بوتين يدعو الى تعددية العملات الاحتياطية
يدعو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاقتصاديات العالمية الى انشاء تعددية من العملات الاحتياطية، باستخدام امكانيات بلدان منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بهدف التخلص من المشتقات غير الضرورية وتعزيز الانضباط واستقرار النظام المالي العالمي. جاء ذلك خلال لقاء رؤوساء وفود دول "أبيك" مع اعضاء مجلس العمل الاستشاري للمنتدى الذي انعقد يوم 8 سبتمبر/ايلول في مدينة فلاديفوستوك الروسية.
يدعو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاقتصاديات العالمية الى انشاء تعددية من العملات الاحتياطية، باستخدام امكانيات بلدان منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بهدف التخلص من المشتقات غير الضرورية وتعزيز الانضباط واستقرار النظام المالي العالمي. جاء ذلك خلال لقاء رؤوساء وفود دول "أبيك" مع اعضاء مجلس العمل الاستشاري للمنتدى الذي انعقد يوم 8 سبتمبر/ايلول في مدينة فلاديفوستوك الروسية.
وقال بوتين "اذا كنا نريد التخلص من المشتقات غير الضرورية وتعزيز انضباط واستقرار النظام المالي العالمي، علينا الانتقال الى تعددية العملات الاحتياطية العالمية".
وزار الرئيس بوتين خلال اللقاء مع اعضاء مجلس العمل الاستشاري، خمسة اقسام كان الحديث فيها يجري حول الاولويات الروسية بما فيها مسألة التكامل الاقليمي والسلسلة اللوجستية والامن الغذائي والابتكارات والاموال.
وحضر حوار الطاولة المستدبرة بقسم الاموال رؤوساء كل من المكسيك وبابو- غويانا الجديدة وماليزيا والصين. واكد بوتين على انه يجب ان يكون للنظام المالي العالمي عدة دعائم. وقال: "لانه اذا كانت هناك عملة احتياطية واحدة فقط، فان مصدرها يغري باستخدامها للمصلحة الشخصية، وفي نهاية الامر فان ذلك يضر بمصدر العملة نفسه، وتنتهك المبادئ الاساسية لوظائف النظام المالي العالمي".
واشار بوتين الى ان السير بهذا الطريق يجب ان يكون بحذر، دون الحاق اضرار بالاخرين. واضاف الرئيس الروسي انه يمكن استخدام امكانيات بلدان منطقة آسيا والمحيط الهادئ في ذلك. وقال: "ان هذا عمل صعب وكبير، ولكني واثق من انه صحيح لانشاء مثل هذه المراكز المالية. وخاصة هنا، لماذا؟ لان الولايات المتحدة الامريكية، باعتبارها المصدر الرئيسي، تشترك في هذا العمل، لذلك من الممكن ان نجد طرقا في العمل المشترك، التي لن تقوم بتدمير أي شيئ، بل تخلق امكانيات جديدة لاستقرار الاقتصاد العالمي".
تحسين المناخ الاستثماري في روسيا... مهمة السنوات القادمة
وقال بوتين، ان روسيا ستتابع تنفيذ خطة تحسين المناخ الاستثماري في البلاد. وقال "لقد وضعنا برنامجا متكاملا لتحسين وتطوير المناخ الاستثماري، ووضعنا خطة العمل، وسوف نتابع تنفيذها في السنوات المقبلة". واكد الرئيس بوتين على انه منذ الاول من يوليو/تموز عام 2007 سمحت روسيا بحرية حركة رؤوس الاموال، حتى خلال فترة الازمة لم تتخذ السلطات أي اجراءات مقيدة. وقال "بامكان أي ممول ان يكون واثقا من انه اذا استثمر عندنا فان بامكانه تحويل ارباحه دون أي قيود".
واشار بوتين في نفس الوقت الى ان على روسيا ان تعمل الكثير من اجل تقليص التكاليف الادارية. وقال "يجب ان اقول ان هذه هي المهمة الاساسية لتحسين المناخ الاستثماري خلال السنوات المقبلة".
وطرح ممثلو دوائر العمل موضوع الاستثمار في مجالي التكامل الاقليمي وتطوير السلسلة اللوجستية. وحضر المناقشات في هذا القسم الذي اطلق عليه اسم "جزيرة روسكي" رؤوساء وفود تايلند وهونكونغ واندونيسيا والولايات المتحدة الامريكية.
