مباشر

من سيقتلع نبتة الخشاش في أفغانستان؟

تابعوا RT على
تعتبر مسألة مكافحة تهريب المخدرات الأفغانية من أكبر التحديات أمام الحكومة الروسية، حيث يلعب موقع روسيا الجغرافي دوراً رئيسياً في مرور هذه المواد عبر اراضيها إلى دول أوروبا.

تعتبر مسألة مكافحة تهريب المخدرات الأفغانية من أكبر التحديات أمام الحكومة الروسية، حيث يلعب موقع روسيا الجغرافي دوراً رئيسياً في مرور هذه المواد عبر اراضيها إلى دول الاتحاد الأوروبي.

وتعاني روسيا بالدرجة الأولى من الهيروين الافغاني حيث يهرب إليها أكثر من 40 طناً سنوياً، وهذه ليست احصائية دقيقة إلى حد كبير، وأن 90% من المخدرات التي يتم تعاطيها في روسيا آتية من أفغانستان.

ونتيجة للأحداث الأخيرة في اوكرانيا وانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، فقد اتخذت الدول الصناعية السبع قرارا بتجميد عضوية روسيا في مجموعة "الثمانية الكبار" الى حين "استعادة مناخ سياسي يسمح بوجود هذه المجموعة"، بحسب بيانها. وبهذا الصدد اعتبرت روسيا أن هذه الخطوة تمثل ضربة كبيرة للجهود الرامية الى محاربة انتاج المخدرات في أفغانستان.

خارطة تظهر بشكل واضح خط سير المخدرات من أفغانستان إلى نصف الكرة الأرضية الاخر:

واشنطن تتهرب من مسؤولية تنامي المخدرات الأفغانية

وهذا ما حذر منه رئيس الهيئة الفدرالية الروسية للرقابة على تداول المخدرات فيكتور إيفانوف الذي قال في مؤتمر صحفي عقده بموسكو يوم 25 مارس/آذار: "قام الغرب بإلغاء مجموعة الثمانية في الوقت الذي كانت فيه روسيا تعتبر محاربة المخدرات كإحدى أولوياتها أثناء رئاستها للمجموعة"، واصفا الخطوة بأنها "طريقة راديكالية اعتمدتها الولايات المتحدة والناتو للتهرب من المسؤولية عن تنامي انتاج المخدرات في أفغانستان بنحو 40 ضعفا منذ بدء احتلال هذه البلاد في عام 2001".

وتابع إيفانوف قائلا: "إن النتيجة الرئيسية والأكثر إثارة من عملية "الحرية الدائمة" تتمثل في تحويل أفغانستان الى منطقة انتاج مخدرات ذات أبعاد عالمية، وهي تنتج اليوم كمية من الأفيونيات تشكل ضعفي ما كان يُنتج في العالم برمته منذ 10 سنوات".

ثلث مخدرات افغانستان تأتي الى روسيا والناتو لا يفعل شيئاً

بهذا الصدد أعلن ممثل الرئيس الروسي في افغانستان زامير كابولوف ان نحو ثلث المخدرات المنتجة في افغانستان تأتي الى روسيا او تمر من خلال اراضيها، مؤكدا أن قوات الناتو لا تكافح انتاج المخدرات بالشكل اللازم. واضاف ان "الامريكيين يبررون ذلك بأنه لا يدخل ضمن مهامهم الاساسية، الا انهم يتصرفون في كولومبيا بشكل مغاير لأن الكوكايين الكولومبي يذهب الى الولايات المتحدة، بينما 4-5% من الهيرويين الافغاني فقط يصل السوق الامريكية السوداء". 

AFP

افغانستان تنتج جرعات تفوق عدد سكان المعمورة بـ20مرة

وهذا الارتفاع أكده مكتب مكافحة المخدرات الروسي فان انتاج المخدرات في افغانستان ارتفع 40 مرة خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث يتم سنوياً في هذا البلد انتاج 150 مليار جرعة مخدرة، أي أكثر من عدد سكان الأرض بعشرين مرة!!! ويكمن الخطر في أنه يتم تخزين قرابة 3 آلاف طن من الهيروين في مستودعات بالقرب من روسيا.

AFP

وتشير تقارير أممية إلى أن افغانستان تنتج 92% من الافيون المتداول في العالم، وهو المادة التي يصنع منها افظع انواع المخدرات ألا وهو الهيرويين. ويهرب من افغانستان سنويا حوالي 900 طن من افيون الخشخاش و350 طنا من الهيرويين الى اوروبا وروسيا والهند والصين.

مستويات قياسية

افاد رئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات يوري فيدوتوف في مطلع العام الجاري بان المساحات المزروعة بخشخاش الأفيون في افغانستان بلغت مستوى قياسيا، قائلا "لقد صدقت مخاوفنا.. فلاول مرة في التاريخ وصلت المساحات المزروعة بخشخاش الأفيون الى مستوى 209 آلاف هكتار.. وكل ذلك يزيد من خطر المخدرات الافغانية على العالم"، ويسبب بعدم الاستقرار ودعم الارهاب، ويهدد بلدان الجوار، بما فيها روسيا.

AFP

بوتين: مشكلة المخدرات الافغانية تخص الجميع

وفي هذا الشأن ايضا لفت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى هذا الوضع، مؤكدا ان "روسيا جاهزة لاتخاذ خطوات عملية للقضاء على مخاطر المخدرات". واردف قائلا "ان انتاج وتسويق المخدرات الافغانية، هو مشكلة لا تخص روسيا والبلدان المجاورة فقط، بل وايضا تخص اوروبا والولايات المتحدة الامريكية وكندا.. في افغانستان تعمل آلاف المختبرات لتحضير المخدرات".

وحسب معطيات مكتب الامم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، فانه تتم مصادرة 40% من كمية الهيرويين الذي يدخل روسيا. وتمكنت الهيئة الفيدرالية الروسية لمكافحة المخدرات من إحباط اكثر من 11 ألف محاولة لتهريب المخدرات الى روسيا بالجملة.

فعلى سبيل المثال استطاعت الجهات المختصة الروسية نهاية شهر آب/اغسطس الماضي مصادرة نحو 13 طنا من الخشخاش غير المعالج في ضواحي موسكو.

الأزمة تتطلب خطوات شاملة

لذلك فأن معضلة المخدرات الأفغانية باقية ما دامت هناك جهات مجهولة ومعروفة مستفيدة من هذا الأمر. والقضاء على زراعة الافيون وتصنيع الهيروين في بلد يعد من أفقر بلدان العالم يأتي ضمن خطوات عملية شاملة موجهة بالدرجة الأولى إلى تغيير بنية الاقتصاد الافغاني وبذل جهود هادفة الى تطوير البنية التحتية وضمان اسواق لتصريف منتجات مزارع الفلاحين، وإلا فان الانسان الافغاني سيستمر في العمل لصالح الاشخاص المهتمين بتجارة الافيون والهيروين.

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا