واشنطن ودول غربية ترفض الحل العسكري في ليبيا عشية اجتماع عربي حول جرائم "داعش"
أصدرت دول غربية بيانا مشتركا ليلة الاحد 16 أغسطس/آب ندد بالأعمال "الهمجية" التي ارتكبها داعش في ليبيا لكنه رفض التدخل العسكري لحل النزاع هناك.
والدول الموقعة على على بيان هي الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا. وطالب البيان بتشكيل حكومة وحدة وطنية هناك.
وعبر في البيان الذي نشرته وزارة الخارجية الأمريكية عن "قلق المجموعة الدولية من الأنباء المتداولة حول قصف التنظيم لمناطق ذات كثافة سكانية في سرت وارتكابهم أعمال عنف بلا تمييز لترهيب الشعب الليبي".
وأوضح البيان أن "الوضع في سرت يعكس الحاجة الماسة إلى توصل الأطراف المتنازعة في ليبيا إلى اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة، بالتنسيق مع المجتمع الدولي، على ضمان الأمن في مواجهة الجماعات المتشددة التي تسعى إلى زعزعة البلاد".
ودعا البيان أيضا أطراف النزاع إلى الانضمام "للجهود المبذولة لمكافحة خطر هذه الجماعات الإرهابية العابر للحدود والتي تستغل الوضع في ليبيا لتحقيق مصالحها الخاصة".
و شددت الدول الـ6 الموقعة على البيان على أن "الحل العسكري للنزاع في ليبيا غير مطروح حاليا"، في الوقت الذي تبحث فيه جامعة الدول العربية الثلاثاء 18 أغسطس/آب في اجتماع طارئ إمكانية رفع حظر السلاح عن الجيش الليبي من جانب الدول العربية لدعم الحكومة المؤقتة في حربها على الِإرهاب، سيما بعد الاعتداءات والانتهاكات بحق المدنيين في مدينة سرت على يد تنظيم داعش.
إيطاليا تخشى من "صوملة" ليبيا
وعلى صعيد آخر، حذر وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني، من تحول ليبيا إلى صومال ثانية ما لم يتم التوصل خلال أسابيع إلى اتفاق بين الأطراف الليبية المتنازعة عبر محادثات السلام بإشراف أممي.
وفي مقابلة صحفية، أكد جنتيلوني ضرورة التوصل إلى اتفاق خلال أسابيع أو تتحول ليبيا إلى صومال جديدة على بعد خطوات من أوروبا، مشددا أنه في "تلك الحالة ستجبر إيطاليا على التحرك بطريقة أخرى".
وتابع الوزير أن "الوقت يمضي خصوصا مع تعاظم خطر تنظيم الدولة الإسلامية في إشارة إلى المعارك العنيفة التي جرت هذا الأسبوع في مدينة سرت بين سكان محليين ومسلحي التنظيم".
ولفت جنتيلوني أنه "في حال لم تصل المفاوضات إلى النتيجة المنتظرة فلا بد من وضع ليبيا على جدول أعمال الائتلاف الدولي الذي يحارب التنظيم" في ليبيا.
ميدانيا، قصفت القوات الجوية الليبية التابعة للحكومة المؤقتة صباح الأحد 16 أغسطس/آب مواقع لمسلحي تنظيم "داعش" في مدينة سرت شمال البلاد، وأقلعت طائرات ليبية مقاتلة من مدينة مصراتة وأصابت أهدافها بدقة في سرت، بحسب مصادر في الحكومة الليبية المعترف بها دوليا.
وذكرت مصادر محلية في وقت سابق أن طيرانا حربيا مجهول الهوية شن غارات خلال الساعات الأولى من صباح السبت على أهداف عسكرية تابعة لـ''داعش'' بمدينة سرت. وأكدت المصادر أن طائرتين استهدفتا مقرات للتنظيم في المجمع الإداري ومقر الأمن الداخلي ومقر الجامعة إضافة لفندق على البحر يتخذه ''داعش'' مكانا لتخزين الذخيرة. وأوضحت المصادر أن أصوات الانفجارات توالت لعدة ساعات، بينما هرعت سيارات الإسعاف إثر توقف القصف لنقل عشرات الجرحى والقتلى.
وفي بنغازي، أكد مصدر طبي بمقتل شخصين و أصيب 25 آخرين من الجيش الليبي والقوات المساندة له جراء معارك شهدتها المدينة في اليومين الماضيين.
المصدر: وكالات