وقالت وكالة الفضاء إنه تم عمليا اكتشاف جميع العناصر اللازمة للحياة في مكان واحد، ضمن نظامنا الشمسي، على أحد أقمار كوكب زحل الجليدية.
وعُثر على عنصر الهيدروجين لأول مرة على قمر، إنسيلادوس (Enceladus)، وذلك من قبل مركبة ناسا الفضائية، كاسيني، بعد 13 عاما من استكشاف زحل.
ويعد العثور على الغاز، الجزء الأخير من اللغز بعد اكتشاف المياه في محيط تحت سطح إنسيلادوس، وهذا يعني أن القمر السادس لزحل، قد يتضمن نفس الكائنات وحيدة الخلية، التي بدأت الحياة على كوكب الأرض.
ويذكر أن هذه الكائنات ما تزال موجودة على كوكبنا، في المناطق شديدة الظلام في أعماق المحيطات، وهي تستهلك الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون.
وقالت ماري فويتيك، وهي عالمة أستروبولوجية في مقر ناسا: "إنها حدود جديدة، لأن هذه المرة الأولى التي نشهد فيها دليلا على مصدر غذائي غريب في محيط خارج حدود الأرض".
وأضافت موضحة: "كنا نعلم بوجود اثنين من المكونات الرئيسية للحياة، والآن لدينا العنصر الثالث، وهو الاكتشاف الأكثر إثارة في حياتي المهنية على مدى 8 سنوات في ناسا".
وذكرت ناسا أنه لم يتم العثور على اثنين من المركبات، الفوسفور والكبريت، في محيط، إنسيلادوس، ولكن يشتبه العلماء بأن تركيب النواة الصخرية للقمر قد يكون مشابها كيميائيا للنيازك الحاوية لهذين المركبين.
وهذا الأمر يمهد الطريق للقيام بالمزيد من الاستكشافات، للعثور على الحياة في نظامنا الشمسي.
والجدير بالذكر، أن العلماء كانوا يعتقدون بوجود الحياة الغريبة على الكواكب الصالحة للسكن داخل منطقة تسمى "Goldilocks zone"، وذلك في مكان بعيد بما فيه الكفاية عن الشمس، ولكنها غير معرضة للتجمد.
وكان إنسيلادوس، القمر المتجمد والذي يبعد حوالي 800 مليون ميل عن الأرض، أحد المرشحين الأقل احتمالا لاحتواء عناصر الحياة.
ولكن في العام 2005، كانت المركبة كاسيني تدور حول زحل عندما التقطت صورا لأعمدة بخار منطلقة من الشقوق العميقة على سطح القمر، وهذا يؤكد وجود محيط سائل تحت السطح.
وأعلنت ناسا مساء أمس أن المركبة الفضائية، كاسيني، وقبل نفاذ الوقود واحتراقها في الفضاء، عثرت على غاز الهيدروجين، وهو الشكل اللازم لدعم الكائنات الحية ذات الخلية الواحدة، في محيط القمر.
وتجدر الإشارة إلى أن تلسكوب هابل رصد مرتين أعمدة بخار مماثلة منطلقة من قمر كوكب المشتري، يوروبا، ما يجعله مرشحا رئيسيا ثانيا لهذا النوع من الحياة الغريبة.
ويذكر أن مهمة مركبة كاسيني ستنتهي في نهاية شهر سبتمبر القادم.
وقال الدكتور، ديفيد كليمنتس، عالم الفيزياء الفلكية في كلية إمبريال لندن: "هذا الاكتشاف لا يعني أن الحياة موجودة على إنسيلادوس، وإنما هو خطوة على الطريق الصحيح للوصول إلى هذه النتيجة".
ويُعتقد أن قمر تيتان، وهو أكبر أقمار زحل البالغ عددها 53، يمتلك محيطا تحت السطح، وهو شديد الملوحة كما هو الحال في البحر الميت على الأرض.
وفي الوقت الذي يبحث فيه العلماء عن الميكروبات الحية في قمر إنسيلادوس، ستنطلق بعثة يوروبا كليبر التابعة لناسا، بحلول عام 2020، للبحث عن المكونات الكيميائية اللازمة للحياة.
المصدر: ديلي ميل
ديمة حنا