وقال الباحث، أليكس فليتشر، من جامعة بوسطن الأمريكية إن طبيعة ما يزيد عن نصف الأعطال الكهربائية التي تحدث على متن الأقمار الصناعية لا تزال غامضة، لصعوبة إجراء فحوص فيها.
وعندما خرج الإنسان من الغلاف الجوي للأرض، وتوغل في الفضاء المكشوف، وجد نفسه معرضا للأشعة الكونية والكهرومغناطيسية وغيرها من الأشعة القادرة على تعطيل عمل الأجهزة الإلكترونية.
فعلى سبيل المثال فإن مسبار "فوبوس-غرونت" الروسي تعطل دون أن يغادر الغلاف الجوي للأرض بسبب إعادة تحميل أجهزة الكمبيوتر المتوفرة على متنه نتيجة تأثير الأشعة الكونية عليها.
وقد اكتشف الباحث فليتشر وزميله كلوزه من جامعة أوكسفورد الأمريكية سببا محتملا لظهور مثل هذه الأشعة، وذلك من خلال دراسة ما يحدث للأجهزة في الرحلات الفضائية.
وقال فليتشر إن ذرات الغبار تشكل خطورة كبيرة على الأجهزة الفضائية. وقد يؤدي الاصطدام بتلك الذرات الطائرة بسرعة هائلة إلى ظهور ثقوب في غطاء المسابير والأقمار الصناعية وتعطيل عمل أجهزتها. وكان مهندسو "ناسا" قلقون من اصطدام مسبار New Horizons بمثل هذه الذرات عند اقترابه من بلوتو.
ولاحظ العلماء في الآونة الأخيرة أن مثل هذه الاصطدامات الفرط صوتية تنتج انفجارات شديدة الطاقة.
وافترض فليتشر وزميله أن تلك الانفجارات تحدث لسبب أن الإلكترونات تطير في الفضاء أسرع من الأيونات الثقيلة. وبفضل ذلك تتحول ذرة الغبار عند اصطدامها بالمسبار إلى سحابة من البلازما، حيث تنقسم إلى قسمين أحدهما سحابة من الإلكترونات السريعة، والآخر سحابة من الأيونات الثقيلة. ويؤدي التعامل بينهما إلى إنتاج موجات كهرومغناطيسية شديدة، قادرة على تعطيل عمل الأجهزة الإلكترونية في المسابير.
وينوي فليتشر وكلوزه، قريبا، إجراء دراسات إضافية تفصيلية لاستيضاح سبب كثرة وقوع تلك الانفجارات، ومدى الخطورة التي تشكلها على الأجهزة الفضائية.
المصدر: نوفوستي
يفغيني دياكونوف