وأوضحت جورافليوفا وهي رئيسة مركز بريماكوف لدراسات أمريكا الشمالية في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية أنه يتوجب على هاريس إعادة تشكيل التحالفات التي ساعدت الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما على الانتصار في الانتخابات.
وأضافت خلال اجتماع حول خصائص الحملة الانتخابية الأمريكية للعام 2024 في المركز الإعلامي الدولي لمجموعة "روسيا اليوم"، أن بانتظار هاريس مهمة صعبة جدا بهذا الصدد، كون هذه التحالفات اعتادت على دعم مرشح آخر للرئاسة هو الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وأشارت إلى أن تحالف أوباما هو ما أوصله إلى البيت الأبيض في ذلك الوقت كأول رئيس امريكي من أصل إفريقي وساعده لاحقا على إعادة انتخابه.
وأردفت: "هل سيتبعها الأمريكيون الأفارقة واللاتينيون الذين اعتادوا على ترامب خلال رئاسته، حتى أن بعض اللاتينيين أحبوه وباتو على استعداد للتصويت له، لذا الوضع معقد من ناحية هاريس".
ولفتت إلى أن الأرقام تظهر أن الناخبين الذين صوتوا لبايدن من كبار السن البيض من الأمريكيين ليسوا مستعدين للتصويت لهاريس بالرغم من أن هاريس بمزاياها من حيث العمر والعرق الجندر أقرب إلى القاعدة الانتخابية للحزب الديمقراطي مقارنة بالرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن.
وشددت جورافليوفا على أن هاريس ستناضل من أجل الحفاظ على الديمقراطية في الولايات المتحدة تماما كما فعل بايدن عام 2020. بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن تدور حملة هاريس الانتخابية بأكملها حول فكرة أن ترامب يمثل تهديدا للبلاد وسلامتها وللديموقراطية بشكل عام.
وتابعت: "مسألة كيف ستتطور الأوضاع الاقتصادية هي نقطة ذات أهمية كبيرة في الولايات المتحدة. دعنا نتذكر أن الناخب الأمريكي يهتم كثيرا بالحالة الاقتصادية في البلاد وهم حساسون جدا من هذه الناحية، وغالبا ما يعتمد اختيار الرئيس التالي على ذلك، و ترامب سيحاول بالتأكيد أن يظهر أن بايدن وفريقه بمن فيهم هاريس فشلوا في إدارة الاقتصاد الأمريكي فشلا ذريعاً".
واختتمت جورافليوفا بالقول إن هاريس، من ناحية ما، تُعتبر "امتدادا" لإدارة بايدن، فهي ليست "مرشحة نقية" تمتلك فقط ماضيها وإنجازاتها الخاصة، بل أيضا تحمل معها ماضي بايدن، الذي يمكن انتقاده، مما يزيد من تعقيد موقفها في السباق الانتخابي.
ومن جانبها قالت الباحثة في قسم السياسة الأمريكية الخارجية والداخلية في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية ألكسندرا فويتلوفسكايا، إن برنامج هاريس الانتخابي سيعتمد بشكل كبير على برنامج بايدن الذي اتسم بطابع "الشعبوية" وتضمن إضفاء الشرعية على الحق في الإجهاض، واعتماد إصلاحات في القانون الانتخابي ستشمل الحد من تأثير المانحين وزعماء الأحزاب في العملية الانتخابية، وتوسيع رقعة إصلاح المعاشات التقاعدية ونظام التأمين وإلغاء الديون الطبية وزيادة الحد الأدنى للأجور والطاقة الخضراء وغيرها.
المصدر: نوفوستي