعة الكراهية للروس، واستعرض صداقته لرئيس "الوكالة اليهودية من أجل إسرائيل" ناتان شارانسكي "المدافع العنيد" عن الديمقراطية، وشرع له أبواب طشقند حيث تخفق النجمة السداسية فوق السفارة الإسرائيلية.

وعقد كريموف، بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، تحالفا وثيقا مع الولايات المتحدة، التي كانت تتحين الفرصة لوضع أقدامها في هذه المنطقة الغنية بموارد الطاقة عند البوابة الأفغانية. ووفق وكالة "رويترز" تعد أوزبكستان منذ ذلك الحين شريكا استراتيجيا للناتو في آسيا الوسطى، وهي تقدم المساعدة للولايات المتحدة في حربها مع حركة "طالبان".

وعلى الرغم من أن كريموف كان يتغير بنسبة 180 درجة، وكان أحيانا مجبرا على العودة إلى بيت الطاعة الروسي، وعلى الرغم من أنه لم يقطع الصلة ببلدان رابطة الدول المستقلة، وواظب على حضور اجتماعاتها، فإن الديكتاتور القلق سرعان ما كان يعود إلى جناح "الديمقراطية" الأمريكية، وقد فعل ذلك أربع مرات خلال 20 سنة.

ومع أن موسكو كانت تشعر دوما بحاجتها إلى نظام كريموف ليكون سدا منيعا أمام الخطط الأمريكية لبدء "اللعبة الكبرى" وتصدير "الثورات الملونة" إلى آسيا الوسطى وإسقاط أنظمتها. فإن ذلك لا يعني أن سماء العلاقات الروسية-الأوزبكستانية لم تكن ملبدة بالغيوم، وذلك بسبب تعامله الديكتاتوري مع رجال المعارضة، الذين هربوا إلى موسكو.

غير أن كريموف كان يستخدم ورقة رابحة، جربها قبله الحكام العرب بنجاح، للتملص من إرساء الحد الأدنى من التعددية السياسية، وللمحافظة على كراسيهم مدى الحياة، وهي التخويف من بعبع "الراديكالية الإسلامية"، الذي يتربص بـ"السلطات العلمانية".

ولذا لم يجهد نفسه عناء إخراج مسرحيات الانتخابات الرئاسية الشكلية المتوالية كما يجب، وهو بالمناسبة قد فاز بسهولة في مارس/آذار الماضي بولاية رئاسية جديدة مدتها 5 سنوات، ونال أكثر من 90 بالمئة من أصوات الناخبين في انتخابات دورية، لم يسمح لأي مرشح مستقل بخوضها، ولم يجرؤ أحد من المرشحين الرئاسيين الصوريين الثلاثة ضد كريموف على القول للمواطنين "صوتوا لصالحي!".

وفي ضوء ذلك، إذا كان يحلو للمعارضة الأوزبكستانية الإسلامية، أن تحلف أغلظ الأيمان، وتؤكد أن جذور كريموف يهودية، فإنني أظن أن أصول كريموف عربية.

لأن الزعماء العرب هم فقط يستطيعون التحدث مثل كريموف عن "بناء مجتمع حر وحياة مزدهرة"، بينما يجبر الوضع الاقتصادي المتردي والفساد المستشري في أوزبكستان نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم 30 مليونا، على البحث عن عمل في الخارج.

يجبر عشرات الآلاف منهم على كنس الشوارع في موسكو وسان بطرسبورغ. في حين يضطر القمع الدموي رجال المعارضة إلى الهرب بجلدهم إلى خارج البلاد.

حبيب فوعاني

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا

مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل ورفاقه في مدينة تبريز