وتفيد مجلة Journal of Geophysical Research: Atmospheres، بأنه ظهر من نتائج المتابعة والنماذج المناخية، أنه خلال 15-20 سنة الأخيرة، تقدمت حدود المنطقة الاستوائية والمناطق شبه الاستوائية الجافة باتجاه خطوط العرض العليا. ويعود سبب هذه الظاهرة وفقا لرأي العلماء الموحد، هو تغير المناخ في العالم. ولكن الآلية الديناميكية لتحرك المناطق المناخية التي أطلق عليها "التوسع الاستوائي" لم تكن واضحة حتى وقت قريب.
ولتوسع المناطق الاستوائية، عواقب جدية اقتصادية واجتماعية: لأن هذه العملية تغير اتجاه الرياح، ما يسبب الجفاف وحرائق الغابات في مناطق كاليفورنيا وأستراليا، التي تعاني حاليا من شح في المياه. لذلك لن يتمكن علماء المناخ من التنبؤ بما سيحصل في المستقبل، من دون تحديد السبب الرئيس للتوسع الاستوائي.
ويعتقد الباحثون أن القوى المحركة للتوسع الاستوائي، هي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتدهور طبقة الأوزون وتراكم الهباء في الغلاف الجوي. ولكن النماذج المناخية التي تستخدم فيها هذه المؤشرات لم توضح سبب سرعة التوسع الاستوائي من 0.25 إلى 0.5 درجة خلال كل عشر سنوات. كما لم توضح لماذا في بعض المناطق تجري عملية التوسع أسرع من المناطق الأخرى. وهذا ما جعل بعض الخبراء يفترضون أن التوسع الاستوائي مرتبط بالتقلبات المناخية في العالم.
ومن أجل تحديد الأسباب بدقة أكبر صمم علماء من ألمانيا والولايات المتحدة بإشراف هو يانغ من معهد الفريدفيغنر في بريمرهافن نموذجا عن العلاقة بين المحيط والغلاف الجوي. وباستخدام صور وبيانات الأقمار الصناعية خلال أعوام 1982-2018 والسجلات القديمة، درسوا تغير درجات الحرارة في التيارات المحيطية الدائرية، التي تحمل المياه الدافئة إلى القطبين والمياه الباردة إلى خط الاستواء.
وقد تبين من نتائج المعالجة الرقمية، أن التوسع الاستوائي يرتبط بالدرجة الأولى بارتفاع درجة حرارة المحيط، وليس بتغيرات الغلاف الجوي مباشرة. وإن السبب في تقدم الحدود الاستوائية والتيارات المحيطية الدائرية إلى القطبين هو تراكم الحرارة الزائدة في المناطق شبه الاستوائية للمحيطات.
ووفقا للباحثين، يلاحظ خلال 15 سنة الأخيرة توسع المناطق شبه الاستوائية في حوض البحر الأبيض المتوسط وأستراليا وجنوب كاليفورنيا. وأن سرعة التوسع الاستوائي أسرع في النصف الجنوبي للكرة الأرضية مما في النصف الشمالي، وذلك لأن مساحة المحيطات في النصف الجنوبي أكبر.
واكتشف الباحثون، أن توسع حدود المناطق الاستوائية في كل منطقة، يتطابق تماما مع اتجاه تغير درجات حرارة المحيطات في خطوط العرض الوسطى، بسبب التأثير البشري على المناخ والاحتباس الحراري.
ووفقا لهو يانغ، ارتفاع درجات الحرارة في المحيطات شبه الاستوائية لا يرتبط بالتقلبات المناخية الطبيعية. بل هو نتيجة الاحترار العالمي الناجم عن النشاط البشري.
المصدر: نوفوستي