هل ضرب زلزال مدمر كوريا الجنوبية بسبب البشر؟
يمكن أن يكون البشر السبب الكامن وراء حدوث ثاني أكبر زلزال مدمر في تاريخ كوريا الجنوبية، الذي ضرب مدينة بوهانغ الجنوبية الشرقية، في 15 نوفمبر الماضي.
وأدى الزلزال الذي بلغت قوته 5.5 درجة بمقياس ريختر، إلى إصابة حوالي 100 شخص، وأصبح 1500 شخص بلا مأوى، كما تسبب بأضرار لدى الملايين.
وتوصل تحقيقان إلى أن الزلزال نجم عن مصنع تجريبي لعمليات التكسير، يقوم بحقن المياه في أعماق الأرض.
وقام فريق من الباحثين من جامعتي: Glasgow ETH-Zurich في سويسرا، وGFZ-Potsdam في ألمانيا، بتحليل البيانات من محطات رصد الزلازل. كما درسوا بيانات الأقمار الاصطناعية لتحديد مكان حدوث الصدمة الرئيسية و46 هزة تابعة للزلزال.
ووصل نطاق الهزة الرئيسية إلى مسافة 1.5 كم، حيث كان العمال في محطة الطاقة الحرارية الأرضية، يضخون آلاف الأمتار المكعبة من الماء إلى الأرض، بهدف تسخير الطاقة من الحرارة الجوفية عن طريق حقن المياه في الصخور تحت السطحية الساخنة، ومن ثم استخراج المياه الساخنة من خلال حفرة ثانية.
ويذكر أن آخر هذه العمليات كان قبل حوالي شهرين من وقوع الزلزال.
ودرس الباحثون أيضا توابع الهزة الرئيسية التي وصل تأثيرها إلى أعماق غير عادية تتراوح بين 3 و7 كم تحت سطح الأرض. وكانت الهزات الضحلة مثيرة للدهشة مقارنة بالهزات السطحية في المنطقة، ولكنها وصلت إلى عمق مماثل لنطاق حقن التكسير في محطة الطاقة الحرارية الأرضية.
وقال الباحثون الأوروبيون إن النتائج التي توصلوا إليها لا تثبت أن التكسير الهيدروليكي تسبب في الزلزال، ولكنه يحدد الخطوط العريضة لعلاقة تتطلب المزيد من التحقيق. وتستكشف السلطات الكورية الجنوبية الآن وجود صلة محتملة بين الحادثتين.
وبهذا الصدد، قال الباحث المشارك في الدراسة، الدكتور روبرت وستاواي، في جامعة غلاسكو: "سيكون من قبيل الصدفة الغريبة أن يكون هذا الزلزال غير مرتبط بالنشاط الحاصل في الموقع، نظرا لوقوعه بالقرب منه. ووجهة نظري الشخصية هي أنه من المرجح للغاية وجود اتصال".
ويمكن أن تغير الدراسة الطريقة التي يقيّم بها الباحثون كيفية تأثير التكسير الهيدروليكي على مخاطر حدوث الزلازل. وفي السابق، ركزت تقييمات المخاطر على حجم المياه المستخدمة، بدلا من الضغط اللازم لضخها.
والجدير بالذكر، أن كوريا الجنوبية بدأت برصد الزلازل رسميا في عام 1978، ليكون هذا ثاني أكبر زلزال يضرب البلاد منذ ذلك الحين.
المصدر: ديلي ميل
ديمة حنا