"سيدتي الجميلة" ترقص في القاهرة على أنغام شتراوس تحت قبة دار الأوبرا الجديدة
تعرض فرقة باليه بوريس إيفمان من بطرسبورغ "تأثير بيغماليون" المستوحى من مسرحية برنارد شو "بيغماليون" على خشبة قاعة الأوبرا بمدينة الفنون والثقافة في العاصمة الجديدة 12 و13 ديسمبر.
وسيكون العرض، الذي اختار له المنظمون اسم "سيدتي الجميلة"، هو العرض المسرحي/الاستعراضي الأكبر والأول على خشبة قاعة الأوبرا بمدينة الفنون والثقافة في العاصمة الجديدة، وهو التجربة الأولى لإيفمان خلال السنوات الأخيرة للتعامل مع القالب الكوميدي أو بدقة أكبر "التراجيكوميدي" الذي يعد مصمم الرقصات الشهير خبيراً به.

مصر.. العالم يعزف على إيقاع الحضارة و"صدى الأهرامات" في أضخم حدث فني
وفي حديث خاص لـ RT قال أحمد أبو زهرة مدير مهرجان "صدى الأهرامات" الذي تختتم دورته الأولى بعرض الباليه يومي 12 و13 ديسمبر:
"بعد النجاح الكبير لمهرجان ليالي مصر بفعاليات (صدي الاهرامات) يسعدنا استقبال الفرقة العريقة والشهيرة لبوريس إيفمان من بطرسبورغ. وهي ليست المرة الأولى التي أتعامل فيها مع باليه إيفمان، بل ساهمت في تنظيم جولته الفنية منذ أكثر من 17 عاما على خشبة المسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية، وبيعت تذاكر هذه العروض بالكامل".
وأشار أبو زهرة إلى أن باليه بوريس إيفمان من بطرسبورغ يعود اليوم ليقدم عرضين على أكبر وأحدث دار أوبرا في الشرق الأوسط اليوم، وهي دار أوبرا العاصمة الجديدة في مدينة الفنون والثقافة. وتابع: "العرض هو صياغة جديدة معاصرة لقضية (بيغماليون)، التي تناولها جورج برنارد شو في رائعته التي تحمل نفس الاسم، ثم تحولت إلى عرض (ميوزيكال) باسم (سيدتي الجميلة)، واشتهرت على نطاق واسع في مصر بمسرحية بنفس الاسم عام 1969 من بطولة شويكار وفؤاد المهندس".
يقدم إيفمان في هذا العرض، مستمراً في استلهام التراث الثقافي العالمي، تفسيراً راقصاً للقصة النمطية الشهيرة للنحات الذي وقع في حب التمثال الذي صنعه لفتاة جميلة. وقد أسند دور المبدع المتوهج في البناء الدرامي للعرض إلى راقص ماهر في الباليه، يقرر أن "ينحت" من فتاة عادية من الطبقات الدنيا للمدينة فنانة بارعة. يحدث التحول الداخلي والخارجي للشخصية على أنغام موسيقى يوهان شتراوس الابن، وهي المرة الأولى أيضاً التي يعمل فيها إيفمان مع "ملك الفالس" خلال مسيرته الفنية الطويلة والغنية.
وقد استقى بوريس إيفمان، الباحث الدؤوب في أعماق النفس الإنسانية، معنى عنوان الباليه الجديد باللغة الإنجليزية "تأثير بجماليون" The Pygmalion Effect من الدراسات النفسية، حيث يشير مفهوم "تأثير بجماليون" إلى ظاهرة تأثير التوقعات على الواقع. فالشخص الذي يُنظر إليه على أنه موهوب من قبل الآخرين سيشعر بالثقة في نفسه وسيحقق النجاح.
العرض تجسيد فني وفلسفي كامل للمرونة المدهشة للشخصية الإنسانية، وقدرتها على التغير على نحو غير متوقع وفقاً للتطلعات والأحلام.
يجسد العرض أحلام جالا، الفتاة الفقيرة التي تسكن أحياء المدينة المعدمة، وتعمل مروجة لركوب العربة التي يقودها والدها هولمز، حيث تقوم بدعوة السياح لركوبها.
تلتقي جالا نجم الباليه الراقص ليون الأكثر لمعانا وإشراقا، فتتابع بحماس مسابقة لرقص الباليه، يؤثر فيها التعرف على العالم الغريب والجذاب والمدهش، فتنشأ في قلبها أحلام الرقص ومعها مشاعر تجاه ليون.
