جاء ذلك على لسان موغيريني أثناء مؤتمر صحفي عقدته في لوكسمبورغ، في أعقاب اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي والذي توّج بتمديد الإجراءات العقابية بحق جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول الروسيتين.
وأعلنت المفوضة أنه من المتوقع أن يطرح زعيما ألمانيا وفرنسا أثناء القمة المقبلة رؤية دولتيهما لعملية تنفيذ اتفاقات مينسك بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية، علما بأن تحقيق المبادئ المنصوص عليها في هذه الوثيقة هو ما تشترطه بروكسل لرفع العقوبات عن موسكو.
في غضون ذلك، لا يزال عدد من الدول الأوروبية، على رأسها فرنسا وألمانيا والنمسا، تتخذ الموقف المعارض للغاية إزاء تصديق مجلس الشيوخ الأمريكي على قرار يقضي بتوسيع قائمة العقوبات ضد روسيا.
وتشير باريس وبرلين وفيينا إلى أن اتخاذ إجراءات عقابية بحق شركات أوروبية تتعاون مع الطرف الروسي، لا سيما في مجال إمدادات الغاز، تخالف القانون الدولي.
على سبيل المثال، حذر وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل اليوم من أن مشروع القرار هذا، في حال إبرامه، يعرض للخطر وحدة المواقف الأمريكية والأوروبية إزاء موسكو، متهما واشنطن بخلط مصالحها الاقتصادية بسياستها الخارجية.
كما قال الوزير: "نحتاج الدعم الروسي في حل الأزمات المتعددة في العالم، ولا يمكن ضبط الأمن والاستقرار في أوروبا دون روسيا، وكذلك دون الولايات المتحدة".
وسبق أن أعرب غابرييل في 15 الشهر الجاري عن موقف برلين السلبي إزاء مشروع القرار الأمريكي، وذلك في بيان مشترك مع المستشار النمساوي كريستيان كيرن.
في الوقت نفسه، من المتوقع أن تتخذ فرنسا الموقف الأكثر صرامة إزاء روسيا بعد الخسارة التي تكبدتها "الجبهة الوطنية" بزعامة مارين لوبان أمام حزب "الجمهورية إلى الأمام" الذي يترأسه الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون في الانتخابات البرلمانية أمس، غير أن مسألة العلاقات بين باريس وواشنطن تبقى في غاية الحساسية، علما بأن الخارجية الفرنسية قد ذكرت زملاءها الأمريكيين بضرورة تنسيق خطواتهم المرتبطة بالأمن والسياسات الأوروبية.
في الوقت نفسه لا تزال مسألة العقوبات الجديدة ضد روسيا مطروحة لا على رأس الأجندة الأوروبية الأمريكية وحدها بل والداخلية في واشنطن أيضا.
وأفاد موقع "بوليتيكو" أن البيت الأبيض يعتزم البحث مع النواب المحافظين في الكونغرس إدخال تعديلات في مشروع القرار هذا، موضحا أن ما يستدعي قلق إدارة دونالد ترامب هو محاولات سحب اتخاذ قرارات عقابية بحق موسكو من الصلاحيات الرئاسية، ما "سيقيد أيدي ترامب ومستشاريه في تطبيع العلاقات مع روسيا"، حسب تقرير الموقع.
المصدر: وكالات
نادر عبد الرؤوف