لافروف: دول مجموعة "بريكس" تأمل في عدم تكرار السيناريو الليبي في سورية
اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي اثر مباحثاته مع نظيره البرازيلي انطونيو دي اغيارا باتريوتا في موسكو يوم الاحد 4 سبتمبر/ايلول، انه لا يجوز ان يصبح المواطنون المسالمون ضحايا، مؤكدا ان دول المجموعة "تقترح على مجلس الامن الدولي ان يشدد على معارضته لاية اعمال عنف في سورية". واشار ايضا الى ان دول مجموعة "بريكس" تعول على عدم تكرار السيناريو الليبي في سورية.
اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي اثر مباحثاته مع نظيره البرازيلي انطونيو دي اغيارا باتريوتا في موسكو يوم الاحد 4 سبتمبر/ايلول ان مواقف دول مجموعة "بريكس" (روسيا والصين والبرازيل والهند وجمهورية جنوب افريقيا)، بشأن ليبيا وسورية لم تتغير، اذ تدعو بلداننا باصرار الى عدم جواز اي عنف، والى ضمان امن السكان المسالمين ومراعاة حقوق الانسان والقانون الانساني الدولي.
وقال لافروف: للأسف ان ما يحدث في ليبيا ، لا يمكن ان يرضينا. فكانت المهمة الرئيسية التي اعلنها مجلس الامن الدولي، هي حماية السكان المسالمين. ولكن المواطنين المسالمين لا يزالون يهلكون، وباعداد كبيرة. واعتقد ان من مصلحة الشعب الليبي ايجاد اساليب لوقف الحرب والبدء بالتفاوض.
واكد انه من المفهوم ان القيادة الحالية لا تعتبر القادة السابقين بمثابة طرف مفاوض. ولكن القوى الاثنية والسياسية، والعشائر، التي يمثلها قادة ليبيا السابقون، يجب ان تكون طرفا في عملية المصالحة الوطنية. وتوجد بهذا الصدد مبادرات من الامم المتحد ة والاتحاد الافريقي. وان بلدان "بريكس" ايدت بنشاط، وتواصل تأييد هذه المبادرات. وتتخذ روسيا خطوات محددة في العمل سواء مع طرابلس او مع المعارضة. كما بعثت بلدان "بريكس" اخرى مندوبيها الى المنطقة.
واشار لافروف: اننا ننطلق من ضرورة البدء باسرع وقت ممكن بتنفيذ الهدف الرئيسي، الذي حدده مجلس الامن الدولي، وهو حماية السكان المسالمين. ونحن واصدقاؤنا البرازيليون، وشركاؤنا الاخرون في "بريكس"، كررنا مرارا انه لا يمكن الا تقلقنا كيفية تنفيذ القرارين 1970 و1973.
لافروف: لا يجوز ان يصبح المواطنون المسالمون في سورية ضحايا
وفيما يتعلق بسورية، فاننا، كما قال لافروف، نعتبر مصلحة الشعب السوري اساسية. ولا يجوز ان يصبح المواطنون المسالمون ضحايا. ونقترح على مجلس الامن تشديد معارضته لكافة اشكال العنف، مهما كان مصدرها، ومطالبة كافة الاطراف باصرار باحترام حقوق الانسان، ومراعاة القانون الانساني الدولي، وبدء الحوار.
لافروف: نحث الرئيس الاسد للانصات الى اماني السكان
واكد الوزير: اننا نحث باطراد الرئيس بشار الاسد الى الانصات بشكل دقيق اكثر الى اماني السكان. ومع ذلك انه يقترح، وان كان ليس بالوتائر التي نودها، خطوات معينة لحل المشاكل، التي يتناقلها الجميع، مثل اعتماد التعددية الحزبية، وتأمين حرية النشر لوسائل الاعلام، وجدول اعداد دستور جديد وقانون انتخابات جديد. ولا يمكن تجاهل كل هذا. واذا كان لدى البعض من السوريين، او القوى السياسية السورية، اعتراض على مضمون معين للاصلاحات المعروضة، فيجب مناقشة هذا وراء طاولة المفاوضات، وهذا ما تدعو القيادة السورية المعارضة اليه في الحقيقة.
