بوركينا فاسو.. اتفاق ينهي الانقلاب ويعيد الرئيس إلى السلطة
عاد رئيس بوركينا فاسو ميشال كافاندو إلى منصبه الأربعاء 23 سبتمبر/ أيلول، بموجب اتفاق أبرم بين كافاندو وقائد الانقلاب برعاية ست دول أعضاء في مجموعة غرب إفريقيا الاقتصادية.
وتأتي عودة كافاندو إثر انقلاب قاده قائد الحرس الرئاسي الخميس الماضي اعتقلوا بعده كافاندو ثم أفرجوا عنه بعد التوصل إلى تسوية برعاية ست دول أعضاء في مجموعة غرب إفريقيا الاقتصادية.
وفي هذا الإطار، أعلن اليوم الأربعاء بيان المصالحة واستعادة الرئيس الشرعي للبلاد صلاحياته في مقر إقامة "موغو نابا" زعيم قبيلة موسيس الذي يتمتع بهيبة كبيرة في البلاد، وبموجب الاتفاق يرجع الحرس الرئاسي إلى ثكناته في معسكر "نابا كوم" الثاني ويخلي المراكز التي احتلها في العاصمة واغادوغو.
وستجرى في واغادوغو يوم غد الأربعاء مراسم إعادة منح رئيس بوركينا فاسو صلاحياته بحضور رؤساء ست دول أعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا هي نيجيريا والنيجر وتوغو وغانا وبنين والسنغال وقائد الانقلابيين، وذلك بعد التوقيع في بوركينا فاسو مساء الثلاثاء على اتفاق يقضي بعودة جنود الحرس الرئاسي إلى ثكناتهم وعودة الرئيس المخلوع إلى منصبه تلبية لمطالب بلدان المجموعة الاقتصادية. وفي مقدمة أهداف المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في إطار التسوية "إطلاق حوار سياسي يجمع الأطراف المعنية على أمل التوصل إلى ترتيبات تفاوضية" بموجب مشروع الاتفاق الأول الذي عرض الأحد الماضي وحظي بتأييد السكان والمجتمع المدني في بوركينا فاسو.
وقال كادري ديزيريه ويدراوغو رئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب إفريقيا في تعليق على دور المجموعة في الاتفاق بين الانقلابيين ومؤيدي الرئيس المخلوع: "المجموعة ناشدت الحرس الرئاسي وقف القتال وطالبت الوحدات الأخرى في الجيش بعدم استخدام القوة لتفادي وقوع ضحايا". وزعيم الانقلابيين الجنرال جيلبير ديانديريه بدوره صرح صباح الثلاثاء قائلا: "لا نرغب في القتال لكن سندافع عن أنفسنا بالتأكيد". وتابع "بدأنا محادثات وتبادلنا آراء مثمرة جدا وهذه المحادثات تواصلت صباح اليوم بهدف التوصل إلى حل هذه المشكلة".
وأكد جيلبير ديانديريه في مساء نفس اليوم التزامه بخطة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. وقال: "مسألة عودة كافاندو حسمت. الرؤساء الأفارقة (للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا) سيصلون غدا (إلى واغادوغو) لإعادته إلى منصبه. نظريا أنا من سيستقبلهم (في المطار) غدا وكافاندو سيرافقهم بعد ذلك".
وأضاف أن مجموعة غرب إفريقيا "قررت عودة كل رجالنا الموجودين في الخارج إلى ثكناتهم وإعادة السلاح إلى مستودعاته. هذا قرار المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا وليس في يدنا حيلة أمامه"، مشيرا إلى أنه "يتعين أيضا على بقية القوات الموالية للرئيس التي أتت من داخل البلاد إلى العاصمة أن تتراجع مسافة 50 كلم".
أما قادة الوحدات الموالية للرئيس كوفاندو والمتمركزة في واغادوغو فلم يترددوا في التعبير عن حزمهم في موقفهم مؤكدين أنهم يملكون "الوسائل" اللازمة لمهاجمة الحرس الرئاسي.
القوات الموالية للرئيس من جهتها تعهدت "بالانسحاب خمسين كيلومترا عن منطقة الصدام وضمان أمن أفراد الحرس الرئاسي وعائلاتهم"، في حين أعلن الجانبان قبولهما "مهلة 72 ساعة لاستعراض وضع التسلح".
يشار إلى أن الحرس الرئاسي يتألف من قوات خاصة تابعة للجيش تضم 1300 فرد، من أصل 11 ألفا تمثل مجمل عدد الجيش والشرطة، وقد تكررت مطالبات شعبية تدعو إلى حله.
يذكر أن قادة في لواء الأمن الرئاسي، القوة الخاصة في جيش بوركينا فاسو، وحرس الرئيس السابق بليز كومباوري، أطاحوا بالرئيس ميشال كافاندو إثر انقلاب في الـ17 من سبتمبر/أيلول واعتقلوه، وأفرجوا عنه بعد بضعة أيام.
وأدى الانقلاب إلى تعطيل الانتخابات العامة التي كانت مقررة في أكتوبر/تشرين الأول والتي كان لها أن تنهي المرحلة الانتقالية التي تلت سقوط الرئيس بليز كومباوري في أكتوبر/تشرين الأول 2014.
المصدر: وكالات