فرنسا.. اتهام 3 مشبوهين بخطف صحفيين فرنسيين في سوريا عام 2013

وبحسب محامين عديدين، فإن مثول جهادي عضو في خلية "البيتلز" المتخصصة في الخطف والقتل والتابعة لتنظيم "داعش" في الولايات المتحدة يمكن أن يكشف عن عناصر جديدة لقاضي التحقيق الفرنسي في محكمة مكافحة الإرهاب بيرتران غران وللمحققين في المديرية العامة للأمن الداخلي.

ومنذ ثماني سنوات، يعمل هؤلاء على التعرف على خاطفي ديديه فرانسوا وبيار توريس وإدوار الياس ونيكولا اينان، الذين خُطفوا في يونيو 2013 وأُفرج عنهم في أبريل 2014 بعد أن أمضوا أشهرا في أماكن عدة بينها زنزانات مشفى العيون الجراحي في حلب الذي تم تحويله إلى مقر لـ"جبهة النصرة".

وفي الوقت الحالي، وجهت في فرنسا تهمة "المشاركة في عصابة إرهابية" إلى ثلاثة مشتبه بهم وقد وضعوا في الحجز المؤقت، ومن بينهم الفرنسي مهدي نموش المحكوم عليه بالسجن المؤبد في بلجيكا بتهمة المشاركة في الهجوم المسلح على المتحف اليهودي في بروكسل.

وقد وُجهت إليه منذ العام 2017 تهمة "الخطف ضمن عصابة منظمة ومرتبطة بجماعة إرهابية" في هذا الملف الذي "يرتكز بشكل شبه حصري على شهادات أربعة صحافيين تضمن تشوّهات وتناقضات صارخة"، بحسب محاميه فرانسيس فويومان.

وبحسب عناصر التحقيق التي علمت بها وكالة فرانس برس، فإن الفرنسي عبد الملك تانم (32 عاما) قد يكون ارتاد مشفى حلب وكان على علاقة بنموش وسليم بن غالم وهو أيضا سجّان مشتبه به لكن يُرجّح أنه قُتل في نهاية العام 2017.

وقالت محاميته نويمي كوترو- سيسلينسكي لوكالة فرانس برس "نعم كان في سوريا آنذاك، وانضمّ إلى صفوف تنظيم "داعش" وأُدين بسبب ذلك وقضى عقوبته.. هل هذا يجعل منه سجّان رهائن أجانب؟ كلا"، رافضة ما اعتبرته "أدلة مزعومة لا تتطابق".

ومنذ 2019، يجرم القضاء الفرنسي أيضا السوري قيس أ. الذي وُجهت إليه تهمة "التواطؤ"، ووُلد هذا المسؤول السابق في الشركة السورية للنفط عام 1983 وهو أستاذ جامعي في الكيمياء وقد لجأ منذ 2015 إلى ألمانيا حيث يتابع دراساته العليا.

وقد يكون قيس الملقب بـ"عالم الكيمياء" والمقدّم بحسب عناصر الملفّ، على أنه خبير متفجرات في تنظيم "داعش" مسؤولا عن خطف اينان وتوريس في شوارع الرقة، إلا أنه كرر أمام القاضي أنه لم ينتم يوما إلا "للجيش السوري الحر".

ولا يزال ينقص الاستجواب مشتبه به آخر هو الفرنسي غيوم كابو الذي انضم عام 2019 إلى "قوات سوريا الديمقراطية" التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، علما أنه لا يزال مسجونا في ديريك (المالكية) في أقصى شمال شرقي سوريا، بحسب مصدر مقرب من الملف.

ويرى محاميا نيكولاس اينان، وفانسان برينغارث، ووليام بوردون، أن "خيارات سياسية اتخذتها الحكومة تعرقل تنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة بحق غيوم كابو".

وكان غيوم كابو المولود عام 1989 في أبيدجان، يقطن في نيم في جنوب شرق فرنسا، وقد يكون ذهب إلى سوريا عام 2012.

وبحسب عناصر التحقيق، فإنه كان عضوا في الذراع الأمني الاستخباراتي لتنظيم "داعش" في حلب وارتاد المشفى الذي كان يستخدم كسجن، قبل أن يقاتل خصوصا في دير الزور حيث أصيب بجروح بالغة.

وذكّرت وزارة الخارجية الفرنسية في حديث لفرانس برس، بموقفها وهو "وجوب أن يحاكم مقاتلو داعش في أقرب مكان ممكن من الأماكن التي ارتكبوا جرائمهم فيها"، وأضافت أنها "مسألة أمنية وواجب للعدالة حيال الضحايا، في آن معا".

المصدر: أ ف ب