الموصل بين نارين

أخبار العالم العربي

الموصل بين نارين
انسخ الرابطhttps://ar.rt.com/imjn

جالت كاميرا Ruptly التابعة لـ RT في مدينة الموصل ورصدت مآسي المدنيين هناك، واستمعت لشهادات النازحين ووقفت على حال المستشفيات ومعاناة المصابين بمن فيهم الأطفال.

ويروي سكان المدينة المنكوبة أنهم باتوا بين نارين، قصف مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي وقناصيه من جهة، وقصف طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي تستهدف المباني المدنية بما فيها السكنية بلا تمييز.

الطفلة حوراء، أصيبت في قصف للتحالف الخميس 16 مارس/آذار، وتأخر نقلها إلى أحد مستشفيات الجيش العراقي أربعة أيام تفاديا للوقوع تحت القصف، أو في قبضة الدواعش.

والد حوراء، ذكر أن منزله هدم بالكامل في قصف جوي استهدف مسلحي "داعش" الذين نشطوا في محيطه ليقتل تحت أنقاضه ثلاثة أشخاص بمن فيهم والدة حوراء التي نجاها الله بأعجوبة لتعاني الأمرّين.

النازحون الفارون من الموصل والتقتهم RT، ذكروا أنه لا يمر يوما في أحيائهم إلا ويسقط فيه القتلى بمن فيهم الأطفال، وأن الإرهابين يتعمدون الانتشار في الأحياء السكنية المكتظة لترد طائرات التحالف عليهم هناك ويقع المدنيون ضحية لهذا السجال، ما حمل السلطات العراقية على مناشدة التحالف الغربي "ضبط ضرباته" حقنا لدماء الأبرياء.

أحمد بنشمسي مسؤول التواصل لدى "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، شدد على ضرورة تبني التحالف الغربي جميع الإجراءات اللازمة للحد من وقوع المدنيين تحت القصف.

ما يحدث في الموصل قتل للمدنيين عوضا عن الإرهابيين

وقال بنشمسي بهذا الصدد: "تنص قوانين الحرب على ضرورة اتخاذ جميع الخطوات التي من شأنها منع استهداف المدنيين. الاستخدام العشوائي يفضي إلى نتائج عكسية، حيث مما لا شك فيه أن انفجار الصاروخ يؤدي إلى سقوط عدد كبير من القتلى بين المدنيين وهذا ما نشهده اليوم في غرب الموصل".

وأضاف: "ما يحدث في الموصل ليس إلا انتهاكا فاضحا لقوانين الحرب، وقد يرقى إلى جرائم الحرب إذا ما استمر تسجيل حالات كهذه بشكل ممنهج ومكثف، وعلى الحكومة العراقية وقف ما يحدث".

 سعيد عريقات، الناطق السابق باسم بعثة مساعدة العراق التابعة للأمم المتحدة، اعتبر أن المسلحين سوف يستمرون في القتال في الموصل حتى الرمق الأخير، لا سيما وأن الموصل عموما تعتبر عاصمة "داعش" المفترضة بالنسبة إليهم.

وتابع يقول: "سيجعلون السكان دروعا بشرية، وسيختبئون في مخازن الأغذية والمستشفيات وغيرها من مواقع البنى التحتية المدنية، وأنا على ثقة تامة بسقوط أعداد لا تحصى من الضحايا بين المدنيين في الموصل إن لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنيب المدنيين القصف".

وأشار إلى أن "المسؤولية عن ذلك لا تقع على عاتق التحالف الدولي فحسب، بل على الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والحكومة العراقية والفصائل الحليفة لها المشاركة في تحرير الموصل"، معتبرا أنه "على الجهات المذكورة اتخاذ كافة التدابير للحد من سقوط الضحايا بين المدنيين، وإلا ستكون هي المسؤولية".

تجدر الإشارة إلى أن الجيش العراقي كان قد أطلق في أكتوبر/تشرين الأول الماضي مدعوما من التحالف الدولي بقيادة واشنطن عملية تحرير الموصل من تنظيم "داعش" الإرهابي.

وتفيد بيانات الأمم المتحدة، بأن أكثر من 250 ألف نسمة نزحوا على المدينة منذ انطلاق التحرير، فيما تؤكد منظمة Antiwars المستقلة أن ما لا يقل عن 2590 مدنيا قتلوا بضربات التحالف الغربي في العراق وسوريا.

أما وزارة الدفاع الأمريكية، فتؤكد أن عدد ضحايا القصف الغربي بين المدنيين في البلدين المذكورين لا يتعدى الـ220 شخصا فقط.

المصدر: RT

صفوان أبو حلا

 

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا