ولا يخفى على أحد أن العلاقات بين كييف ووراسو تمر بفترة عصيبة وهي ليست على ما يرام إطلاقا والسبب بالتأكيد كافة الارتدادات والخلافات الحدودية وكل ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية وتوريدات الأسلحة إلى كييف.
ويضاف إلى ذلك أزمة صادرات الحبوب الأوكرانية عبر الأراضي البولندية والتي تعلن وارسو إيقافها منذ شهور طويلة.
وهو ما دفع بالرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي للتصريح أواخر نوفمبر الماضي بأن بلاده تواجه صعوبات على الحدود بسبب "الخطوات السياسية" للدول المجاورة. وأن على كييف اتباع سياسة متزنة للغاية وخطة للعمل.. "وتوجد لدينا هذه الخطة".
وأضاف حينها أن المسؤولين الأوكرانيين يعملون على ذلك حاليا، موضحا: "نواجه الآن تحديا جديدا على هذه الحدود بسبب مسائل جديدة. أعتقد أنه يجب أن نمنح جيراننا بعض الوقت". وعبر عن أمله بتسوية هذه القضية.
إلى ذلك، وتحت عنوان "بولندا وأوكرانيا، من الكونفدرالية إلى الحرب الباردة"، كتب سيرغي ميركين، في "أوراسيا ديلي"، حول خسارة كييف لعبة استعراض عنترياتها مع وارسو.
جاء في المقال: لقد أفسدت قضية الحبوب الصداقة الأوكرانية البولندية. وتبين أن العلاقات "الأخوية" بين البلدين مصطنعة إلى درجة أن الجميع، بمجرد ظهور الخلافات التي أثرت في مصالح النخبة الأنانية، نسوا على الفور أنهم يقاتلون "روسيا الرهيبة" ويدافعون عن قيم "العالم المتحضر".
وما يزيد على الشعر بيتاً، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" في سبتمبر الماضي، أن بولندا تتحمل "العبء الأكبر" من المساعدات المقدمة لأوكرانيا، حيث تبرعت وارسو بأكثر من 3% من حجم الناتج المحلي الإجمالي للبلاد لهذه الأغراض.
وأكد وزير الخارجية البولندي زبيغنيو راو، أن الأموال المقدمة من بولندا من حيث النسبة المئوية تعادل 4 أضعاف ما حولته ألمانيا، ونحو 10 أضعاف ما حولته الولايات المتحدة.
وبحسب المقال فإن الوزير البولندي دعا الغرب إلى "التوزيع العادل" للمسؤوليات في ما يتعلق بتقديم المساعدات لكييف.
المصدر: RT