لافروف: روسيا لن تترك المؤتمر الدولي حول سورية تحت مظلة "مجموعة الاصدقاء"
اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي له مكرس للازمة السورية ان المؤتمر الدولي حول سورية الذي تقدمت روسيا باقتراح لعقده ، لن تتركه "تحت مظلة مجموعة الاصدقاء"، مؤكدا انه يجب ان تشارك فيه كافة الاطراف.
اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي له مكرس للازمة السورية يوم السبت 9 يونيو/حزيران ان المؤتمر الدولي حول سورية الذي تقدمت روسيا باقتراح لعقده ، لن تتركه "تحت مظلة مجموعة الاصدقاء"، مؤكدا انه يجب ان تشارك فيه كافة الاطراف.
وقال الوزير: "اذا كانت لدى احد مخاوف من اننا سنترك مثل هذا المؤتمر تحت مظلة مجموعة "اصدقاء سورية"، فانني على استعداد لأن ابددها بحزم. واذا اراد الجميع تأييد خطة كوفي عنان، فيجب التوحد حول فكرة واحدة". واضاف ان "مجموعة "اصدقاء سورية" ليست قادرة على ذلك".
واشار الوزير الى ان "ثبات موقفنا تم تأكيده خلال زيارة الرئيس فلاديمير بوتين الى الصين. وهذا الموقف يبقى ثابتا، لكنه ليس جامدا. وان فكرة عقد المؤتمر الدولي ليست تراجعا، بل تطويرا لموقفنا، اما جوهره فيبقى دون تغيير".
واعلن لافروف ان موسكو تدعو الى بدء الاعمال فورا للتحضير لعقد المؤتمر الدولي حول سورية. وقال: "نود ان يكون المؤتمر ساحة لحوار صريح من شأنه ان يجعل واضحا مدى واقعية بلوغ اتفاق بشأن الاجراءات المنسقة" ازاء الحكومة السورية وكافة فصائل المعارضة.
وقال الوزير انه من الافضل ان يعقد مثل هذا المؤتمر "بأسرع ما يمكن". لكنه اشار الى انه لا يجوز الاجتماع من دون مناقشة كافة الجوانب مع كافة البلدان المعنية. واضاف قوله: "ربما سنحتاج الى عقد لقاءات الخبراء، ونحن نعمل بنشاط مع زملائنا، ونعتقد انه من الاهمية بمكان تهيئة خلفية اعلامية تلائم البحث عن سبل لوقف اطلاق النار فورا".
واستطرد لافروف قائلا: "اذا رأى احد في المبادرة لعقد المؤتمر الدولي اشارة الى تغير موقفنا، فيعني ذلك ان هؤلاء الناس يفهمون موقفنا بشكل غير صحيح. ونحن ندعو لعقد المؤتمر حول سورية من أجل تطبيق خطة عنان".
وتابع الوزير الروسي قوله ان "موقفنا لا يتمثل في ان نبقى مكتوفي الايدي ونلوح باننا سنستخدم حق النقض ضد كل شيء، بل يتلخص موقفنا في التقدم بالمبادرة والسعي الحقيقي الى ايجاد سبل للمضي قدما الى الامام".
لافروف: السبب الرئيسي لتعثر خطة عنان هو ان لبعض اللاعبين مصلحة في التدخل الخارجي
واعرب سيرغي لافروف عن اعتقاده بان السبب الرئيسي لتعثر خطة عنان يكمن في ان لبعض اللاعبين مصلحة في التدخل الخارجي في الشؤون السورية.
وقال لافروف ان "خطة عنان يجب ان تلتزم بها كافة الاطراف، بما في ذلك اللاعبون الخارجيون". واضاف ان اول بوادر تبعث على الامل بدأت تظهر بعد 12 ابريل/نيسان. وعلى ما يبدو، هذا لا يتوافق مع منطق هؤلاء الذين يتصرفون وفقا للمبدأ القائل "ما هو الأسوأ هو الأفضل"، لان ذلك سيؤدي الى رد فعل غاضب سريع من قبل المجتمع الدولي الذي سيتدخل في الشؤون السورية".
