موسكو تدين قصف المقاتلات الأمريكية مستشفى بقندوز الأفغانية
أعلنت موسكو الاثنين 5 أكتوبر/تشرين الأول إدانتها للغارة الجوية الأمريكية على مستشفى "أطباء بلا حدود" بقندوز الأفقانية، مطالبة بإجراء تحقيق مستقل في هذه القضية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان لها: "ندين بحزم الغارة الجوية على المنشأة المدنية ونطالب بإجراء تحقيق غير منحاز للحادث فورا ومحاسبة المسؤولين عن المأساة".
وأكدت زاخاروفا أن موسكو تتفق مع ما أعلنته منظمة "أطباء بلا حدود" بشأن الحادثة، حيث وصفت الأخيرة الغارة الأمريكية بـ"الانتهاك الصارم للقانون الدولي".
واستغربت زاخاروفا تنفيذ الهجوم "رغم تسليم قوات التحالف الدولي لإحداثيات دقيقة لتواجد المستشفى بهدف منع حصول هجمات محتملة".
وأوضحت أن تصريحات المنظمة الدولية أكدت عدم تواجد مقاتلي جماعات متطرفة في المستشفى لحظة الهجوم.
وأعادت الدبلوماسية الروسية إلى الأذهان أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه، مشيرة إلى أن عددا من المدنيين في أفغانستان لقوا حتفهم في السابق بسبب الاستخدام العشوائي للأسلحة من قبل الأمريكيين في البلاد.
"أطباء بلا حدود" ترجح أن تكون الغارة الأمريكية على مستشفى بقندوز "حادثا متعمدا"
من جانبه، رجح الأمين العام لمنظمة "أطباء بلا حدود" كريستوفير ستوكس أن تكون الغارة التي شنتها المقاتلات الأمريكية على مستشفى تديره المنظمة بمدينة قندوز في أفغانستان "حادثا متعمدا".
وقال ستوكس في بيان صدر الأحد إن تصريحات بعض المسؤولين الأفغان بشأن ملابسات الحادث تعني أن "القوات الأفغانية والأمريكية المشتركة قررت تدمير مستشفى تواجد فيه أكثر من 180 موظفا ومريضا بشكل كامل بحجة أن عناصر حركة طالبان كانوا في المبنى، بحسب مزاعمهم".
وشدد ستوكس على أن الحادثة "جريمة حرب"، لافتا إلى أن هذا الأمر "يتناقض تماما مع محاولات أولية للحكومة الأمريكية التقليل من أهمية الهجوم من خلال وصف الحادث بأضرار مرافقة".
وفي وقت سابق، طالبت منظمة "أطباء بلا حدود" بإجراء تحقيق دولي مستقل كامل وشفاف في هذه القضية، مؤكدا أن "الاعتماد على تحقيق داخلي يقوده طرف في النزاع أمر غير كاف تماما"، في إشارة إلى التحقيق الذي بدأت به وزارة الدفاع الأمريكية.
وكان 22 شخصا بينهم 12 موظفا من منظمة "أطباء بلا حدود" و10 مرضى (بينهم 3 أطفال) لقوا حتفهم وأصيب 37 آخرون، نتيجة ضربة جوية قال الجيش الأمريكي إن مقاتلاتها قامت بتنفيذتها في مدينة قندوز السبت 3 أكتوبر/تشرين الأول.
ويقول مسؤولون أمريكيون، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، إن طائرة عسكرية أمريكية من طراز "إيه سي 130" كانت تعمل في المنطقة وتطلق النار على أهداف تابعة لحركة "طالبان" قبل أن تتلقى طلبا بالإسناد من قوات العمليات الخاصة الأمريكية التي تقدم المشورة للقوات الأفغانية.
كارتر تعترف باشتباك الطيران الأمريكي في القتال بالقرب من قندوز
وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر يوم الأحد للصحفيين "نعرف أن القوات الجوية الأمريكية.. كانت تشتبك (في القتال) في منطقة قريبة من قندوز ونعرف أنه تم تدمير أبنية هناك"، حسبما نقلت عنه وكالة "رويترز".
في الوقت نفسه، وقال كارتر إنه "عاجز" عن كشف صلة القوات الأمريكية بالحادث، وقال: "لا أستطيع أن أقول لكم ما هي الصلة في الوقت الراهن".
وتعهد الوزير الأمريكي بإجراء تحقيق شامل وشفاف بحادثة تدمير الجيش الأمريكي للمستشفى.
لكن كارتر قال إن الوضع على الأرض مشوش ومعقد، مضيفا أن "الحصول على الحقائق قد يستغرق بعض الوقت ولكننا سنحصل على الحقائق وسيتم الإعلان عنها بشفافية".
ورفض كارتر التكهن بما حدث، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة ستحاسب "كل مسؤول عن ارتكاب عمل ما كان يجب أن يرتكبه".
الرئاسة الأفغانية: قائد القوات الدولية اعتذر
من جهته، أعلن مكتب الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني أن قائد القوات الدولية في أفغانستان بقيادة واشنطن اعتذر للرئيس الأفغاني عن قصف طال المستشفى "خطأ".
وجاء في بيان رئاسي أن الجنرال الأمريكي جون كامبل قدم تفاصيل للرئيس واعتذر عن الحادث.
المصدر: وكالات