العلاقات الإسرائيلية التركية... توتر جديد

استدعت تركيا السفير الإسرائيلي في أنقرة وابلغته احتجاجها على تصريحات قائد القوات البرية الإسرائيلية الجنرال آفي مزراحي الذي انتقد الوجود العسكري التركي في شمال قبرص والعمليات العسكرية ضد المسلحين الأكراد.
وتأتي تصريحات مزراحي لتزيد في تعكير العلاقات التركية الإسرائيلية التي هي ليست في أحسن أحوالها في الآونة الأخيرة بعد الموقف الشهير لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في دافوس. وربما ستهدد تلك التصريحات التعاون الوثيق بين البلدين الحليفين، بحسب ما ورد في بيان لهيئة الأركان التركية التي أبدت هي الآخرى امتعاضها من الانتقادات، التي مست قضايا حساسة في تركيا مثل اتهامها بابادة الأرمن أثناء الحرب العالمية الأولى واضطهاد الأقلية الكردية.
وقد هاجم مزراحي رئيس الوزراء التركي اردوغان وطلب منه النظر في المرآة قبل انتقاد الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز، مضيفا ان تركيا ليست في وضع يسمح لها بانتقاد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، في الوقت الذي تحتفظ بقوات لها في شمال قبرص.
وقالت هيئة الأركان التركية إن تصريحات مزراحي غير صحيحة وغير مقبولة بالمرة، وطالبت في بيانها إسرائيل بتقديم تفسير لهذه التصريحات التي يمكن أن تضر بالتعاون العسكري بين البلدين.
ويشمل هذا التعاون الذي يلمح إليه المسؤولون العسكريون الأتراك السماح للطائرات الإسرائيلية باستخدام المجال الجوي التركي أثناء تدريباتها، بالإضافة إلى تعاون البلدين المتين في مجال التقنيات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
وتنصل الجيش الإسرائيلي من تصريحات قائد قواته البرية بالقول إن انتقاد مزراحي لماضي تركيا لا يعبر عن الموقف الرسمي للجيش .
ويتصاعد للمرة الثانية توتر العلاقات الإسرائيلية التركية، مما يزيد من الشكوك حول صلابتها وقدرتها على تجاوز ظروف الازمة الحالية والعودة إلى نسقها المعتاد.