"ثلاثية بروكسل" تؤجل إلى وقت لاحق بحث مسألة توريد الغاز إلى دونباس
فشلت "ثلاثية بروكسل" في التوصل إلى تسوية للخلاف بين موسكو وكييف بشأن توريدات الغاز الروسي إلى منطقة دونباس المتوترة في جنوب شرق أوكرانيا، واتفقت على مناقشة هذه المسألة في وقت لاحق.
الخلاف الجديد كاد يشعل أزمة جديدة في ملف العلاقات الغازية بين روسيا وأوكرانيا، ما قد يهدد استقرار عمليات ترانزيت الغاز إلى أوروبا.
الجانب الإيجابي من اجتماع الاثنين 2 مارس/آذار في بروكسل هو اتفاق الأطراف على أن الخلاف بخصوص دونباس ينبغي أن لا يعيق تنفيذ الاتفاق ساري المفعول حاليا حول توريد الغاز إلى أوكرانيا وعبوره إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وعقب لقاء جمع وزيري الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك والأوكراني فلاديمير ديمتشيشين في المفوضية الأوروبية بحضور نائب رئيس المفوضية لشؤون الطاقة ماروش شيفتشوفيتش، قال نوفاك إن الاجتماع تمخض عن ثلاث نقاط:
النقطة الأولى: مواصلة تنفيذ "الحزمة الشتوية" (توريدات الغاز الروسي خلال فصل الشتاء إلى أوكرانيا) حتى نهاية الشهر الجاري.
النقطة الثانية: مناقشة قضية إمدادات الغاز إلى مناطق معينة من دونيتسك ولوغانسك (جمهوريتان معلنتان من جانب واحد في جنوب شرق أوكرانيا).
النقطة الثالثة: مناقشة إمدادات الغاز خلال فترة الصيف المقبل وكميات تخزين الغاز في مستودعات الغاز الأرضية في أوكرانيا.
ولم توقع "ثلاثية بروكسل" أية وثائق في اجتماع الاثنين لعدم وجود داع لذلك وفقا للوزير الروسي.
وكانت "ثلاثية بروكسل" التقت المرة الأخيرة في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتوصلت إلى اتفاق ما يعرف "بالحزمة الشتوية" لإمدادات الغاز الروسي إلى أوكرانيا وضمان ترانزيت الغاز عبر أراضيها إلى دول الاتحاد الأوروبي، حتى نهاية مارس/آذار الجاري.
إلا أن خلافات ظهرت في نهاية فبراير/شباط الماضي تهدد بانهيار اتفاق "الحزمة الشتوية" الذي تم التوصل إليه بعد جهود مضنية، مما وضع ملف أزمة الغاز بين روسيا وأوكرانيا، في بؤرة الاهتمام مجددا. وذلك بعد أن قامت كييف بقطع إمدادات الغاز عن جنوب شرق أوكرانيا (منطقة دونباس) بحجة وجود ضرر في خطوط الأنابيب نتيجة الصراع المسلح في المنطقة، حينها ولتجنب كارثة إنسانية بسبب البرد القارس في هذه الفترة من العام أوعز رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف بشكل طارئ لوزارة الطاقة وشركة "غازبروم" بتزويد المنطقة بالغاز عن طريق شبكة أنابيب كانت تستخدم سابقا في نقل كميات صغيرة من الغاز إلى المستهلكين في جنوب شرق أوكرانيا، وكانت هذه الشبكة خارج الخدمة في عام 2014 وبداية عام 2015.
وبعد أن بدأت "غازبروم" بإمداد المنطقة بالغاز بشكل فعلي، عادت كييف للإعلان عن أنها قامت بإصلاح الضرر في أنابيب نقل الغاز للمنطقة وأنها استأنفت إمدادات الغاز إلى هناك، ولكن تبين فيما بعد أن ذلك لم يحصل وأن إمدادات الغاز من جهة كييف إلى دونباس لم تستأنف، وحتى هذه اللحظة لم تبرر كييف هذا الأمر.
من جهتها أعلنت "غازبروم" أن إمدادات الغاز إلى منطقة دونباس تجري وفقا لعقد سابق مع "نفطوغاز"، وبالتالي يتعين على الشركة الأوكرانية دفع ثمن هذه الإمدادات الأمر الذي رفضته كييف متهمة "غازبروم" بتعطيل اتفاقية بروكسل.
المصدر: RT + وكالات