وكما كان متوقعا صدرت الردود الأكثر إثارة وانفعالية من طهران، التي اتهم ممثلوها نتنياهو بالكذب في محاولة للتأثير على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإعطاء زخم جديد لمسعاه إلى تقويض اتفاق إيران النووي.
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن نتنياهو: "ليس من باب الصدفة أن توقيت هذه الادعاءات الكاذبة المستندة إلى معلومات استخباراتية ... جاء قبل أيام قليلة من 12 مايو" (في إشارة إلى المهلة التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإعلان موقفه من اتفاق إيران النووي)
نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجی: تصريحات نتنياهو "مسرحية طفولية مثيرة للسخرية شهدناها العام الماضي ... كيف لإيران أن تضع وثائق هامة في مستودع مهمل.. بطلان الادعاءات بامتلاك طهران السلاح النووي ثبت منذ عام 2015، وهو ما صادقت عليه الأمم المتحدة".
الخارجية الإيرانية: "تصريحات نتنياهو، استعراض مخجل وفيلم مكرر لا نتيجة منه، وهو لا يقوى على سوى نشر الأكاذيب والتهريج ضد إيران".
من جهته، اعتبر البيت الأبيض في موقف متوقع أيضا، أن المعلومات التي قدمتها إسرائيل، توفر "تفاصيل جديدة ومقنعة" بشأن ملف إيران النووي، و"تتوافق مع ما عرفته الولايات المتحدة منذ فترة طويلة وهو أن لدى إيران برنامجا سريا كاملا لتطوير أسلحة نووية وأنها حاولت ولكن فشلت في إخفائه عن العالم وعن شعبها".
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: "اطلعت شخصيا على العديد من الملفات الإيرانية. قام موظفونا في مجال منع الانتشار النووي والاستخبارات بتحليل وترجمة عشرات الآلاف من الصفحات باللغة الفارسية، وسيستغرق التحليل عدة أشهر ونحن نعتبر الوثائق التي رأيناها موثوقة".
أما روسيا، فلم تقنعها أدلة نتنياهو بضرورة إعادة النظر في اتفاق إيران النووي، حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مساء أمس، أهمية الالتزام الكامل من جميع الأطراف، بأحكام هذا الاتفاق.
بيان الكرملين:"أكد فلاديمير بوتين موقف روسيا أن خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني، التي تعد ذات أهمية قصوى لضمان الاستقرار والأمن الدوليين، يجب أن تطبق بدقة من قبل جميع الأطراف".
وعلى ما يبدو، فشل نتنياهو، على الأقل حتى اللحظة، في حمل الزعماء الأوروبيين على تغيير موقفهم المؤيد لاتفاق إيران النووي، وإن أبدى هؤلاء تفهمهم للهموم والهواجس الإسرائيلية.
رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيدريكا موغيريني:" لم أر أن لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم دلائل تفيد بأن طهران غير ملتزمة بالاتفاق النووي الإيراني... لقد توصل جميع الأطراف إلى هذه الصفقة بعد أن تولدت الثقة وتوفرت الضمانات".
ومن جانبها، أشارت الخارجية الفرنسية إلى ضرورة الحفاظ على اتفاق إيران النووي، ودعت طهران إلى التعاون الكامل مع المفتشين الدوليين، إضافة إلى منح المفتشين حرية الوصول إلى المعلومات الإسرائيلية، التي قد تؤكد الحاجة إلى توفر ضمانات استمرار عمليات التفتيش لفترة أطول.
الخارجية الفرنسية: "المعلومات الجديدة التي قدمتها إسرائيل تؤكد جدوى اتفاق إيران النووي، الذي يمنع منعا دائما كل الإجراءات المتعلقة بتطوير الأسلحة النووية، كما أنه ينص على التفتيش من قبل وكالة الطاقة الذرية بنظام هو من أكثر الأنظمة شمولا وأمانة في تاريخ عدم الانتشار النووي".
وأكدت لندن أيضا تمسكها بالاتفاق النووي باعتباره صفقة "نساهم في تعزيز السلام في المنطقة".
الوزير البريطاني المكلف بشؤون الشرق الأوسط إليستر بورت: "هناك قدر كبير من المواجهة والمخاوف والخطاب الحامي في المنطقة، وإذا أرادت بريطانيا أن تلعب دورا في تخفيف حدة التوتر، فعليها دعم العناصر التي يمكن إلى تسهم في تحقيق هذا الهدف، وهذا من أسباب دعمنا الاتفاق النووي".
واكتفت برلين بإبداء تفهمها لشكوك المجتمع الدولي في الطابع السلمي البحت لبرنامج إيران، مضبفة أنها ستدرس وستقيم بدقة وبالتفصيل المعلومات االإسرائيلية.
أما وكالة الدولية للطاقة الذرية، فأعلنت أنها غير مخولة للتعليق على التصريحات مثل تلك التي أطلقها نتنياهو، مضيفة أنها لا تملك معلومات موثوقة عن عمل إيران على تطوير أسلحة نووية منذ العام 2009.
وأفادت تقارير بأن إسرائيل دعت خبراء من روسيا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا لزيارتها للاطلاع على المعلومات الجديدة حول برنامج إيران النووي، لكن يبدو أن نتنياهو لم ينجح حتى اللحظة في استمالة معظم المجتمع الدولي إلى موقفه الذي يحمل في طياته بذور عاصفة سياسية عسكرية لا يحمد عقباها على المنطقة وما حولها.
المصدر: وكالات
متري سعيد