وتعليقا على قصف قوات كييف لسيفاستوبول وغيرها من المناطق الروسية ذكّر لافروف خلال مقابلة مع الصحفي بافيل زاروبين بكلمات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي شرح "كيفية عمل صواريخ (أتاكمس) وغيرها من الأسلحة البعيدة المدى، التي زودت بها واشنطن كييف".
وقال: "بالنسبة لأي شخص مثقف تقنيا يفهم في الشؤون العسكرية، من الواضح أنه لولا المشاركة المباشرة للولايات المتحدة في الاستهداف، وفي إعداد وتجهيز البيانات من الأقمار الصناعية، لما كانت هذه الصواريخ ستطير إلى أي مكان".
وأضاف: "يواصل الغرب الادعاء بأن الناتو والولايات المتحدة لا يشنان حربا ضد روسيا!.. هذا تظاهر بأن كل شيء على ما يرام، فيما واقع الأمر سيئ للغاية (تعبير اصطلاحي يعني هنا: الإخفاق حتى في تسويق ادعاءات غير صحيحة). هكذا سأصف الأمر، وهم يفهمون ذلك جيدا، وبالنسبة لرد فعلنا، فقد قال الرئيس إننا سنرد، وأنا متأكد من أنكم في المستقبل المنظور ستشهدون على ذلك".
وتعليقا على حقيقة أن الناتو والدول الغربية ستقدم نوعا من الضمانات لأوكرانيا بشأن استمرار الدعم، أيا كانت نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قال لافروف: "لا يمكن تصور أن يكون جميع الأشخاص الذين ينطقون بهذا الكلام يصدقون ما يقولونه، لأن الحقائق تتعارض مباشرة مع ما يعرب عنه الغرب".
وفي وقت سابق صرح السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف، بالقول إن الولايات المتحدة تعمل بالفعل على تثبيت وضعها كدولة "راعية للإرهاب" من خلال الانغماس في خطط نظام كييف لضرب المناطق الروسية.
ودعا وزير الداخلية الروسي فلاديمير كولوكولتسيف، خلال اجتماع مع جان بيير لاكروا نائب أمين عام الأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، إلى تقييم الهجمات باستخدام صواريخ "أتاكمس" الأمريكية على سيفاستوبول.
هذا وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن موسكو لا تستبعد ردا عسكريا تقنيا على الولايات المتحدة بعد اعتداء قوات كييف بصواريخ عنقودية أمريكية على القرم مؤخرا.
وكانت قد شنت قوات كييف هجوما يوم 23 يونيو، على منشىآت مدنية في مدينة سيفاستوبول باستخدام خمسة صواريخ تكتيكية أمريكية من طراز "أتاكمس" مزودة برؤوس حربية عنقودية.
وأثناء صد الهجوم الصاروخي، اعترضت الدفاعات الجوية الروسية أربعة صواريخ، وأدى انفجار الرأس الحربية للصاروخ الأمريكي الخامس في الجو إلى سقوط العديد من الضحايا بين المدنيين في سيفاستوبول حيث لقي 5 أشخاص حتفهم، بينهم طفلان.
وبحسب البيانات، أصيب أكثر من 150 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، تم نقل 79 منهم إلى المستشفى، بينهم 27 طفلا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن واشنطن والسلطات الأوكرانية تتحملان مسؤولية الضربة، حيث أن المهام الجوية للصواريخ التشغيلية التكتيكية الأمريكية "أتاكمس" يتم التحكم فيها من قبل متخصصين أمريكيين بناء على بيانات استطلاع الأقمار الصناعية الخاصة بهم، وشددت الوزارة على أن مثل هذه الحوادث لن تبقى بدون رد.
واستدعت الخارجية الروسية السفيرة الأمريكية لدى موسكو لين تريسي في أعقاب هذا الهجوم الإرهابي، وأخطرتها بعواقبه.
المصدر: RT