داعش يدمر جزءا من معبد "بل" التاريخي في تدمر
أقدم تنظيم "داعش" على تدمير جزء من معبد "بل" الروماني التاريخي بمدينة تدمر وسط سوريا، حسبما أفادت وكالة "رويترز" الأحد 30 أغسطس/آب.
وقالت مصادر إن حجم الضرر الذي أصاب المعبد لم يحدد بعد.
من جهته قال مدير الآثار والمتاحف في سوريا، مأمون عبد الكريم لوكالة "سبوتنيك" إن صفحات تابعة لـ"داعش" على مواقع التواصل الاجتماعي أعلنت تفجير جزء من المعبد، وأضاف أنها "تبقى معلومات "غير مؤكدة.. ﻻ أستطيع أن أنفي أو أؤكد هذا الخبر كوننا لم نستطع التواصل مع مصادرنا الخاصة الموجودة داخل تدمر وإن شاء الله يكون غير صحيح".
ISIS Damages Temple of Baal in Palmyra. #archaeology
http://t.co/lsLiwHvpptpic.twitter.com/oX2EHP91nD
— Kevin Wiley (@klangwiley) 31 августа 2015
وبين عبد الكريم أنه تلقى معلومات من الأهالي تفيد بوقوع انفجار كبير بالقرب من المنطقة الأثرية لكن (المعلومات) لم تحدد طبيعة هذا الانفجار.
يذكر أن هذا هو ثاني معبد يستهدفه تنظيم "داعش" في مدينة تدمر هذا الشهر، حيث فجر في 25 أغسطس/آب عبوات ناسفة في معبد "بعل شمين" القديم في خطوة وصفتها منظمة "اليونيسكو" بأنها جريمة حرب استهدفت محو رمز من التراث الثقافي السوري المتنوع.
واغتال التنظيم قبل نحو أسبوعين المدير السابق للآثار في مدينة تدمر خالد الأسعد (82 عاما) وعلق جثته أمام المارة ومثل بها، وهو عالم آثار معروف حول العالم بخبرته في هذا الموقع الأثري الفريد.
وسيطر تنظيم "داعش" في 21 مايو/أيار على مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات الجيش السوري.
وأقدم عناصره في 21 يونيو/حزيران على تفخيخ المواقع الأثرية في مدينة تدمر بالألغام والعبوات الناسفة كما أعدموا أكثر من مئتي شخص داخل المدينة وخارجها، عشرون منهم في المدرج الأثري.
Destroying civilisation.
#Isis posts first photos of it blowing up the temple of #Baal in #Palmyra. pic.twitter.com/NB317rrpyW
— Hala Jaber (@HalaJaber) 25 августа 2015
ووفق الأمم المتحدة، فقد تعرض أكثر من 300 موقع أثري سوري للدمار أو النهب خلال النزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من أربع سنوات.
ولم يوفر تنظيم "داعش" أي جهد في تدمير آثار التاريخ وصروحه في أي منطقة تحط بها أقدامه، إذ قام مسلحوه بتخريب آثار إسلامية في مدينة الرقة الواقعة شمال سوريا بعدما أصبحت معقلا رئيسا لهم، كما دمروا تمثال أسد آشوري هناك والذي يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وهدموا كنيسة أرمنية في دير الزور شرق البلاد.
ولم تسلم آثار العراق التاريخية من شر "داعش" حيث نشر التنظيم في الـ11 من أبريل/نيسان شريطا مصورا لمسلحيه وهم يدمرون مدينة نمرود الآشورية الأثرية في شمال العراق، والتي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، مستخدمين جرافات ومتفجرات، كما خربوا أيضا مدينة الحضر الرومانية ومتحف الموصل في شمال العراق.
وكشفت صحيفة "التايمز البريطانية"، في شهر مارس/آذار من هذا العام أن آثارا غير تلك التي دمرها التنظيم نهبت، وظهر جزء من منها على موقع المزاد الأول الشهير "إي باي"ebay، حيث ظهرت قطع أثرية معدنية وقطع من الخزف والنقود والمجوهرات كانت نهبت من العراق وسوريا، وتهرب هذه القطع الأثرية التاريخية عبر عصابات إجرامية في تجارة الآثار، ما يعود على أفرادها بأموال وأرباح طائلة، وباتت مصدر تمويل للتنظيم.
وفي السياق ذاته، أشارت تقارير إعلامية إلى أن تنظيم "داعش" شكل مجموعات تنقيب سرية وقام بشراء أدوات جديدة من أجهزة الكشف عن المعادن والتنقيب عن الآثار لتهريبها إلى خارج البلاد وبيعها بصورة غير مشروعة لتمويل عملياته المسلحة.
المصدر: وكالات