وقال لافروف ان "هذا هو ما ارى فيه السبب الرئيس لتعثر خطة كوفي عنان".
وتابع الوزير قوله: "نحن لا نود ان نسمح بذلك، ونرغب في اجراء محادثات نزيهة وصريحة مع جميع الجهات المعنية بالازمة السورية".
لافروف: التدخل الخارجي في سورية سيؤدي الى عواقب لا يمكن التنبؤ بها
وردا على سؤال حول ماهية المكاسب التي يسعى اليها الراغبون في التدخل الخارجي، قال لافروف: "لا يمكن ان اطرح افتراضات حول ما هو الذي يريده اللاعبون الدوليون، ولكن بوسعي ان اقول الى اي شيء قد يؤدي ذلك".
واستطرد قائلا ان "من شأن ذلك ان يؤدي الى اخلال فظ بالاستقرار الذي كان قد تم تقويضه اصلا في هذه المنطقة. وستكون العواقب غير قابلة للتنبؤ وستمس العديد من دول المنطقة، والاهم انه سيكون هناك انشقاق في العالم الاسلامي بين السنة والشيعة".
واضاف الوزير قوله: "امل بان ذلك ليس ما يريده هؤلاء الذين يتخذون موقفا حادا يدعو الى تغيير النظام في سورية. وتشير تقديراتنا الى ان مثل هذا السيناريو وارد تماما، إن لم نتخذ سوية خطوات حاسمة للتأثير على كافة الاطراف السورية لكي توقف القتال فيما بينها وتجلس الى طاولة المفاوضات".
موسكو ترى نقاطا متناقضة في الموقف الامريكي بشأن سورية
وقال وزير الخارجية الروسي تعليقا على المباحثات التي جرت يوم الجمعة بين المبعوث الدولي كوفي عنان ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون، ان روسيا ترى نقاطا متناقضة في الموقف الامريكي من الازمة السورية، حيث نوقشت الى جانب الجهود الدولية، استراتيجية نقل السلطة في سورية.
واشار لافروف الى ان ذلك يعتبر "احد التناقضات الرئيسية من ناحية المضمون. وحسبما افهم، فقد اعلن عن ذلك الجانب الامريكي في ختام اللقاء مع عنان".
وتابع الوزير قوله: "اما كوفي عنان نفسه، فهو ينطلق من انه يجب ان يتفق بهذا الشأن السوريون بانفسهم. وهذا ما سمعته منه حين تحدثت معه بالهاتف يوم امس".
واضاف لافروف: "نحن ننطلق من ان اللاعبين الدوليين لا يجوز ان يفرضوا على الاطراف السورية آليات ما. وينبغي عليهم ان يهيئوا ظروفا لكي تبدأ الاطراف السورية تتحاور فيما بينها".
واشار الوزير الروسي كذلك الى ان موسكو لا تؤيد مبادرات الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية بشأن منع بث القنوات التلفزيونية الحكومية السورية. وقال: "كلنا نريد مزيدا من حرية التعبير في سورية، ولكن عندما يتخذ الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية قرارات انفرادية بمنع بث القنوات التلفزيونية الخاصة والرسمية السورية، فاعتقد ان ذلك لا يتجاوب مع فكرة حرية التعبير".
هذا واعتبر المحلل السياسي السوري بسام ابو عبد الله في حديث لقناة "روسيا اليوم" من دمشق ان مخرج الازمة السورية يأتي عبر دعم خطة عنان لكن هناك اطراف تريد الاسوأ.
وموسكو تدرك وتقيم المخاطر على المنطقة بأسرها من ذلك.واضاف ان هناك شخصيات امريكية معروفة ايضا تحدثت عن ان سورية هي "جزء من الجهاز العصبي العالمي" وبالتالي من الخطر اللعب بها ومن الضروري ايجاد حل سياسي.
المصدر: "ايتار - تاس"