هل رست سفينة نوح هنا؟.. بعثة روسية تبحث عن الحقيقة
ما الذي دفعهم للصعود إلى قمة جبل "أرارات" الشاهقة في تلك الأيام من شهر أكتوبر 1829؟ وما هي الأخطار التي واجهتهم في هذه المغامرة؟ وما هي منطقة "السرج" التي وجدوها على القمة؟
الأسئلة والظنون كثيرة، والإجابات متنوعة ولها أكثر من وجه مثلما هو الحال في مثل هذه الألغاز التاريخية الموغلة في القدم والمغلفة بهالات من الغموض والطلاسم السحرية.
هذه المغامرة التاريخية خاضتها بعثة روسية بقيادة يوهان فريدريش باروت، رئيس قيم الفيزياء في جامعة دوربات في مدينة "تارتو" التابعة لإستونيا في الوقت الحالي.
ضمت البعثة إضافة إلى أدلاء محليين، أربعة طلاب روس بينهم خاتشاتور أبوفيان، الذي أصبح لاحقا عالما شهيرا في مجال علم وصف الشعوب "الإثنوغرافيا".
بعد سنوات طويلة من الحلم ثم الاستعداد للصعود إلى قمة "أرارات" التي يزيد ارتفاعها عن 5000 متر، حانت اللحظة الحاسمة وتحقق الهدف في 9 أكتوبر بعد محاولتين فاشلتين في الأيام السابقة.
العالم باروت البالغ من العمر 37 عاما، كان ورفاقه، أول من وصل في التاريخ إلى قمة "أرارات". ساعد على ذلك أن الجبل انتقلت السيادة عليه قبل عام إلى الإمبراطورية الروسية في ذلك الحين.
الصعود إلى قمة هذا الجبل الجليدي، بحسب المعتقدات التقليدية للسكان، كان لفترة طويلة من الزمن يعتبر بمثابة تدنيس للمقدسات.
في أرمينيا على سبيل المثال في حقبة العصور الوسطى، كان ينظر إلى البحث عن سفينة نوح، التي يُعتقد أن بقاياها استقرت على الجبل، وتحدي قمة الجبل بشكل عام على أنها انتهاك وإساءة لأماكن محرمة.
من نتائج الصعود إلى قمة "ارارات" أن العالم باروت جمع معلومات قيّمة عن الجبل وترك وصفا للمناظر الطبيعية المرئية من قمته. فصّل انطباعاته ومشاهداته ذلك في مقالة بشرها بعد عودته من هذه الرحلة الاستكشافية، كما حمل معه من قمة "أرارات" قطعة جليد وصب مياهها في الوادي، معتبرا إياها مقدسة.
أما النتيجة الرئيسة فتتمثل في تفنيده الأفكار الشائعة وقتها عن أن سفينة النبي نوح توجد على قمة "أرارات" في الأراضي التركية حاليا. هذا الأمر كان أول ما دونه في مذكراته.
واجه أعضاء البعثة الروسية أثناء تسلق جبل "أرارات" عام 1829 الكثير من الصعاب منها، التلال الصخرية وأكوام الجليد والصدوع العميقة، والعصية على غير المتمرسين في تسلق الجبال واكتشاف مساربها. إضافة إلى ذلك عانى المشاركون وقتها من نقص المعدات اللازمة لتسلق الأشجار والثلوج حتى أنهم استعملوا معاول الرعاة لنحت درجات في الثلوج.
عانى أفراد البعثة من الإرهاق نتيجة البقاء فترات طويلة على ارتفاعات شاهقة. أماكن المبيت في الطريق إلى قمة "أرارات" من دون خيام وأكياس نوم شكلت مخاطر جسيمة على المغامرين. كما كانت إمدادات الغذاء على وشك النفاد.
رئيس البعثة عبّر عن هواجسه في مذكراته بالعبارات التالية: "لم تسمح لي رغبتي العارمة في الاقتراب من قمة الجبل المقدس الموقرة بالبقاء في هدوء الدير طويلا. كان قلقي من اقتراب الخريف حافزا لي أيضا. ولذلك، أكدت السماء الصافية نيتي بسرعة القيام برحلة استطلاعية إلى القمة دون تأخير، في اليوم التالي لوصولي".
