وذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" أن الموقع يقع على بعد نحو 930 ميلا (1500 كيلومتر) جنوب غرب بكين.
ويعود تاريخ القطع الأثرية إلى حوالي 3 آلاف عام، الوقت الذي حكمت فيه مملكة شو القديمة هذا الجزء من الصين.
وبالإضافة إلى الأقنعة، كشف علماء الآثار عن قطع أثرية برونزية منقوشة على شكل تنين وبقر ومنحوتات عاجية مصغرة وحرير وأرز مكربن (أرز تحول إلى كربون) وبذور شجرة.
ويحقق العلماء في هذه الاكتشافات الأثرية الجديدة لفهم تنوع الحضارات الصينية وكيف استخدمت ثقافة سانشينغدوي البرونز والذهب لصنع الأسلحة وأدوات القرابين. وأيضا لمعرفة كيف تلاشت ثقافة هذه المنطقة، حيث يمكن أن توفر هذه القرائن تفسيرا جديدا للنهاية التي يتعذر فهمها على المجتمع العلمي حتى الآن.
وسيقام حدث تحت عنوان أطلال سانشينغدوي التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ يوم الجمعة 28 مايو، في مقاطعة سيتشوان بجنوب غرب الصين.
ومن المقرر أن يقدم الحدث، المقرر في متحف سانشينغدوي، أحدث الإنجازات التي تنطوي على التنقيب عن الآثار في الموقع والكشف عن المشاريع الرئيسية لتعزيز ثقافة سانشينغدوي على مستوى العالم.
ويُعتقد أن أطلال سانشينغدوي، التي يُطلق عليها اسم أحد أعظم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين، هي بقايا مملكة شو التي يعود تاريخها إلى 4800 عام على الأقل وتستمر لأكثر من 2000 عام.
وأعلن علماء الآثار الصينيون في مارس من هذا العام أنه وقع اكتشاف الحفر الست في الموقع، والتي قد تساعد في إلقاء الضوء على الأصل الموحد والمتنوع للحضارة الصينية.
وصرح لي يو عالم الآثار بمعهد الآثار الثقافية لبحوث الآثار بمقاطعة سيتشوان لوكالة أنباء "شينخوا" بقوله: "من المثير للدهشة أننا اكتشفنا بعض القطع البرونزية التي لم يسمع عنها من قبل. على سبيل المثال، تحتوي بعض العناصر البرونزية الكبيرة والحساسة على تصاميم تنين أو بقرة غريبة المظهر عليها".
ولم يعثر الباحثون على أي بقايا بشرية في الحفر، ولا يعرفون الوظيفة التي قد تكون هذه الحفر قد خدمتها.
ومع ذلك، فإن اكتشاف الحفر الست قد يوفر أدلة حول الطقوس التي مارسها شعب مملكة شو في ذلك الوقت.
مدافن بشرية؟
واكتشف مزارع محلي في غوانغهان بالصدفة موقع سانشينغدوي (Sanxingdui) في عام 1929، عندما صادف حفرة من قطع اليشم. لكن الموقع لم يكتسب شهرة بين علماء الآثار حتى عام 1986، عندما عثروا على حفرتين عمرهما 3200 عام تحتويان على آلاف القطع الأثرية.
وكتب تشين شين، كبير أمناء الفن والثقافة الصينية في متحف أونتاريو الملكي في تورنتو، أن تلك الحفر، التي تقع بجوار الحفر المكتشفة حديثا، كانت أيضا خالية من الرفات البشرية، وقد ناقش العلماء الغرض من استخدام الحفر منذ اكتشافها.
وكتب شين في كتابه Anyang and Sanxingdui: Unveiling the Mysteries of Ancient Chinese Civilizations: "يعتقد البعض أن الحفر هي نوع من المدافن، ولكن دون هياكل عظمية بشرية، وربما يكون الجسد تحول إلى رماد نتيجة طقوس الحرق". والاحتمال الآخر هو أن الحفر قد تكون مرتبطة بالتغيرات السياسية التي كانت تجري في المنطقة. وأشار شين إلى أن الناس كانوا يهجرون ببطء موقع سانشينغدوي منذ نحو 3000 عام. وبينما أصبح الموقع مهجورا ببطء، استمرت مملكة شو حتى غزتها دولة أخرى تسمى تشين في 316 قبل الميلاد.
وما يزال تحليل الحفريات الست المكتشفة حديثا والقطع الأثرية الموجودة فيها جاريا، حيث توجد مصادر نصية قليلة تناقش ما حدث في ذلك الوقت، ما يجعل من الصعب تحديد الغرض من استخدام الحفر.
المصدر: لايف ساينس