حينما أعدم نابليون شيخا مصريا وأثار غضب "أم الدنيا"
تبدو الصورة الشائعة عن نابليون بونابرت في حملته على مصر "1798 – 1801" متناقضة. هذا الغازي كان له دور هام في إزالة الغبار عن حضارة مصر الفرعونية، وكان في نفس الوقت عنيفا ودمويا.
في الغالب يتم التركيز على الجانب المضيئ، ويجري تجاهل جانبه المظلم جزئيا أو كليا. بونابرت في أذهان الكثيرين، بطل كبير على الرغم من قصر قامته، وقائد عسكري فذ، أقام إمبراطورية شاسعة مثل الإسكندر الأكبر.
أبحر بونابرت إلى مصر في عام 1798 بجيش يتكون من 35 ألف محارب، واصطحب معه 160 عالما وفنانا. هذه المجموعة الثانية أسهمت في رسم صورة إيجابية عنه. صورة تكاد تخفي الجانب الدموي والقمع الوحشي الذي ارتكبته قواته بقيادته وبأوامره المباشرة.
نزل نابليون أوائل يوليو عام 1798 بقواته بالقرب من الإسكندرية، وسيطر على المدينة بسرعة، ثم توجه إلى القاهرة واقتحمها في 21 يوليو.
كان بونابرت وجنوده يعتقدون أن المصريين سيرحبون بالفرنسيين الغزاة بحفاوة ويستقبلونهم بالأحضان كمحررين، كما فعل البولنديون والبلجيكيون والألمان والإيطاليون في أوروبا.
على الرغم من أن الحملة الفرنسية حررت مصر بالفعل من سيطرة المماليك وأزالت العبء الثقيل الذي استمر لقرون عديدة، إلا أن المصريين بعد فترة تسامح قصيرة، نظروا للفرنسيين على أنهم محتلون غزاة. لم تنجح أساليب الخداع التي اتبعها نابليون في تعمية المصريين بدغدغة عواطفهم الدينية وذر الرماد في عيونهم.
بعد أن انتصر على قوات المماليك ونجح في إبعادهم، بدأ بونابرت وقادته في تنفيذ مشروع السيطرة على مصر وإقامة نظام جديد فيها. لتوفير متطلبات جيشه عمل على جمع الأموال من المصريين. هذه العملية لم تتمكن من جمع الأموال الكافية فلجأ نابليون وقادته إلى الترهيب والابتزاز.
اعتقل الفرنسيون الشخصية السياسية صاحبة النفوذ في الإسكندرية الشيخ محمد كريم واقتيد إلى القاهرة. اتهم بالخيانة العظمى من دون دليل، وعرض عليه إطلاق سراحه مقابل فدية قدرها 300 ألف فرنك من الذهب. لم تنجج المساومة. نابليون أمر بقطع رأس محمد كريم وعرضه على الناس في شوارع القاهرة. نفذ الأمر في 6 سبتمبر. الفرنسيون لم يعثروا على أي أموال للضحية، وكان يعد من الأثرياء الكبار.
أصيب العديد من سكان القاهرة بالصدمة لإعدام كريم، وزادت هذه الجريمة في غضب المصريين ونفورهم من لفرنسيين. بعد هذه الجريمة التي كانت بمثابة درس للأثرياء الآخرين، جمع الفرنسيون حوالي 4 ملايين فرنك، وجرد الكثيرون بعد ذلك من ممتلكاتهم وأموالهم من دون مقدمات.
جنود نابليون في حملته المصرية، كانوا في غاية الفرح والسرور بالغنائم التي نهبوها في معركة الأهرام التي جرت في 21 يوليو 1798. كان المماليك في العادة يحملون معهم ذهبهم أينما ذهبوا. وكانت سيوفهم مرصعة بالأحجار الكريمة وبالذهب والفضة.
عمل بونابرت على سحق كل محاولة مقاومة مصرية بلا رحمة. اندلعت ثورة القاهرة الأولى فجر 21 أكتوبر 1798. خرجت حشود من آلاف المصريين إلى شوارع القاهرة وقاموا بمهاجمة الفرنسيين. قتل حاكم القاهرة الجنرال دوبوي ما إن خرج لمعرفة ما يجري.