كتب أيضا عن منطقة "السرج" التي عثر عليها فوق القمة. في وصفها قال: "كانت أول رغبة لي وأول متعة لي هي الراحة: فرشتُ بطانية تحتي واستلقيتُ عليها. وجدتُ نفسي على منصة محدبة قليلا، شبه دائرية، محيطها حوالي مئتي خطوة؛ انحدرت المنصة بشدة عند الحواف، خاصةً في الجنوب والشمال الشرقي؛ كانت قمة صلبة فضية اللون، مكونة من جليد أبدي، خالية من أي صخرة أو حجر إنها قمة أرارات القديمة. شرقا، كانت قمة الجبل تنتهي تدريجيا أكثر من أي مكان آخر، كما لو كانت تقع في منتصف هضبة مسطحة هابطة، مغطاة أيضا بجليد دائم، متصلة بقمة ثانية أدنى قليلا... وإذا كان أي جزء من القمة يُعتبر موقع رسو سفينة نوح، فسيكون هذا السرج: تبلغ مساحة سطحه بحيث تشغل السفينة، التي يبلغ طولها 300 ذراع وعرضها 50 ذراعا وفقًا لسفر التكوين، أقل من عُشر سطحها".
مذكرات هذا العالم الذي كان أول إنسان في التاريخ الموثوق يصل إلى قمة جبل "أرارات"، رصدت اللحظات الأخيرة للبعثة. كتب يوهان باروت السطر الأخير في الخاتمة وجاء فيه: "بعد البقاء في القمة لمدة ثلاثة أرباع الساعة تقريبا، كان يجب أن نفكر في العودة".
المصدر: RT
إقرأ المزيد
وحش بشري على بُعد آلاف الأميال من ضحيته!
كانت الفتاة الكندية القاصر أماندا تود تحلم بأن تصبح مغنية شهيرة. جعلت من مواقع التواصل الاجتماعي منصة للتواصل مع الآخرين ولشق الطريق إلى هدفها. هناك ترصدها "ذئب بشري".
جبر الخواطر في أستراليا!
عبر الأستراليون في استفتاء "صوت في البرلمان" في 14 أكتوبر 2023 عن رفضهم الشديد لاقتراح بالاعتراف بالسكان الأصليين في دستور البلاد، وتأسيس هيئة تقدم المشورة للبرلمان في قضاياهم.
داخل قبر لأكثر من شهرين!
كما يحدث غالبا في الكوارث، لم يتوقع أحد بين 33 شخصا من عمال منجم "سان خوسيه" في صحراء "أتاكاما" في شمال تشيلي ما سيجري لهم في 5 أغسطس 2010 على عمق 700 متر.
إمبراطور مهووس باللغة العربية راقب "الموت" من ثقب برميل!
لهوسه باللغات التي أتقن العديد منها بما فيها العربية، أجرى الإمبراطور الروماني "المقدس"، فريدريك الثاني تجربة على أطفال حديثي الولادة سعيا إلى استعادة اللغة الأولى لغة "آدم".
إشارات من "مخلوق أسطوري مُجنح"!
في تاريخ المراصد الفضائية وهي توجه عيونها وأجهزة التقطاها إلى السماوات البعيدة بحثا بما في ذلك عن إشارات قد تأتي من كائنات عاقلة، سُجلت حادثة مثيرة في مرصد أسترالي.
حريق "عظيم" وراءه "بقرة"!
بدأ حريق شيكاغو العظيم في 8 أكتوبر 1871. حوّل في يومين قسما من المدينة إلى رماد، فيما حامت الشبهات في هذه الكارثة التي تعد بين الأكبر بالولايات المتحدة في القرن 19، حول "بقرة".
هرع لحماية الملكة فكشف شخصيتها للقتلة!
حاك المبعوث الياباني إلى كوريا، ميورا غورو، مؤامرة لاغتيال ملكة كوريا ميونغسونغ التي كانت تؤيد التحالف مع روسيا لمواجهة الخطر الياباني. السيوف خرجت من أغمادها صباح 8 أكتوبر 1874.
رحلة زائر من المريخ إلى أرض عربية!
شهد فجر 7 أكتوبر 2008 وصول زائر من الفضاء كان الأول الذي رُصده وجرى تتبعه قبل أن يصطدم بالأرض. محطة هذا الجرم الفضائي النهائية كانت السودان، بالقرب من محطة السكة الحديدية رقم 6.
مذكرات إيطالية: القذافي "لم يسمح لنا إلا بحقيبة واحدة"! في "عيد الثأر"
روت إيطالية كان عمرها 5 سنوات حين طرد في 7 أكتوبر 1970 الزعيم الليبي معمر القذافي "بقايا المستوطنين الإيطاليين"، الحادثة قائلة: "لم يُسمح لنا إلا بحقيبة سفر واحدة لكل شخص".
حين اقتربنا "التفت إلينا بنظرة خاطفة ومات أمام أعيننا"!
كان الطيارون في الحرب العالمية الأولى يستعملون المسدسات والبنادق لإصابة الطيارين الخصوم ومحاولة إعطاب طائراتهم قبل دخول المدافع الرشاشة هذا النوع من القتال الجوي.
التعليقات