حالة وراثية نادرة تجعل بعض الأطعمة الصحية مضرة للجسم
تناول الفواكه والخضراوات عادة صحية للغالبية العظمى من الناس، لكنها قد تشكل خطرا على الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل الفركتوز الوراثي.
ما هو عدم تحمل الفركتوز الوراثي؟
يُعرف بأنه حالة نادرة تسبب خللا وراثيا في قدرة الجسم على معالجة سكر الفركتوز. ويتواجد الفركتوز ليس فقط في الفواكه، بل أيضا في العسل وبعض الخضراوات والمشروبات المحلاة والأطعمة المعلبة واللحوم المصنعة ومنتجات الألبان المحلاة. كما يحتوي كل من السكروز والسوربيتول على الفركتوز أو يتحولان إليه أثناء الهضم، ما يجعل المصابين بهذه الحالة غير قادرين على تحمل هذه السكريات أيضا.
ويفتقر الأشخاص المصابون إلى الإنزيم الرئيسي "ألدولاز ب"، ما يؤدي إلى تراكم الفركتوز في الكبد والكلى والأمعاء، وبالتالي تظهر مشاكل صحية خطيرة، تصل أحيانا للنوبات والغيبوبة أو فشل الكبد والكلى.
تعديل بسيط في التغذية المبكرة يحدّ من حساسية الأطفال
ويحدث هذا الاضطراب عندما يرث الشخص الجين من كلا الوالدين، ويصاب به شخص واحد تقريبا من كل 10000. وعادة ما يُلاحظ عند بدء الأطفال تناول الأطعمة الصلبة، لكن في البالغين قد يُغفل أو يشخّص خطأ على أنه حالات أخرى مثل اضطرابات الأكل أو أمراض الكبد المتكررة، ما يؤدي لتأخر التشخيص لسنوات.
الفرق بين عدم التحمل وحساسية الطعام
يختلف عدم تحمل الفركتوز الوراثي عن حساسية الطعام؛ فالأخيرة تنجم عن تفاعل الجهاز المناعي مع بروتين غذائي، مثل بروتين حليب البقر، وتسبب أعراضا فورية مثل الشرى وتورم الفم وصعوبة التنفس.
وفي المقابل، لا يرتبط عدم تحمل الفركتوز بالجهاز المناعي، لكنه يسبب أعراضا هضمية مزعجة مثل الانتفاخ وآلام المعدة واضطراب الأمعاء. كما يختلف عن سوء امتصاص الفركتوز، وهو حالة أخف تسبب أعراضا مماثلة ولكن بدرجة أقل.
علامات الإصابة
عند الرضع والأطفال الصغار: القيء والنعاس أو التهيج غير المعتاد، ورفض الطعام وعدم اكتساب الوزن الطبيعي. بعض الأطفال يتجنبون الأطعمة الحلوة غريزيا، ما قد يخفي الحالة حتى مرحلة لاحقة.
عند البالغين: ألم مزمن في المعدة وإرهاق وانخفاض غير مبرر في مستوى السكر بالدم وتضخم الكبد أو نتائج غير طبيعية في اختبارات الكبد.
ويُؤكد التشخيص عبر الفحص الجيني أو اختبار تحمل الغلوكوز، وغالبا ما يتأخر التشخيص سنوات بسبب الأعراض المتداخلة.
كيفية الإدارة والعلاج
لا يوجد علاج لعدم تحمل الفركتوز الوراثي، لكن يمكن إدارته بتجنب الفركتوز والسكروز والسوربيتول تماما. ويجب قراءة الملصقات الغذائية بعناية، فقد تحتوي الصلصات والأدوية ومعجون الأسنان على هذه السكريات.
أمل جديد لمنع حساسية الطعام.. آلية وقائية واعدة!
إرشادات غذائية عامة:
-
الفواكه: تجنب جميع أنواع الفواكه والعصائر والفواكه المعلبة.
-
الحبوب: اختر الحبوب العادية غير المحلاة وتجنب الحبوب المنكهة أو المضاف إليها سكريات.
-
الخضراوات: معظم الخضراوات آمنة، إلا الأكثر حلاوة مثل البازلاء والذرة والشمندر والبصل واليقطين والبطاطا الحلوة والجزر والكوسا.
-
الخبز والحلويات: تناول الخبز الخالي من السكريات المضافة، وتجنب الحلويات والزبادي المنكه.
-
البروتين: اللحوم غير المعالجة والدجاج والأسماك والفاصوليا والعدس والبيض، كلها آمنة. تجنب اللحوم المصنعة والمنكهة.
-
أطعمة أخرى: الحذر من الصلصات والتوابل الجاهزة، مع تفضيل إعدادها منزليا بمكونات آمنة.
وإذا لاحظت تجنب شخص ما أطعمة معينة أو شعوره بالانزعاج بعد تناول الفاكهة، فقد يكون السبب عدم تحمل الفركتوز الوراثي وليس الترف الغذائي.
التقرير من إعداد لورين بول، أستاذة الصحة والرفاهية المجتمعية، جامعة كوينزلاند؛ وإميلي بيرش، أخصائية تغذية وممارسة معتمدة، جامعة ساوثرن كروس؛ وماكنزي ديري، أخصائية تغذية ومرشحة دكتوراه، جامعة كوينزلاند.
المصدر: ساينس ألرت
إقرأ المزيد
دور الأفوكادو في خفض مستويات الكولسترول الضار في الجسم
أظهرت دراسة حديثة أن تناول الأفوكادو بانتظام يساعد على خفض الكولسترول الضار والدهون الثلاثية، ما يجعله غذاء طبيعيا واعدا في الوقاية من أمراض القلب والسمنة.
روسيا.. مركب نباتي جديد يعزز التحكم بمستويات السكر والكوليسترول
ابتكر علماء من معهد الكيمياء العضوية في نوفوسيبيرسك، التابع لفرع أكاديمية العلوم الروسية في سيبيريا مركبا مستخلصا من مواد عضوية موجودة في النباتات والصنوبر والزيوت العطرية.
اكتشاف قد يحمينا من الأخطار المميتة للحساسية الغذائية
كشفت دراسة لعلماء من جامعة نورث وسترن الأمريكية أن دواء يستخدم عادة لعلاج الربو قد يمتلك فعالية غير متوقعة في حماية الجسم من التأثيرات المميتة الناجمة عن الحساسية تجاه بعض الأطعمة.
الأطعمة الأكثر تسببا للحساسية وسبب ردود الفعل تجاهها
تعتبر حساسية الطعام من أكثر أنواع عدم تحمل الطعام انتشارا. وتختلف أعراض حساسية الطعام من اضطرابات في الجهاز الهضمي، إلى اضطرابات في الجهاز التنفسي، وأخرى على الجلد.
طبيبة تحدد نوع الحساسية غير القابل للعلاج
تُعد أمراض الحساسية رابع أكثر الأمراض غير المعدية انتشارا في العالم. ويشير الخبراء إلى أنه بحلول عام 2050، سيُعاني نصف سكان العالم من أعراض الحساسية.
التعليقات