اتسع نطاق الثورة ولم يتمكن نابليون بونابرت من العودة سريعا من جولته التفقيدية للتحصينات خارج المدينة. تولى الجنرال "بون" قيادة القوات الفرنسية بعد مقتل "دوبوي". صب نيران المدافع على مركز الثورة الرئيس، الجامع الأزهر.
بحلول مساء 22 أكتوبر، نجحت القوات الفرنسية في قمع الثائرين وتفريقهم وسيطرت على الجامع الأزهر. قتل في تلك الثورة 3000 مصري مقابل 300 فرنسي. الفرنسيون قاموا في 6 نوفمبر 1798 بإعدام ستة من قادة الثورة. هذا هو الوجه الآخر لنابليون بونابرت في مصر.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
بونابرت بين قفص تيمورلنك الحديدي وسم الفئران!
اعتقد نابليون بونابرت في أيامه الأخيرة بمنفاه في جزيرة سانت هيلانة أنه يعاني من مرض السرطان الذي كان قضى على والده في سن مبكرة، إلا أن شبهات موته متسمما لا تزال قائمة حتى الآن.
51 عاما على "العبور" إلى النصر!
دخلت حرب أكتوبر 1973 التاريخ العسكري باعتبارها درسا في كيفية استخدام الوسائل العسكرية بطريقة مبتكرة لمفاجأة العدو و"العبور" وتحطيم "أسطورة" الجيش الذي لا يقهر.
الاغتيالات السياسية الكبرى!
تكون الشخصيات السياسية وخاصة الرفيعة عرضة لخطر الاغتيال على الرغم من الحراسات والإجراءات الأمنية المشددة. الاغتيال السياسي يجر وراءه أحيانا عواقب وخيمة كما حدث في عام 1914.
مصر.. جلاد إثيوبيا و"الأرض الحرام"
بعد أن حشدت قوات ضخمة تقدر بحوالي 300 ألف جندي، وكانت تتكون من الجيشين الخامس والعاشر وقوات من المستعمرات، بدأت إيطاليا الفاشية في غزو مصر يوم 13 سبتمبر 1940.
إمبراطور الحروب.. مليون قبلة لاهبة كخط الاستواء و3 كلمات على فراش الموت!
كانت جوزيفين مع جمالها المميز وغنجها أكبر سنا من نابليون بونابرت، إلا أن الجنرال أحبها بقوة وتردد طويلا في تطليقها على الرغم من خياناتها المتكررة.
"إصبع القاهرة" الذي أدهش العلماء!
سبقت الحضارة المصرية الفرعونية عصورها في الكثير من المجالات وتركت لنا صروحا مدهشة لا نعرف حتى الآن بالضبط كيف شيدت. المدهش أيضا أنها صاحبة أول أطراف صناعية بشرية في التاريخ.
يوم توقفت جحافل الغزو أمام أبواب مصر!
لم ينتظر جيش المماليك المصري بقيادة سيف الدين قطز والظاهر بيبرس جحافل المغول بقيادة "كتبغا"، أحد قادة هولاكو، بل اندفع لملاقاتها في منتصف الطريق.
فجر القنبلة الهيدروجينية مرتين ثم أغلق الباب خلفه!
كان الزلزال الذي نجم عن تنفيذ كوريا الشمالية في 3 سبتمبر عام 2017 تجربتها النووية السادسة والأخيرة أشد قوة من السابق والصدمة أكبر حتى أن وزير الدفاع الأمريكي حينها هدد برد ساحق.
في ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية.. من ضحى أكثر من غيره؟
انتهت الحرب العالمية الثانية التي استمرت 6 سنوات في 2 أغسطس عام 1945. ضحايا تلك الحرب الضروس التي غيرت مسار التاريخ، تراوحت بين 55 إلى 70 مليون قتيل.
"بوابة النجوم" إلى "عالم آخر" من قلب خليج عدن!
تظهر بين الحين والآخر معلومات عن ظواهر عجيبة غريبة. تجد على الفور الكثير من المصدقين والمتحمسين، وهذا ما جرى في قصة "دوامة" خليج عدن.
التعليقات