لماذا أرغمت البحرية الإيرانية "إنفينسيبل" على تغيير مسارها؟
رأى معهد واشنطن أن الهدف من إرغام البحرية الإيرانية السفينة الأمريكية "إنفينسيبل" على تغيير مسارها في مضيق هرمز، هو إعاقة التجسس على التجارب الصاروخية الإيرانية بالمنطقة.
وأوضح فرزين نديمي، الخبير في الشؤون الأمنية والدفاعية الإيرانية أن السفينة الأمريكية التي أطبقت عليها زوارق "الحرس الثوري" السريعة في 4 مارس/آذار "هي من نوع "تي-أي جي أم 24"، وتدعى "إنفينسيبل"، و"مهمتها قياس وتعقب الصواريخ ويرجح أنها كانت تنّفذ مهمة جمع استخبارات القياس والخصائص واستخبارات الإشارات الخارجية بالقرب من مضيق هرمز".
ولفت الخبير إلى وجود احتمال واقعي بأن هذه السفينة "كانت تقوم برصد الصواريخ الإيرانية في زمن وقوع الحادث"، مستشهدا بمعلومات بثتها وسائل إعلام أمريكية ذكرت أن "الحرس الثوري" أطلق في نفس اليوم صاروخين بالستيين من صنف "التوجيه النشط بالرادار" على مركب في خليج عمان، نجح أحدهما في إصابة الهدف ووصل الثاني إلى مسافة قريبة منه.
وأفاد تقرير معهد واشنطن المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بأن السفينة الأمريكية المذكورة تقوم منذ العام 2012 "بمراقبة التجارب الإيرانية للصواريخ البالستية في مسرح العمليات، ومن المرجح أن التجارب الأخيرة لم تشذ عن القاعدة".
ونقل التقرير، عن موقع "مارين ترافيك" الإلكتروني المتخصص بالملاحة البحرية، أن السفينة "إنفينسيبل" غادرت البحرين في 23 يناير/كانون الثني وعادت في 6 مارس/آذار إلى قاعدتها، في حين أن إيران أعلنت انها أطلقت "صاروخا بالستيا متوسط المدى نحو الجنوب من منطقة التجارب (سمنان) على مسافة تقل عن ألف كلم شمال مضيق هرمز، ضمن نطاق تعقب سفينة" مثل "إنفينسيبل".
ورأى الخبير انه إذا صحت ادعاءات إيران بأن عملية إطلاق الصواريخ التي نفذت الأسبوع الماضي هي للصاروخ "هرمز 2" المضاد للسفن والموجه بالرادار، فسيكون بإمكانه أن "ينطلق من منطقة التجارب الساحلية في جاسك ليطال مضيق هرمز بأكمله وخليج عمان ككل".
وبشأن مواصفات سفينة التجسس الأمريكية التي اعترضت البحرية الإيرانية طريقها، فقال عنها التقرير بأنها قادرة "بفضل رادار (كوبرا جميناي) القوي والثنائي النطاق على تعقب وتخطيط المسار المفصل للصواريخ البالستية التكتيكية ودينامياتها منذ نقطة انطلاقها حتى بلوغها الهدف. وبوسع أجهزة التنصت الأخرى أن تسجّل وتفكك رموز الاتصالات ذات القياس البُعادي بين الصاروخ والطرف الذي أطلقه".
المصدر:washingtoninstitute
محمد الطاهر