أمريكا تقدم اعتذارها لغواتيمالا بسبب نقل باحثين أمريكيين مرض الزهري لمواطنين غواتيماليين عمدا
قدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 1 أكتوبر/تشرين الأول لرئيس غواتيمالا ألفارو كولوم وللشعب الغواتيمالي اعتذار بلاده، ازاء ابحاث وتجارب طبية أمريكية اجريت في بلاده منتصف القرن الماضي، نتج عنها نقل مرض الزهري لمئات المواطنين الغواتيماليين عمدا. من جانبه صرح رئيس ألفارو كولوم ان التجارب التي اجرتها أمريكا في بلاده قبل 60 عاما "تعتبر جريمة ضد الانسانية"، مشيرا لى ان غواتيمالا تحتفظ لنفسها بحق التوجه بالشكوى للمنظمات الدولية.
قدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 1 أكتوبر/تشرين الأول لرئيس غواتيمالا ألفارو كولوم وللشعب الغواتيمالي اعتذار بلاده، ازاء ابحاث وتجارب طبية أمريكية اجريت في بلاده منتصف القرن الماضي، نتج عنها نقل مرض الزهري لمئات المواطنين الغواتيماليين عمدا.
وقال المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض روبرت غيبس في بيان ان أوباما اتصل هاتفيا بنظيره الغواتيمالي، واعرب عن اسفه الشديد لما نتج عن هذه التجارب، وقدم اعتذاره من خلال كولوم الى الشعب الغواتيمالي قاطبة، ولكل من اصابه اذى بسبب تلك التجارب.
من جانبه صرح رئيس ألفارو كولوم ان التجارب التي اجرتها أمريكا في بلاده قبل 60 عاما "تعتبر جريمة ضد الانسانية"، مشيرا لى ان غواتيمالا تحتفظ لنفسها بحق التوجه بالشكوى للمنظمات الدولية.
كما اصدرت وزيرتا الخارجية هيلاري كلينتون والصحة والخدمات الاجتماعية كاثلين سيبيليوس بيانا مشتركا، قدمتا من خلاله اعتذارهما لغواتيمالا، بسبب تعمد واشنطن نقل مرض الزهري لمئات المواطنين الغواتيماليين، في اطار ابحاث طبية اجرتها أمريكا فيما بين العامين 1946 و1948.
ووصفت الوزيرتان في بيانهما تلك التجارب بالمقيتة، وشددتا على "ان اجراءها تحت ذريعة حماية الصحة العامة امر مثير للغضب"، واضافتا "نحن نشعر بعميق الاسف لوقوع امر كهذا، ونقدم اعتذارنا لكل من مسته هذه الاختبارات الوحشية".
واكدت الوزيرتان على ان تلك التجارب لا تعكس "قيم امريكا، وتمسكها بالكرامة الانسانية، وكذلك الاحترام الكبير لشعب غواتيمالا".
كما عبرت الوزيرتان الأمريكيتان ان هذه الاحداث تذكر بانه قبل نصف قرن، "لم تكن هناك اية ضمانات ملائمة في شان الدفاع عن حقوق الانسان".
وتعهدت كلينتون وسيبيليوس بفتح ملف التحقيق في القضية وملابساتها، وبتشكيل فريق من المختصين من خلال اللجنة الوطنية الاستشارية للاخلاقيات البيولوجية، وكذلك تشكيل مجموعة عمل من مختصين دوليين، "تعنى بتحديد الوسائل الاكثر فعالية للابحاث، بهدف ان تطابق المعايير الاخلاقية".
ولم يتناول بيان كلينتون – سيبيليوس تفاصيل الابحاث التي جرت انذاك، الا انه اشار الى مقالة بقلم سيوزان ريفيربي، بروفيسور في كلية ماساتشوسيتس، نشرت في مجلة "جورنال أف بوليسي هيستوري"، جاء فيه ان اطباء أمريكيين توصلوا الى اتفاق تسمح لهم بموجبه السلطات في غواتيمالا مقابل مساعدات مالية، اجراء ابحاثهم العلمية، ابتداءا من السجن الرئيس في البلاد، ثم في الثكنات العسكرية ومن ثم في المصحة الوطنية للامراض العقلية، على ان يتم اجراء التجارب على رجال ونساء، تم نقل مرض الزهري لهم بوسائل مختلفة، تشمل التواصل الجنسي مع مومسات مصابات بالمرض، وكذلك عن طريق حقن النخاع الشوكي ، بهدف التوصل الى انجع الطرق لمقاومة هذا المرض والوقاية منه.
وتشير الوثائق المتعلقة بهذا الامر والتي كشف عنها مؤخرا، الى ان التجارب اجريت على 1500 شخصا، والى ان مصابا واحدا على الاقل لقي حتفه بسببها.
يذكر ان هذه الابحاث اجريت تحت اشراف الباحث الأمريكي جون كالتر، الذي اشرف كذلك على الدراسة التي حملت اسم "تاسكيغي"، والتي استمرت منذ 1932 و1972.
وكانت انباء قد اشارت الى انه تم حقن 600 آفروأمريكي من الطبقة الفقيرة دون اعلامهم بذلك، من اجل مراقبة كيفية تطور المرض لدى العرق الاسود وتداعياته.
الا ان ريفيربي اشارت في مقالها الى ان الباحثين الأمريكيين الذين اشرفوا على "تاسكيغي" في غضون 40 عاما، الذي تصفه العالمة الأمريكية بانه اكثر البرامج المثيرة للخجل في تاريخ الولايات المتحدة، راقبوا حالات مئات من الأمريكيين السود المصابين بالمرحلة الاخيرة من مرض الزهري، "دون تقديم العلاج لهم"، منوهة بان ما نشر عن نقل المرض لهم بشكل متعمد ليست الا اشاعات.
المصدر: "روسيا اليوم" ووكالات