لافروف: السيناريو الليبي لن يتكرر، اذا توقف الامر على بلدان "بريكس"
وقبل ايام، حسب قول لافروف، جرى لقاء جديد. وحددت فيه الميادين، التي من الضروري مواصلة التفاوض بشأنها. وحضر اللقاء، للاسف، ليس كافة ممثلي المعارضة والمجموعات المعارضة. واننا واثقون من انه لا يجوز تحريض بعض القوى في المعارضة على مواصلة رفض او مقاطعة مقترح بدء الحوار. وهذا يعد بمثابة دعوة لتكرار السيناريو الليبي. واذا توقف الامر على دول مجموعة "بريكس"، فلن يتكرر السيناريو الليبي. ولن ينظر مجلس الامن، كما اعتقد، بخمول الى ما يتعرض له تنفيذ قراراته. واننا سنراعي، بالطبع، هذا في عملنا مستقبلا.
الزيارة المرتقبة لقيادة المجلس الوطني الانتقالي الليبي
وبصدد رد قيادة المجلس الوطني الانتقالي الليبي على الدعوة لزيارة روسيا، قال لافروف ان ممثلي المجلس الوطني الانتقالي الليبي كانوا في موسكو بطلب منهم. واكدنا الآن استعدادنا لمواصلة الحوار بالمستوى الضروري لمناقشة القضايا التي يودون مناقشتها. وقد ابدى المجلس رغبة في ارسال اعضائه المسؤوولين عن القضايا الاقتصادية. واكد الجانب الروسي استعداده لاستقبالهم في موسكو في المواعيد المناسبة للطرفين. وبهذه الصورة ان الاتصالات جارية وستتواصل.
من جانبه اعلن وزير الخارجية البرازيلي ان بلاده تدعو الى تحقيق "اماني الشعوب العربية" التي تناضل في سبيل بناء مجتمع أكثر ديمقراطية. وقال: "نحن نقف الى جانب الشعوب التي تناضل ضد الانظمة الاستبدادية في سبيل الحرية". واشار الى أهمية مراعاة القانون الدولي والحفاظ على الدور المحوري للامم المتحدة في حل القضايا الدولية وتعزيزه.
واكد الجانبان خلال المباحثات تطابق وجهتي النظر بخصوص الوضع في سورية وليبيا. وقال سيرغي لافروف بهذا الصدد ان "استنتاجاتنا بشأن القضيتين تتطابق بدرجة كبيرة، وترغب دولتانا بان تساعدا على وقف العنف واقامة الحوار السياسي".
هذا، وقال أحمد رياض غنام عضو اللجنة الاستشارية للتغيير في سورية في حديث مع"روسيا اليوم" من القاهرة ان "ما يحدث في ليبيا لن يتكرر في سورية ولا نؤيد مثل هذا السيناريو فالمعارضة في توجهاتها واختياراتها تريد ضغطا دوليا من اجل ايقاف القتل في سورية ولسنا بصدد الدعوة لتدخل عسكري".
من جانبه اعتبر المحلل السياسي السوري أحمد الحاج علي لـ"روسيا اليوم" من دمشق ان "الاستقواء بالاجنبي وتكرار التجربة الليبية معيب اخلاقيا وحضاريا وسياسيا وكلما هدأ الوضع الداخلي كلما توتر في الخارج".
وفي هذا السياق اعرب المحلل السياسي كلود صالحاني في حديث لقناة "روسيا اليوم" عن اعتقاده بان الجانب الغربي لن يقوم بتدخل عسكري في سورية خلافا لما كان في ليبيا، لان لدى سورية دورا سياسيا أهم من دور ليبيا.
وفي معرض تعليعه على تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال المحلل ان روسيا تلعب دورا مهما جدا في السياسة السورية، وبالتالي يمكنها ان تؤثر في الوضع.