وتشير مجلة Environmental Research Letters، إلى أنه وفقا للبروفيسور نوح ديفينبو من جامعة ستانفورد، يجب عند تحليل عواقب ظاهرة الاحتباس الحراري، الأخذ في الاعتبار ليس فقط الصورة الشاملة للتغيرات، بل وكيفية تأثيرها في مناطق مختلفة من العالم لأن مثل هذا التقييم مهم جدا للتنبؤ بشكل صحيح بعواقب تغير المناخ.
ويذكر أن البروفيسور ديفينبو يعمل مع البروفيسورة إليزابيث بارنر من جامعة ولاية كولارادو والبروفيسورة سونيا سينيفيراتني من ETH Zurich منذ عدة سنوات على استخدام تقنيات التعلم الآلي لوضع تنبؤات حول كيفية تغير مناخ الأرض خلال العقود والقرون القادمة.
وقد اكتشف العلماء مؤخرا باستخدام هذه الأساليب أن درجات حرارة الأرض ستصبح أعلى من هدفي اتفاقية باريس للمناخ ، 1.5 و 2 درجة مئوية، في المستقبل القريب جدا، في منتصف عام 2030 وفي 2040-2050. وقد دفع هذا الاكتشاف العلماء إلى دراسة كيفية تغير مناخ كوكب الأرض في نفس هذه الفترة الزمنية على المستوى الإقليمي.
ومن أجل ذلك، حدد العلماء 34 منطقة مناخية كبيرة على سطح الأرض، وباستخدام النماذج المناخية العشرة، حسبوا كيف ستتغير درجات الحرارة فيها خلال العقود القليلة المقبلة. وسمح لهم معالجة وجمع نتائج هذه الحسابات باستخدام الشبكة العصبية، بزيادة دقة توقعاتهم لتغير المناخ الإقليمي.
وقد أظهرت حسابات العلماء، أن درجات الحرارة سترتفع أسرع مما كان يعتقد في معظم مناطق العالم. وأنه بحلول عام 2060 سيرتفع هذا المؤشر إلى 3 درجات مئوية أعلى من قيم ما قبل النهضة الصناعة في 26 من 34 منطقة مناخية شملتها الدراسة، كما سيرتفع متوسط درجات الحرارة بمقدار 2 درجة مئوية في 31 من 34 منطقة.
ووفقا للعلماء، سترتفع درجات الحرارة في المناطق المناخية الأكثر كثافة سكانية على الأرض- جنوب آسيا وحوض البحر الأبيض المتوسط وأوروبا الوسطى وأجزاء من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
ويشير العلماء إلى أن هذه النتائج تؤكد على ضرورة الاستعداد واتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة التغير المناخ السريع غير المتوقع في هذه الأجزاء من الأرض، ويشير إلى أهمية تعزيز مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.
المصدر: تاس