بوتين: استخدام الحبوب لإنتاج الوقود الحيوي يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية
ذكر بوتين أن استخدام الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى لإنتاج أنواع بديلة من الوقود سوف يمهد ويؤدي إلى زيادة أسعار السلع الغذائية في السوق العالمية.
كما مر الزعيم الروسي على القطاعات الخمسة المنظمة في إطار مجلس الأعمال الاستشاري للمنتدى الذي عُني بمناقشة المسائل المالية وتطوير الشبكات اللوجستية ومسائل التكامل والاندماج الإقليمي والحداثة وكذلك تدعيم الأمن الغذائي، إذ كان باستطاعة كل مشارك بالحوار طرح السؤال الذي يهمه على الرئيس الروسي.
وقال بوتين: "نحن وانتم نعرف جيدا كيف أصبح الحديث عن أنواع بديلة للوقود بما في ذلك الوقود الحيوي موضة هذه الأيام، لكن كلما زاد إنتاج الحبوب وغيرها من المنتجات الزراعية لاستخدامها في إنتاج الوقود الحيوي، قل وصول الطعام إلى سوق المواد الغذائية. وهكذا تستخدم الأرض الزراعية لأغراض لم تكن مخصصة لها، ما يستتبع انخفاض حجم السلع في السوق العالمية ومصاحبة ذلك بزيادة في الأسعار".
وذكر بوتين ان لدى روسيا ما يكفي من مصادر الطاقة ومن الأراضي الصالحة لإنتاج المحاصيل الزراعية، مضيفا بالقول: "إن سوق الإنتاج الزراعي هي سوق حرة".
بوتين: التقدم الاقتصادي ممكن عبر تبادل التكنولوجيا المتقدمة فقط
صرح بوتين بأن التقدم في المجال الاقتصادي يمكن أن يحدث فقط في حالة تبادل التكنولوجيا المتطورة. وقال: "أعتقد بأنه لتحقيق التقدم كما في الاقتصادات المتقدمة كاقتصاد كندا، لا ينبغي الخوف من نقل التكنولوجيا المتطورة". وبحسب قوله فإن هذا التبادل التنافسي هو الذي سيسمح بتحقيق التقدم في الاقتصاد. وأضاف: "لن يخسر أحد في حالة ما إذا قام بتبادل مميزاته التنافسية"، مضيفا أن المراكز العلمية عادة قبل أن تقوم بنقل ابتكارتها تكون قد خطت خطوة أخرى إلى الأمام.
بوتين يدعو إلى مناصرة فكرة تحرير التجارة وتطوير عمليات التكامل في إقليم آسيا والمحيط الهادئ
دعا فلاديمير بوتين المشاركين في منتدى التعاون الاقتصادي لبلدان آسيا والمحيط الهادئ إلى مواصلة الدفاع عن فكرة تحرير التجارة وتطوير عمليات الاندماج في إقليم آسيا والمحيط الهادئ.
وقال بوتين على هامش حفل الاستقبال الرسمي الذي نظمه على شرف المشاركين في القمة: " لسنا الوحيدين اليوم، بل ومعنا الخبراء من مختلف أنحاء العالم تقريبا نرى أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ هي القوة المحركة للاقتصاد العالمي وهو ما يدفعنا إلى تعميق التعاون في هذه المنطقة الهامة من العالم". كما أكد قائلا: "نحن ننوي مواصلة الدفاع مستقبلا عن فكرة تحرير التجارة والتكامل الاقتصادي الإقليمي".
كما قال بوتين: "نحن نرى أن أهم مكتسبات منتدى التعاون الاقتصادي لبلدان آسيا والمحيط الهادئ هو إمكانية المناقشة بحرية والبحث عن الحلول التي من شأنها مساعدتنا في تنمية اقتصاداتنا ودعم رفاهية شعوبنا، ولقد رأت روسيا أن مهمتها تكمن في تطوير مثل هذا الحوار".
ومن ناحية أخرى أعرب بوتين عن شكره للخبراء من روسيا والدول الأعضاء في منتدى التعاون الاقتصادي لبلدان آسيا والمحيط الهادئ على عملهم الذي أدى إلى هذه النتائج الإيجابية.