يعمل ليون على تدريب شاق ومرهق لجالا المتحمسة، حتى تصبح راقصة بارعة بفضل العمل والتكنولوجيا، وتكسب المسابقة بدعم من ليون، وتدرك موهبتها الحقيقية. يحقق الثنائي الفوز في بطولة الرقص، لكن فراقهما، وفقا لإيفمان، حتمي، حيث يعجز ليون عن نسيان شريكته في الماضي تيا، بينما يحتفل سكان الأحياء بملكتهن المتوجة الجديدة. لكن كل أفكار جالا متجهة نحو ليون، الذي ستتمكن من لقائه فقط في أحلامها.

"إنديا توداي" تعرض مقطع رسوم متحركة عن بوتين ومودي وترامب (فيديو)
وقد تأسست فرقة بوريس إيفمان من بطرسبورغ في لينينغراد (بطرسبورغ الحالية) عام 1977 على يد بوريس إيفمان وأعادت تعريف الباليه الروسي بأسلوبها الجريء والمليء بالعاطفة، والمعروف باسم "الباليه النفسي". انطلقت الفرقة في البداية باسم "باليه لينينغراد الجديد"، ورآها إيفمان كمختبر إبداعي لتصميم الرقصات التجريبية. حطمت أعمالها المبكرة، مثل "الصوتان" و"البوميرانج"، التقاليد ما جعل إيفمان "متمرداً في تصميم الرقصات".
سرعان ما طورت الفرقة ذخيرة فنية مستوحاة من الأدب الكلاسيكي، بما في ذلك "الأبله" و"المعلم ومارغريتا" و"زواج فيجارو"، والتي تميزت بلغة رقص عاطفية فكرية. واليوم تحظى الفرقة بشهرة عالمية بفضل إنتاجاتها مثل "جيزيل الحمراء" و"آنا كارينينا" و"يوجين أونيغين" و"تشايكوفسكي" و"مع وضد". قدمت الفرقة، التي اشتهرت ببراعتها وعمقها العاطفي، عروضا في قاعات رائدة بجميع أنحاء أوروبا وآسيا والأمريكيتين. ويواصل إيفمان الإلهام من خلال التزامه باستكشاف علم النفس البشري والإبداع وتطور الباليه المعاصر.
وفي حديثه عن الباليه يؤكد بوريس إيفمان، مدير الفرقة ومؤسسها، أن الإنسان في واقع الأمر لا يدرك قدراته الحقيقية بشكل دقيق، حيث تتمتع الطبيعة البشرية بمساحات لاكتشافات لا حدود لها. ومع وجود شخص آخر يساعد المرء في إطلاق العنان لطاقته الكامنة، يصبح هذا "المهندس" لمصير الإنسان بدوره عرضة للتحول.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
باليه إيفمان يعود إلى مصر بعد 16 عاما من الغياب (فيديو)
قدّم مسرح بوريس إيفمان الأكاديمي لباليه سان بطرسبورغ عرضا في العاصمة الإدارية الجديدة لمصر يومي 12 و13 ديسمبر منهيا جولة استمرت ستة أسابيع وشملت الصين، فيتنام، والهند.
مهرجان "أيام موسكو في سلطنة عمان".. ثقافة وفنون واستثمارات تعزز الشراكة بين البلدين
أقيمت في العاصمة العمانية مسقط خلال الفترة من 11 إلى 13 نوفمبر الجاري فعاليات مهرجان "أيام موسكو في سلطنة عمان"، بتنظيم من إدارة الشؤون الاقتصادية الدولية والعلاقات الدولية بموسكو.
ورش مشتركة.. فنون التمثيل الروسية تلتقي بالإبداع البرازيلي
افتتح معهد المسرح الروسي للفن المسرحي ورشته الثانية في سان باولو بالبرازيل، ضمن مشروع يمتد من 29 سبتمبر الجاري حتى 4 أكتوبر المقبل. وتعد هذه الجولة الثالثة للمسرح في البرازيل.
بحضور رسمي إماراتي.. افتتاح معرض "أم الأمة" في متحف "تريتياكوف" للفنون التشكيلية في موسكو
شاركت وزيرة الثقافة الروسية أولغا ليوبيموفا إلى جانب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي سيف بن زايد آل نهيان بافتتاح معرض "أم الأمة" بمتحف "تريتياكوف" للفنون في موسكو.
التعليقات