وفي مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أكد حسين أمير عبد اللهيان أن التقارب مع السعودية ليس مجرد اتفاقية تكتيكية، مشيرا إلى أن الرياض أعطت الأولوية للاستثمار الاقتصادي في إيران.
وبين أمير عبد اللهيان أن "العلاقات مع الجيران تشكل أولوية في السياسة الخارجية للحكومة الحالية، لذلك أجرينا مفاوضات أمنية لعدة أشهر في بغداد وعمان"، مضيفا: "وأخيرا خلال زيارة الرئيس الصيني للسعودية، طرحت فكرة قوية على الطاولة، وكانت النتيجة وساطة صينية أتاحت اتخاذ الخطوة الحاسمة بين طهران والرياض، ولا نعتبر، في طهران، أن هذا التقارب هو اتفاقية تكتيكية".
وأردف: "تحدثنا عن هذا المكون الاقتصادي خلال اجتماعي الأخير مع نظيري السعودي، وكلانا نتفق على تطوير علاقاتنا الاقتصادية والتجارية في وقت لاحق من الأشهر والسنوات المقبلة".
وفي مطلع رده على سؤال حول اتفاق إيران والسعودية لتطوير العلاقات الاقتصادية، قال أمير عبد اللهيان: "خلال الاجتماع الأخير مع نظيري السعودي، ناقشت الموضوع الاقتصادي واتفقنا على تطوير علاقاتنا الاقتصادية والتجارية في الأشهر والسنوات المقبلة، وأخبرت نظيري السعودي أنه عندما كانت هناك علاقات جيدة بين بلدينا، لم يكن هناك تحسن ملموس في علاقاتنا الاقتصادية ، لكن هذه المرة، نرى أن تحقيق المشاريع الاقتصادية هو من أولويات الحكومة السعودية".
وبخصوص تأثير العقوبات المفروضة على إيران بالاستثمار السعودي في إيران، علق وزير الخارجية الإيرانية قائلا: "العقوبات على إيران ليست دائمة وفي إطار القوانين الدولية..لدينا دائما إمكانيات ومرافق تحت تصرفنا".
وعن إمكانية إقامة علاقات جيدة بين الرياض وتل أبيب، قال أمير عبد اللهيان معلقا: "بالطبع نحن ضد تطبيع العلاقات بين دول المنطقة والكيان الإسرائيلي، وناقشت أنا ونظيري السعودي (الأمير فيصل بن فرحان) الحاجة إلى دعم فلسطين، وعندما كنت اتحدث معه في بكين ، شاهدنا الهجوم الإسرائيلي على المسجد الأقصى في القدس، واتفقنا على إدانة هذا العمل ودعم فلسطين".
وعما إذا كانت إيران مستعدة للانسحاب من سوريا، أجاب أمير عبد اللهيان بالقول: "نحن في هذا البلد بناء على طلب الحكومة السورية، ولا يوجد سوى عدد قليل من المستشارين العسكريين في هذا البلد، وبإعلاني هذا أقول لكم أن أمن المنطقة مهم بالنسبة لنا كما هو للسعودية".
وبخصوص الحرب في اليمن، علق حسين أمير عبد اللهيان قائلا: "نحن على اتصال بكل أطراف الحرب في اليمن..منذ بداية النزاعات في هذا البلد، لم نعتبر الحرب حلا في اليمن..لقد أكدنا دائما على وقف الحرب ووقف إطلاق النار وبدء المفاوضات ورفع الحصار..القرار النهائي بيد اليمنيين، لكن المنطقة بحاجة إلى إنهاء الصراع في اليمن..التقيت مؤخرا بمحمد عبد السلام ، ممثل "أنصار الله" (الحوثيون) في عمان..لقد بذلت جماعة "أنصار الله" جهودا إيجابية في هذا المجال..المفاوضات بين السلطات السعودية و"أنصار الله" تتقدم".
المصدر: "فارس"